..يوبيلي الذّهبي

بشير خلف

      في فيفري 1972م نشرت لي مجلة (آمال) الشهرية، المجلة الثقافية للشباب التي أصدرتها وزارة الثقافة الجزائرية لسنوات عديدة، ومن تحْت برْنوسها خرج جيلُ السبعينات من شعراء، وقصّاصين، الذين تبوّؤوا المشهد الثقافي من ذاك الحين إلى يوم الناس هذا، وبعضهم تألّق عالميا.

       أوّل قصّة لي كانت بعنوان(الأبيُّ)نشرتها لي المجلّة في العدد 22 / فيفري 1972 ، ونحن في فيفري 2022م ... خمسون سنة بالتمام والكمال ،..القلم لا يزال يخطّ، والعقل لا يزال يمدّه بالكلم الطيّب..الحمد لله على فضله، وجوده.( فيفري 1972 ـــــ فيفري 1922)

       أليس لي الحقّ في يوبيل ذهبي؟؟

                                     

 

 ... أعداء الاستمرار1

بشير خلف

     في السنوات الأولى من عقد الثمانينات من القرن الماضي أنشأت وزارة الثقافة والسياحة حينها سلسلة إصدار كتب تحت عنوان:( أعلام السياسة والحرب. الموسوعة التاريخية للشباب)ـ تشرف عليها:" مديرية الدراسات التاريخية، وإحياء التراث" يرأسها المرحوم الأستاذ الباحث، والمؤرخ محمد الطاهر العدواني.

     من الكتب التي أصدرتها ضمْن السلسلة، كتاب:( الأمير عبد القادر الجزائري)، في الصفحة الأخيرة من الغلاف يُعرّف الدكتور الطاهر العدواني الموسوعة:

«هذه الموسوعة التاريخية للشباب تهدف إلى تعميم الثقافة التاريخية الوطنية في أوساط الشباب الذي يبدو اليوم أكثر تعطّشًا للمعرفة عامّة، وللتاريخ خاصّة.

     وإنْ توافق إصدار هذه الموسوعة مع احتفالات الذكرى الثلاثين للثورة التحريرية الكبرى، لمِنْ شأنه أن يبعث فينا روحَ التطلّع إلى مواصلة هذه المسيرة من أجل تحقيق أهداف الثورة كاملة، ولأجل بلوغ الغاية القصوى المتمثِّلة في الثورة الثقافية الشاملة.»

 الكتاب: الأمير عبد القادر الجزائري: مؤسس دولة، وقائد جيش

      الكتاب في 135 صفحة من الحجم المتوسّط، صدر سنة 1984، طبع المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بالجزائر العاصمة. الكناب من تأليف المرحوم الأستاذ المؤرخ، المحقّق، المترجم إسماعيل العرَبي.

 أقسام الكتاب

طفولة عبد القادر. حكومة الأمير. جيش الأمير. نموذج من معارك الأمير. معركة المقطع. معركة سيدي إبراهيم. مفاوضات ومعاهدات: معاهدة ديمشال. معاهدة تافنة. خاتمة.

       وممّا جاء في الكتاب:

«...ولكنه بينما كان النظر في هذا الطلب" الغزو الفرنسي للجزائر"، زحفت قوّات سلطان المغرب الأقصى، واحتلّت تلمسان في محاولةٍ لسدِّ الفراغ الذي نجم عن انهيار الإدارة التركية، الأمر الذي ظهرت معه بوضوحٍ للفرنسيين الأهمّية الاستراتيجية التي يكتسيها موقع مدينة وهران.» ص: 15

      موسوعة رائعة، صدرت منها عديد الكتب عن شخصيات، وأعلام جزائرية: أبو اليقظان، الفنان العبقري محمد راسم، وغيرهم تركت بصماتها عميقة في مكوّنات هوّية الأمة الجزائرية المعاصرة وحتى مستقبلًا وتوقّفت، توقّفها في تقديري ليس لقلّة الموارد المالية والبشرية؛ إنما لعجزنا المتأصِّل فينا: عجزنا عن التخطيط للمعرفة، وبرمجة مشروع معرفي شامل، ومنه الثقافة بكلّ مكوّناتها لمراحل مترابطة: قريبة، متوسطة، بعيدة.

     

 

 

« إننا سننتصر لأنّنا نمثّلُ قوّة المستقبل الزاهر، وأنتم ستنهزمون لأنّكم تريدون وقْف عجلة التاريخ الذي سيسحقكم، ولأنّكم تريدون التّشبّث بماضٍ استعماريٍّ، متعفّ

نٍ حثكِم عليه بالزوال.»

                                         ( الشهيد مصطفى بن بولعيد)

      أبوابنا فُتحت رغْمًا عنّا

         ليتهم يعترفون بالجميل، ويُحْسنون فنّ " الإيكيت" ..الاتصال، والتواصل

    ظهرت فجأة، لم تكن بيننا صداقة فيسبوكية، أو غيرها. كتبت: أطلب منك مساعدة، وأبغي الدردشة معك، أجبتها: ليس لدي وقْتٌ للدردشة، وافصحي عمّا تريدين، كتبت:

ــــــ أنا أحضّر في الماجستير موضوعها: أدب الطفل، وأريد الدردشة معك عن الموضوع.

      أرسلتُ إليها نسخة رقمية من كتابي: (الكتابة للطفل بين العلم والفن)، الصادر عن وزارة الثقافة سنة 2007 رفقة مقال طويل لكاتب، وباحث لبناني عن الكتاب.

       بعد حوالي عشرة أيام:

ــــــ أردت أن أدردش معك مرّة واحدة عن الموضوع، وليس عدّة دردشات، كان جوابي:

ــــــ هل وصلك الكتاب، والمقال؟

ـــــ لم أطّلع، لم أفتح بريدي لأسباب شخصية.

ـــــ أرسلت أليك الكتاب منذ أيام، كان عليك إعلامي بالوصول، وأقلّ شيء: وصل، وشكرا.

ـــــ من يقدّم المساعدة للناس لا ينتظر منهم الشكر، فالجزاء من الله

       وما أكثر أمثال هؤلاء يطلبون كتابا من تأليفك، أو كتابًا لغيرك من مكتبتك، وترسله في البريد على حسابك، ودافعك المساعدة، ونشْر المعرفة، والطرف الآخر المستفيد  كمنْ لا سمع، ولا رأى.

مجلة الجديد الثقافية اللندنية

      صدر العدد الجديد لمجلة الجديد اللندنية لشهر جانفي 2022 عدد ( ممتاز) لكونه:

1 ــــ   بهذا العدد الممتاز تفتتح “الجديد” سنتها الثامنة، وبه تواصل مغامرتها التي بدأتها قبل سبع سنوات، منبراً عربياً للأدب، يجمع المغرب إلى المشرق، والأوطان إلى المنافي.

2 ـــــ يطلّ العدد على ثقافات اللغات الأخرى.

3 ــــــ  وفي خطتها المجلّة  لهذا العام بناء جسور جديدة للثقافة العربية في علاقتها بثقافات الجوار، بحيث تشكل لغات بحيرة المتوسط، وآدابها، في الإسبانية، الإيطالية، اليونانية، التركية، البرتغالية، وغيرها، محطات الاهتمام، شعراً ونثراً وفكراً وفنوناً، ولقاءات مع المبدعين.      

4 ــــــ في هذا العدد ملفان: الأول أدبي، والثاني فكري.

         في الملفّ الأول: “النص الزائر”، ثلاثة نصوص، الأول ترجمة جديدة لرائعة ت. إس إليوت “أغنية ج. ألفريد بروفروك”. والنص الثاني، “دفتر يوميات” وضعه الشاعر النروجي أولاف. هـ. هوغي، وهو نص شذري يمزج بين التذكر والتأمل . النص الثالث ترجمة لقصة “تغضن في المملكة” للكاتب النيجيري بن أوكري الحاصل على جائزة مان بوكر.

         في الملف الثاني، الفكري، كرس لمقالات، وأفكار، وتأملات لكُــــــتّاب من المشرق والمغرب عن علاقتهم بـ”الجديد” التي اعتبروها بيتهم الأدبي على مدار سبع سنوات من صدورها الدوري، وبوصفها منبراً عربياً جامعاً، وبيتا لحرية الأدب والفكر، وندوة شهرية يطرحون من خلالها الأفكار، ويتبادلون الخبرات والتجارب.