الخميس، 10 يوليو 2014

قمار البهية

قمار البهيّة
   قمار هي تلك المدينة التاريخية والعاصمة الدينية ، وهي بقدر ما أضفى الخالق جلّت قدرته على ربوع سوف من جمال في الطبيعة إلاّ أنّ قمار مُنِحتْ انبساط الأرض وسهولتها ، وقرب الماء من السطح .
  هاته المدينة تحمل مواصفات المدن العربية ، لها أبواب: ( الباب الغربي ، والشرقي ، والبويبة ، والباب الظهراوي ...) ، والأزقّة المغطّاة ، وتراصّ المنازل المبنيّة أساسا بالمواد المحليّة : الجبس والحجارة ( اللّوس أو زهرة الرمال ) . هاته المنازل رغم تراصّها، وقِلّة الأزقّة فيها إلاّ أنّه في كلّ بيت تُراعى الطبيعة الصحراويّة، والمناخ، وتقلّبات الجوّ في الفصول ، وظروف تخزين الطعام ، وراحة الإنسان بعد العناء والكدح، ومقاومة الرمال، وعاديات الطبيعة .

     فاعتُمِد تسقيف البيت على القبّة لانكسار أشعّة الشمس عليها ، ورفضها لتكدس الرمال ، وانزلاق مياه الأمطار عليها ، ومنْحِها هواءً إضافيّا لطيفا داخل الحجرات ، والغُرَف في البيت توزَّع لاستقبال أشعّة الشمس والسماح بدوران الهواء في المساكن ، وتخصَّص في كلّ بيت غرفة للصيف تتميّز بانحسار الشمس عنها بعد الزوال ،  وأخرى يُبنى بها موقد بمدخنته تسمّى ( المقعد ) ، ولا يخلو بيت من غرفة لاستقبال الضيوف ، وأخرى لتخزين المؤن . وفي تراصّ البيوت دلالات واضحة للتماسك الاجتماعي في هاته المدينة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...