قمار البهيّة
قمار هي
تلك المدينة التاريخية والعاصمة الدينية ، وهي بقدر ما أضفى الخالق جلّت قدرته على
ربوع سوف من جمال في الطبيعة إلاّ أنّ قمار مُنِحتْ انبساط الأرض وسهولتها ، وقرب الماء
من السطح .
هاته المدينة تحمل مواصفات
المدن العربية ، لها أبواب: ( الباب الغربي ، والشرقي ، والبويبة ، والباب الظهراوي
...) ، والأزقّة المغطّاة ، وتراصّ المنازل المبنيّة أساسا بالمواد المحليّة : الجبس
والحجارة ( اللّوس أو زهرة الرمال ) . هاته المنازل رغم تراصّها، وقِلّة الأزقّة فيها
إلاّ أنّه في كلّ بيت تُراعى الطبيعة الصحراويّة، والمناخ، وتقلّبات الجوّ في الفصول
، وظروف تخزين الطعام ، وراحة الإنسان بعد العناء والكدح، ومقاومة الرمال، وعاديات
الطبيعة .
فاعتُمِد تسقيف البيت على
القبّة لانكسار أشعّة الشمس عليها ، ورفضها لتكدس الرمال ، وانزلاق مياه الأمطار عليها
، ومنْحِها هواءً إضافيّا لطيفا داخل الحجرات ، والغُرَف في البيت توزَّع لاستقبال
أشعّة الشمس والسماح بدوران الهواء في المساكن ، وتخصَّص في كلّ بيت غرفة للصيف تتميّز
بانحسار الشمس عنها بعد الزوال ، وأخرى يُبنى
بها موقد بمدخنته تسمّى ( المقعد ) ، ولا يخلو بيت من غرفة لاستقبال الضيوف ، وأخرى
لتخزين المؤن . وفي تراصّ البيوت دلالات واضحة للتماسك الاجتماعي في هاته المدينة
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق