ثقافة النسيان لا نهاية
لها عندنا
المفكر الجزائري المرحوم الدكتور أحمد
عروة -(1926- 1992)- شخصية متفتحة على الحوار جمعت ما بين الطب، والأدب، والبحث في
الفكر الإسلامي، انطلاقا من القرآن ،والسنة، وتراث العلماء المسلمين.
عالج القضايا المعاصرة بحوانبها
العقائدية، والأخلاقية، والصحية، والاجتماعية وغيرها، ورغم صيته الدولي لم يأخذ
حقه من الاهتمام، والبحوث، والدراسات، ربّما من أسباب ذلك إلى طبيعة الرجل الذي
كان يعمل بهدوء، وحكمة بعيدا عن التهويل، والخطاب الحماسي من جهة، وبسبب الحركات
الإسلامية في الجزائر التي ظلت أسيرة المرجعيات المشرقية ولم تتجاوزها من جهة أخرى
أحمد عروة عالم متعدد المواهب، واسع
الفكر، عميق في طروحاته ومنهجه، لكنه لم يحظ بالاهتمام من قبل الباحثين والدارسين
الجزائريين، إلا في السنوات الأخيرة، على الرغم مما قدمه من إنتاج علمي وفكري
وأدبي متميز، وهو رجل جمع بين النضال السياسي، والعلم والدراسة.
بعد الاستقلال فتح عيادته بحيه الشعبي في
بلكور، وكان يتكفل بالعائلات المعوزة من خلال الكشف المجاني، ثم أصبح بروفيسورا
مكونا في الصحة العمومية، كما كان عضوا في عدة جمعيات اجتماعية وثقافية، وعميدا
لجامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة، إلى وفاته في 27 فيفري 1992، كما يذكره
الجزائريون من خلال دروسه الدينية المتلفزة المتسمة بالحوار البناء والحجة الدامغة
وربط الدين بالحياة.
كان الرجل متفتحا على
الحوار، يجمع بين الدين والعلم والإيمان ويقول:
(الإنسان لا يفهم الكون إلا بالعلم، ولا يدير
العالم إلا بالإيمان)
أهمُّ كتاباته 1"ما الإسلام؟" و2"الإسلام
والديمقراطية" و3"الإسلام والعلم" و4"الإسلام والأخلاق
الجنسية"، وقد قدم هذا العالم جليل الأعمال التي تشكل دليلا على تنوع مواهبه،
واتساع آفاق عطائه العلمي، والفكري، علاوة على تميزه في النشاط الدعوي، مما جعل
صيته يتجاوز ربوع الجزائر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق