الفيلسوف نجيب محمود، ونظرتُه إلى القراءة الهادفة
«اقْــرأْ
لـِـمنْ يضيف إلى خبْــراتك، وأفكارك إضافة توسُّعٍ من آفاق دنياك، فما كل قراءة
ككلّ قراءةٍ؛ وإنما القراءة التي نعنيها هي قراءة الأفذاذ في كل ميدان، فهل يعقل
في ميدان الفلسفة مثلًا أن أترك أفلاطون، وأرسطو، وبن سينا، وبن رشد، وديكارت،
وهيجل لِأقْــرأَ فلانًا، وعلانًا؟! وفي الشعر هل يعقل أن أترك البحتري، والمتنبي،
وأبا العلاء لأقرأ فلانًا، وعلانًا؟!
نعم قد نقرأُ للأواسط؛ بل وللصغار أحيانًا
لنتسلّى.
إنني أذكر سؤالاً وجّــهْتُــه لأستاذٍ كبيرٍ
في الفلسفة في انجلترا، وكنت أزوره لأودعه، إذْ سألته:
ــــ كيف ترى جان بول سارتر؟
فنظر إليّ نظره الذاهل للسؤال، وقال:
ـــــ سارتر؟!
ثم أشار بيده نحْــو رفوف مكتبته، وقال:
ــــــ وهل
فرغتُ من هؤلاء السادة القادة لأنفق ساعاتي في قراءة سارتر؟»
" زكي
نجيب محمود, كتاب: قيمٌ من التراث"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق