الخميس، 21 ديسمبر 2017

مجامع اللغة العربية...؟

مجامع اللغة العربية...؟
بشير خلف

يبدو أن مجامع اللغة العربية تجاوزتها التطورات التكنولوجية، وتقنيات وسائل الاتصالات، وصناعات الأدوية وغيرها..هذه التطورات لم تنتظر حتى تضع المجامع الألفاظ المناسبة، بل الأدوية التي نشتريها، نجد رفقتها نشرية الاستعمال باللغة العربية المعاصرة، تتوافق مع التركيب الكيميائي، والآلات التكنولوجية من هواتف ذكية، وحواسيب، وملحقاتها، وآلات كهربائية بأنواعها، والمصنوعة محليا، أو القادمة من كل بقاع الدنيا مرفوقة بنشرية الاستعمال بلغة عربية معاصرة وظيفية كسائر اللغات الأخرى الموجودة بالنشريات..حتى السيارات القادمة من ألمانيا، اليابان، كوريا الشمالية، فرنسا...كل قطعة مركبة موسومة باسمها العربي؛ وكأن  هذه الثورة التكنولوجية التقنية، الاتصالية تقول لمجامع اللغة العربية: التطور العالمي السريع في عالم الصناعة والتسويق يقول لكم:
انتهت مهمتكم، المهمة يقوم بها الآن شباب البحوث العلمية، والتصميم، والتصنيع، علماء المخابر،وكذا وسائل الإعلام بكل أنواعها، وفضاءات التواصل الاجتماعي، تبنّت الدفاع عن اللغة العربية ليس تهريجا، ولا جدلاً، ولا شعارات؛ إنما التطبيق العملي الوظيفي المساير للعصرنة، والعالمية.

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

اليوم العالمي للغة العربية بجامعة الوادي


اليوم العالمي للغة العربية بجامعة الوادي
بشير خلف
نظّم معهد الآداب واللغات بجامعة حمة لخضر بالوادي، إلى جانب المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالولاية يوم الإثنين 18 ديسمبر 2017م.. احتفائية مميّزة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية المتزامن مع يوم 18 ديسمبر من كل سنة، بقاعة المحاضرات الصغري، تحت شعار " اللغة العربية في عصْر العولمة " حضر الاحتفائية مجموعة من اساتذة المعهد، وفي صدارتهم البروفيسور وقّاد مسعود مدير معهد الآداب واللغات، وكذا طلبة وطالبات المعهد؛ إضافة إلى البروفيسور مشري بن خليفة الذي دُعي من الجزائر، وقدّم محاضرة قيّمة حول اللغة العربية تاريخا، وراهنا، ومستقبلا تجاه تحدّيات العولمة، كما قُــــــدّمت محاضرات في نفس المجال من طرف الأساتذة الدكاترة: عادل امحلّو، نصر الدين وهّابي، سعداني سليم، وغيرهم.. الاحتفائية كانت من تحضير وتنشيط الدكتورين قويدر قيطون، حمزة حمادة.
       كانت محاضرات قيّمة جدّا، كما أنّ مدير المعهد في كلمته الافتتاحية تعهّد بأن المعهد سيكون وفيا تجاه هذه الاحتفائية التي سينظمها سنويا بتاريخ: 18 ديسمبر من كلّ سنة.

الاثنين، 4 ديسمبر 2017

احتفائية بإصدارات ثلاث لبشير خلف

ثلاثة اصدارت جديدة للأستاذ بشر خلف في ندوة دار الثقافة اليوم
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏جلوس‏‏‏‏
.........
من تنظيم الرابطة الولائية للفكر والإبداع بالوادي وبحضور جمع من المثقفين في دار الثقافة محمد الأمين العمودي بالوادي تم تقديم الاصدارات الجديدة للأسناذ بشر خلف. عبر ندوة أدبية ثقافية تناول الكلمة فيها كل من الدكتور حسن مشارة من جامعة الوادي والدكتور يوسف بديدة من نفس الجامعة ومن تنشيط الاستاذ القدير بشير ونيسي.
تناول الدكتور حسين مشارة كتاب الاستاذ بشير خلف
"تغاريد قلم" وهو عبارة عن مجموعة مقالاتموزعة بين مقالات في قضايا ادبية وفكرية وعرض لكتب صدرت في الساحة الثقافية وتقديمات لكتب وأراء في الفنون والجمال وكلها متابعة للشأن الثقافي في الوطن عموما والوادي بالخصوص من طرف المؤلف.
كان عرض الدكتور مشارة عرضا نقديا وافيا ومميزا استطاع من خلاله الجمع بين المقاييس الاكاديمية والمقاييس العامة في تناول الكتب منوها بالجهود المهمة للمؤلف التي برزت في الكتاب متابعة ونقدا ورأيا لان الاستاذ بشير خلف يمتلك من الادوات ما يجعل كتابه هذا قيمة مضافة للساحة الثقافية الجزائرية ..ليفتح سجالا محببا بينه وبين المؤلف.
كان الاستاذ متالقا وهو ينتقل بين دفتي الكتاب عارضا وشارحا وناقد موافقا وخالفا ..فتمتع من استمع من الجمهور وأفاد..
بعدها تناول الكلمة الدكتور يوسف بديدة فقد تناول المجموعتين القصصيتين وهما"ترانيم في حضرة القبح"و"لا قليل من الفرح" وهما على التوالي :ومضات قصصية وقصص قصيرة جدا..
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏3‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏
كان مدخل الدكتور يوسف من العنوانين ..وكان موفقا في هذا المدخل فربط بين العنوانين وما فيهما من النصوص في قراءة جمعت بين التأويل والإحصاء ووصل ان الكتابين كانا كتابا واحدا وهو ما اكده المؤلف فيما بعد كما كانت قراءة الدكتور يوسف لقصتين من الكتابين نصا وتحليل محتواهما مؤكدا على ان تاثير شبكتي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر واضحا من حيث قصر النصوص وقدرة الاستاذ بشير خلف على التاقلم مع أسلوبالقصة القصيرة جدا والوسائط الجديدة
كانت قراءة الدكتور يوسف تجمع لين التلقي والاسلوبية وكان مبدعا في العرض موفقا في الاستنتاج.
بعدها تناول المؤلف كلمة طرح فيها رؤيته في ما قال الاساتذة موضحا ومؤيدا ومبشر ااجمهور بكتابة مذكراته وهو ما يوف يضيف للساحة الثقافية كتابا مهما لتجربة واسعة تاريخيا وثرية حياتيا وادبيا وثقافيا.
شاكرا كل من ساهم في هذا الحدث الثقافي الاستاذ جمال الدين عبادي مدير دار الثقافة الذي يسند كل فعل ثقافي جاد حضورا ودعما ماديا ومعنويا وصاحب المطبعة الشاب النشيط دراجي رضا الذي ليس فقط طابع لكنه شريك ومساهم فاعل..كما ذكر بخير الاستاذ عبد الكريم نينه ناشر المجموعتين القصصيتين..
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏12‏ شخصًا‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏
تخلل اللقاء عزف وغناء الأستاذ المبدعفريد مخلوفي وابنته في فقرة فنية متميزة ساهمت في تميز هذه الامسية الرائعة التي تميز فيها أيضا مديره الاستاذ بشير ونيسي في مختاراته بين الفقرات وادارته الظريفة الخفيفة المحببة.
لتوزع الاصدارات على الحضور مجانا كما تعود الاستاذ بشير خلف والرابطة وقطاع الثقافة في الوادي عموما..
ويظل الاستاذ بشير خلف متميزا في كل نشاطاته سواء في ما يصدر من مؤلفات او يدعم من كتب واصدارات أو ما تصدره الرابطة التي يراسها من كتب او ما تقوم به من اعمال خدمة للثقافة الوطنية والمحلية.
02/12/2017
أحمد مكاوي

الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

إصداران جديدان في القصة القصيرة جدًّا لبشير خلف

إصداران جديدان في القصة القصيرة جدًّا لبشير خلف
       صدر عن دار الكلمة لصاحبها الكاتب القاص المبدع ينينة عبد الكريم بالجزائر، مجموعتان في (القصة القصيرة جدا) للكاتب والقاص بشير خلف، الذي يُعدّ من ضمن الأوائل الذين كتبوا في هذا النوع الممتع من القص، فمن 1987 في مجموعته " القرص الأحمر" إلى 2017 بعد 30 سنة من كتابتها يعود بشير خلف بقوة من خلال مجموعتيه اللذيذتين : " ترانيم في حضرة القبح" و" لا قليل من الفرح".
        المجموعتان من الحجم الصغير، 12 سم في 21 سم، تصميم وإخراج ينينة عبد الكريم.

المجموعة الأولى الموسومة بــ ( ترانيم في حضرة القبح)،فضْلاً عن المقدّمة،  تتكون من51 نصًا ومضيا قصصيا، مقسّمة إلى" تغاريد قصصية، لوحات سردية، لقطات فيسبوكية"  تضمّها ستة وتسعون صفحة. المجموعة الثانية ( لا قليل من الفرح)، تتكون من 59 نصًّا مقسّمة إلى " شذرات سردية، منمنمات قصصية".
      ممّا جاء في المقدّمة:
«  القصّةُ القصيرةُ جدّا ابنةُ هذا العصرِ، خاصّة أنّ عالمَ يومياتِنا مليءٌ بالملاحظاتِ العابرةِ، باللّقطاتِ السّريعةِ، برصْدِ الـمفارقاتِ والـمواقفِ؛ لذلك تكيّفتْ مع إيقاعِ العصرِ، فركبتْ لغةَ الاختزالِ، على أنّ الإنسانَ نفسَه لم يعدْ قادرًا على الإنصاتِ لكلِّ تفاصيلِ الحياةِ اليوميّةِ، ولـم يعدْ يـملكُ التّرفَ القِرائيَّ في ظلِّ التطوّرِ الرقميِّ، وانبثاقِ النّصِّ الشّبكيِّ، وتزايدِ الأزماتِ العالـميّةِ الـمتعدّدةِ المـتسارعةِ، وميلِ الإنسانِ المعاصرِ إلى تـجريبِ كتابةِ مـخالِفةٍ، تتلاءم مع التـحوّلاتِ الـمُعاصرة؛ لذلك كانتِ القصّةُ القصيرةُ جدّا مُـحاولةً فنيّةً ذاتَ دلالةٍ احتجاجيّةٍ.
      القصةُ القصيرةُ جدًّا مُصطلحٌ اختزاليٌّ لنصٍّ روائيٍّ، أو حكايةٍ، أو قصّةٍ بشكلٍ مُــوجزٍ جدًّا وتكون مُكثَّـــفةً وخاليةً من الزوائدِ، والحشْوِ الوصْفيِّ، والاستطراداتِ، وترتكز على الجملة الفعلية أكثر..»
نصًّ أول بعنوان " كيدهنّ " من مجموعة " ترانيم في حضرة القبح:
(استدرجه لونُ البحرِ في عينيها.
 شدّته مشيتُــها الــهيفاء..
 أبـهره غنجُــها..
تـمايُلها..
هزّته تضاريسُ الجسدِ الغضِّ..
ارتـجف..
تـــفطّنت إلى احــتـــراقه..
 أوهمته بقُربِ امتلاكها..
اقترب..
الـــتـصقتْ بغــــيره مبتــــعدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نصٌّ ثانٍ من نفس المجموعة بعنوان: " الكبير كبير" :
قرأ في أحدِ الكُتُبِ أن بيكاسو كان بعــيْنيْه لصًّاً كبيرا..
قال عنه الرسّام هنري ماتيس:
" إن الأسدَ هو مـجموعُ الخرافِ التي الْـتهمَها..
 غير أنهُ يظل في النهاية أسداً"
 كان الفنّانون يُـخفون لوحاتهم الجديدة أثناء زيارة بيكاسو لمراسمِهم..
 خوفاً من سرقاته -غير المباشرة-
لـمـّا أقام معــرضَه في قاعةِ ابن خلدون.. احتاط..
حظي بزيارة تلاميذ المدارس في نزهة ترفيهية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نصٌّ أولٌ من المجموعة الثانية" لا قليل من الفرح"..نص بعنوان ( وهْــمٌ):
       حلُم أنْ يكون شاعرًا مـُجدِّدًا.. كاتبا كبيرا مشهورا. في بداية كل شهرٍ يُـمنّي نفسه أن يبدأ. مرّت الشهور.. السنوات.. ما خطّ جملة واحدة.
     ذات يوم وجد في وُريْــــــــقةِ يوميةٍ مقولةً للجاحظ:
" لا يزال الـمرْء في فُسْحةٍ من عقْله.. ما لــمْ يقلْ شعْــرًا.. أو يُــؤلِّــفْ كـــــتَابًا."
      هــتـف:
ـــ رحِــمكَ اللهُ أبا عثمان ..أنْـــقذْتني
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نصٌّ ثانٍ من المجموعة الثانية بعنوان ( رجولة ؟):

     وقف في الصفّ الطويل في الـمطار أمام مكتب مراقبة جوازات السفر. وصل دورُه. طلب منه الشرطي وضْع كلَّ ما في جيوبهِ.. وسترته. في الصندوق. طلب منه وضْع الحذاء والجورب. حرقه الشرطي بنظرة غضب . تـجمّد  في مكانه. الصفّ وراءه يتحرّك بنرفزة. تقدّم كي يـجتاز بوّابة الـمراقبة الإلكترونية:
ـــ انزعْ حزامَ السروالِ.. صرخ فيه الشرطي.
ـــ نزعته منذ عشرين سنة.. 


                       

السبت، 21 أكتوبر 2017

التقاعد

التقاعد
بقلم: بشير خلف
        تفاعدت في بداية شهر أكتوبر 2001، التقيت به متقندرا مع مجموعة متقاعدين بنفس اللباس، يفترشون الأرض، يشربون الشاي الصحراوي المنعنع، والمعد على نار حطب هادئة..رآني كعادتي يوم أن كنت عاملا، مكستما، مقرفتا، بعد التحية، بادرني قائلا:
- أما آن لك يا صاح أن تتخلص من قيد الإدارة، وأن تتحرر من الكستمة، والتقرفت،وأن تنضم إلينا ؟
أجبته:
- ياصاح، التقاعد بالنسبة لي هو مرحلة جديدة من حياتي..فعلا تحررت من قيد الوظيف، لي أهداف لم أحققها، وأنا موظف، آن الأوان أن أشرع فيها.
      الحمد لله مر على ذلك اللقاء مع صديقي ستة عشر سنة، أكرمني الله، فتحققت الأهداف التي رسمتها، وكانت ثقافية بامتياز..صاحبي ذاك، عاش الفراغ، ومنذ حوالي 12سنة وقد فقد الذاكرة، وصار لا يعرف حتى أقرب الناس إليه..نطلب له السلامة والعافية.
      علمتني الحياة أن الله جل جلاله لم يحدد لنا سنا نتوقف فيها عن الحركة والعطاء..التقاعد كإجراء إنساني هو اعتراف من المجتمع بمجازاة هذا الموظف، أو ذاك العامل بالراحة حتى يترك الفرصة لغيره لتولي منصبه، أو عمله..إنما ليس سنة كونية سنها الله كي ننسحب من الحياة، وحراكها الجميل، الممتع، والتفرغ للكثير من الأشياء الجميلة، من ذلك الرحلات، والاتصال بالناس، والتثاقف، وزيارة البلدان في الوطن ، وخارجه..
      التقاعد ليس انسحابا من الحياة ، وأيام كدر، وتوتر، وقلق، مما ينجر عنه بعد سنوات قليلة تدهور في الصحة: سقوط الأسنان، وتقوس الظهر، وثقل في الحركة، وألم في المفاصل، وأوجاع في الركبتين..
في رأيي الحياة تحلو بعد التقاعد، لما فيها من حرية الحركة، وتعدد الخيارات، استنادا إلى الخبرات والتجارب الذاتية والغيرية.

الأحد، 15 أكتوبر 2017

تغاريد قلم

تغاريد قلمٍ
بقلم: بشير خلف
       صدر للقاص والكاتب بشير خلف كتابٌ بعنوان" تغاريد قلمٍ ..مقالات في الفكر، والأدب والفنّ "، الكتاب من الحجم المتوسط A5 يقع في 270 صفحة، صمّم الغلاف الكتاب الفنان التشكيلي كمال خزّان، طبْع دار سامي للطباعة والنشر والتوزيع بالوادي، لصاحبها رضا درّاجي.
      بعد المقدمة، سبعة محاور بالكتاب:
المحور الأول: أفكار في الواجهة.
المحور الثاني:.. وخير جليس.
المحور الثالث: الأدبُ نبضُ الوجدان.
المحور الرابع: مصابيحُ أضاءتْ.
المحور الخامس: تحت دائرة الضوْء.. قراءات.
المحور السادس: رفوفٌ.
المحور السابع: في رحاب الآداب والفنون.
      وممّا جاء في القدّمة:
«.. ومن هنا فالمجتمع الذي يفتقر إلى مشروع ثقافي معرّضٌ إلى الاهتزازات التي تنخره من الداخل، فتعتريه مسبّبات التآكل، وفقدان الحصانة؛ بل والتفكّك. الثقافة ليست مادة دستورية نُـضيف إليها في كل تعديل دستوري عبارة، ونعقد الندوات في وسائل الإعلام متغنين بهذه الانتصارات الوهمية التي لا تضيف شيئا لواقع الثقافة في المجتمع الذي ترسّخ في أذهان أفراده أن الثقافة مهرجانات لأغنية الراي، وموسيقى ورقص الشباب. الثقافة مشروع مـجتمع، تاريخه مُشبع بمحمولات تراكمت، وتدعّمت من مقاومات أجيال متتابعة، بوْصلـتُـها روحانيات جذّرت هُـوية متينة لأمّة صعبٌ النيْل منها. المشروع الثقافي في رأينا لا يأتي تلقائيا، إنما النُّخب من خلال تشخيص، وتقييم الراهن الفكري، والثقافي، والإبداعي، تتولّى بدورها وضْع استراتيجية ثقافية وفكرية على المدى القريب، فالمتوسّط، فالبعيد..»

       ومن مواضيع المحور السابع:
«.. إن الفنون الجميلة هي ما كان موضوعها تمثيل الجمال، كالموسيقى، والتصوير، والشعر، والإبداع الأدبي، وفن المسرح ،والغناء ، والنحت، وفن البناء والعمارة، والزخرفة، والفلكلور الشعبي، وركوب الخيل. كما أن " الفنون اللّذيذة " هي التي يشعر مُزاوِلها بلذّة، ومتعة عند أدائها كالعزف الموسيقي، والغناء ، وركوب الخيل، والرسم. أمّا الفنون الحرّة " ما كان فيها عملُ الفكر أكثر من عمل اليد كالشعر ، والقصة ، والرواية .كما أنّ الفنون اليدوية ما كان فيها عملُ اليد أكثر من عمل العقل  كالنحت ، والنقش ، والحَفْر .
      إن هذا التقسيم فيه نوعٌ من التداخل بين فنٍّ وآخر، فماذا أنت قائلٌ عن الشعر مثلا وهو فنٌّ جميل ، وفي الوقت نفسه فنٌّ حرٌّ يبدعه الشاعر بمتعة، وكذلك النقش على النحاس ، أو الحفْر على الجبس ،بقدْر ما هما حرفةٌ فإن كليهما فنٌّ يدويٌّ ولكنه حرٌّ ، والأمر كذلك بالنسبة للنحت.»


الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

مرض الاستكراس

مرض الاستكراس
بشير خلف
       ترشّح لانتخابات البرلمان سنة 2012 في حزب مجهري بعد ما رفضته الكبيرة، وأوهم نفسه أنه سيكون من الفائزين، ولم يكن. في نفس السنة ترشح في حزب مجهري لانتخابات المجلس الشعب الولائي، وباع عقارا ورثه من والده، وأنفق ماله في الزردات للجيران، والأهل، والأصدقاء؛ وأوهم نفسه أنه سيكون على رأس المجلس، لكن حزبه لم يفز بأيّ مقعد.

     في انتخابات البرلمان لـ 2017 ترشح في حزب آخر مجهري، وراهن على الفوز، بعد ما اقترض مالا للزردات كالعادة، لكن حزبه لم يفز بأي مقعد، وها هو الآن ترشح للمجلس الشعبي الولائي، ويحضّر نفسه للحملة الانتخابية، ويوهم نفسه أنه سيكون على رأس المجلس، وقد أعدّ قائمة من الوعود التي لم يحقّقها غيره لمّا كانت البحبوحة المالية.. كثرت ضحكاته وابتساماته مع الجميع، انضبط في الصلوات في وقتها بالمساجد، حتى الجنائز لم يغبْ عنها.

الأحد، 1 أكتوبر 2017

الحوار مع الآخر

 الحوار مع الآخر
بشير خلف
    الحوار بين الحضارات لا يمكن أن يُثمر إلاّ إذا رافقته، ودعّمته حوارات داخل الحضارة ذاتها بين أبنائها، ما لم يتحقّقْ ذلك فالدعوة إلى حوار الأخر مجرّد ذرّ الرماد في العيون ..
     نحن لم نتربّ على الحوار لا في الأسرة، ولا في المدرسة، ولا في المؤسسات التي تتولّى عملية التكوين، والتنشئة الاجتماعية.

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

الفساد تنوّع.. وتسيّدتْ عُصبُه

الفساد تنوّع.. وتسيّدتْ عُصبُه
بشير خلف
الفساد في الواقع هو كل اعتداء على حقّ الغير، وحقّ المجتمع ككلٍّ الذي تضمنه الديانات السماوية، والقوانين التشريعية، والقيم الإنسانية؛ بل حتى الأعراف والتقاليد،، دون بذْل الجهد الذهني، والعضلي الذي يخوّل كسْب هذا الحق المكتسب ممّا يضع صاحب هذا الاعتداء في خانة المغـتصِب؛ ولا ينحصر الفساد بتراكم ثروة بطريقة لا قانونية، وإنما يتجاوز ذلك بكثير.. وعُصب الفساد كثيرون في مجتمعنا الجزائري؛ وقد تكالبوا أخيرا على حقوق الأمة، سياسيين ورجال مال.
وحتى يحمي مرتكبو الفساد أنفسهم، فإنهم يتبادلون المصالح، والمشروعات فيما بينهم، ومن خلال هذا يصنعون لوبيات يحمون بها أنفسهم، والتصدّي لكل منْ يتجنّد للإصلاح، وإعادة الأمل لشعْبٍ ينشد العدل، والمساواة، وزرع الأمل في مستقبلٍ زاهرٍ للجميع. 

الأربعاء، 28 يونيو 2017

رابطة الفكر والإبداع بالوادي  في قلْب الحدث الثقافي

رابطة الفكر والإبداع بالوادي
 في قلْب الحدث الثقافي
بقلم: بشير خلف
       صدر للرابطة الولائية للفكر والإبداع بولاية الوادي هذا الأسبوع الأخير من شهر اجوان 2017 كتابان في حلّة جميلة : تصميما وطباعة.
الكتاب الأول: ديوان شعري للشاعر الناقد الأستاذ أحمد مكاوي، أصيل ولاية الوادي.. الديوان من الحجم المتوسط A5 .70 صفحة.. العنوان شعري بامتياز :" ليْلي يحطّ على جناحكِ " بالديوان 25 نصّا شعريا ، إضافة إلى الإهداء، النصّ الأول " شجرٌ من أنينٍ " ، النصّ الأخير من الديوان " حديث الأشياء". تصميم: الفنان التشكيلي الموهوب كمال خزّان. تنسيق: بشير خلف رئيس الرابطة. طبْع : مطبعة الرّمال لصاحبها المثقف المبدع النشط : رضا درّاجي.
       جاء في الإهداء:
" لمْ يَكُنْ غَيْثًا وَ لَكِنْ
كَانَ مِنْ  مَعْنَاكِ  وَجْدٌ وَ انْتِشَاءْ
فَإِلَيْكِ مِن نَدَى الشَّوْقِ أَرِيجًا كُنْتِه ِ
وَمِنَ القَلْبِ  سُؤَالاً وَ رَجَاءْ
كَمْ سَأَبْقَى فِي انْتِظَارِي؟
وَإِلَى مَا كُلَّمَا قُلْتُ :تَجَلَّيْ
جَاءَنِي رَدُّكِ :لاَ ؟"
      ومن المتن اخترنا :
" مَازَالَ لَيْلِي رَفِيقِي
وَالرُّؤَى شَجَنِي
أَمْضِي ..
وَيَحْدُو لِرُوحِي فِيهِمَا حَزَنِي
تُسَافِرُ فِي مَدَى الأَيَّامِ أُمْنِيتِي
إِلَى العُيُونِ التِي
تَاهَتْ بِهَا مُدُنِي ..
تُنَادِمُ الغَيْمَ
صَمْتُ الغَيْثِ بَلَّلَهَا
وَالشَّوْقُ يَرْوِي
سَمَائِي مِنْ لَظَى زَمَنِي" ص :7
الكتاب الثاني:  نصٌّ أدبي  سرديٌّ شعريٌّ للأديب الملحّن الفنّان العازف على العود الأستاذ فريد مخلوفي.. أصيل ولاية الوادي. العنوان شعريٌّ بامتياز" ما لــمْ أقلْه لامرأة.. نصٌّ لا ينتهي "  الكتاب من الحجم المتوسط A5.. عدد الصفحات : .. 75بالكتاب نصٌّ واحدٌ غيرُ منتهٍ. ". تصميم: الفنان التشكيلي كمال خزّان. تنسيق: بشير خلف رئيس الرابطة. طبْع : مطبعة الرّمال لصاحبها: رضا درّاجي.

        على صفحة الكتاب الدّاخلية وبخطّ المؤلف: «نحن لا نموت حينما نفقد من نحبّ؛ ولكننا نُكمل الحياة بقلوبٍ ميّتةٍ.»
    وممّا جاء في الإهداء" سيدتي وأنا أدسّ في صدرك هذه الملصقات من العتاب، فذلك لأني أريد للإشهار أن يـمتدّ جرحا داخل المتوفر من الزيف حين نُـسائل الغياب.."
      ومن المتْن نختار هذه الفقرة : « لم أكن حين حاولتِ أن تحتضن يدك البلاد ذاك الذي يمسح من البعيد السواد، ولا ذاك الذي يأتي على فرس يجنّد قبائل الإحساس لمعركة القبل، ولا ذاك الذي يحمل راية الوصول في العناد.» ص :16
     ستنظّم الرابطة في بداية الدخول الثقافي القادم احتفائية كبيرة للإصداريْن بحضور الكُتّاب المبدعين والمثقفين، وكل مهتمٍّ بالشأن الثقافي، وسيّوزّع الإصداران مجّانًا كهدية على كل الحاضرين.

       

الجمعة، 16 يونيو 2017

سهرة رمضانية حميمية بمنزل عبد الله مناعي

سهرة رمضانية حميمية بمنزل عبد الله مناعي
بقلم: بشير خلف
   نظّم الفنّان عبد الله منّاعي سهرة رمضانية بمناسبة ليلة الواحد من عشرين من شهر رمضان الفضيل، بعد صلاة التراويح  بمنزله،  وهي لمّة ما فتئ ينظمها كل رمضان في هذه الليلة بالذات، حضر السهرة أصدقاؤه، وأحبّاؤه من مطربين ، منهم: الموسيقار الملحّن إبراهيم بليمة، ديّة الأمين الموسيقار الملحّن، والمسرحيين كــ : نبيل مسعي، أحمد عمراني وغيرهما؛ والكتاب، والشعراء كبشير غريب، صوالح محمد مصطفى، والكاتب المسرحي يحي موسى، بشير خلف والشاعر أبو عبد الله، سعد البشير لعمامرة وغيرهم، والإعلاميين منهم: العربي بريك، بيازيد يوسف، والإعلامي القديم شنة بوبكر، والفنان التشكيلي المعروف كمال خزّان .
        كما حضر الأستاذ جمال الدين عبادي مدير دار الثقافة  بالوادي، الذي له بصمات  حيويّة على المشهد الثقافي بالمدينة، والأستاذ رضا درّاجي المبدع المثقف، صاحب مطبعة الرمال بالوادي، إضافة إلى أقاربه، وأبنائه.
      سهرة مميّزة تماهى فيها السماع للموروث الشعبي الموسيقي، ولقاء الأحبة، وخصّ الأستاذ عبد الله مناعي عدّة وجوه من الحضور بتكريم خاصٍّ، ووعد بمواصلة التكريم في مناسبات أخرى. عبد الله مناعي ليس مؤسسة رسمية، إنما مكانته أكثر من ذلك لحيويته، وفنّه، واندماجه في المجتمع السوفي، ومحبّته للجميع.  


الثلاثاء، 13 يونيو 2017

مجلة " القباب" بالوادي.. في عدد جديد

مجلة " القباب" بالوادي.. في عدد جديد
بقلم: بشير خلف
     أصدرت دار الثقافة بالوادي العدد التاسع من مجلتها الثقافية " القباب" في حلّة جديدة بمناسبة الاحتفالية باليوم الوطني للفنان، إذْ وُزّعت مجّانًا على كل الحاضرين من: كتاب ومبدعين، وفنانين، وحضور، وأقارب المكرّميْن هذه السنة الموسيقار المايسترو إبراهيم بليمة، والفنان القدير أصيل مدينة جامعة عبد الحميد شواكري.
        تعود المجلة وشبح التقشف يضرب بقوة كل ما له علاقة بالثقافة، سيّما الكتاب والمجلّة، ويستثني من هذا التقشف المهرجانات الدولية والجهوية الكبرى التي ميزانية  أحدها يغطي صناعة الكتاب، والمجلّة ونشرهما لمدة السنة أو نيْف.  
        بالرغم من هذا التقشّف، تعود المجلة بحلة جديدة، ومضمون فكري دسمٍ بفضل جرأة، وحرْص المدير الجديد لدار الثقافة جمال الدين عبادي الذي أصرّ على أن تواصل دار الثقافة تشجيع الكُتّاب والمبدعين، واحتضان أعمالهم وطبعها على حسابها، بنفس النهج تواصل إصدار مجلّة " القباب". علمًا أن أول عدد صدر من المجلة في شهر اجوان سنة .2004
      تضمّنت  صفحات المجلّة 84 فضلاً عن الغلاف الجميل الذي أبدع فيه الفنان المتألق كمال خزّان الأبواب التالية: كلمة العدد للأستاذ جمال الدين عبادي مدير دار الثقافة، موضوع العدد " الهُويّة من منظورات مختلفة" لرئيس التحرير الأستاذ الشاب بشير غريب. دراسات عامة، مجتمع وتربية، كتاب العدد، واحة الأدب، مرايا الحرف، زوايا السّرد، حكايا النجع، جسور، واحة الفنون، نشاطات دار الثقافة.
       ممّا جاء في كلمة مدير دار الثقافة :« بأن مجلة القباب منذ بداياتها الأولى حاولت أن تشكّل منبرا مفتوحا لجميع الكتاب، والأدباء من مختلف الأجيال، والأماكن، والتوجّهات الإبداعية والجمالية بمقترحاتها، وأفكارها. حاولنا أن نشجّع هذا المنبر الذي يلتقي فيه الأصدقاء من كل مكان لقاء الإبداع والحريّة. وها هي القباب تعود إليكم بحلّة مختلفة، وبهيئة تحرير جديدة يشرف عليها مجموعة من مبدعي، ومثقفي المنطقة، وكلهم أملٌ في نشْر المعرفة، وتقديم الأفضل للصالح العام، دون تحيّزٍ، ولا لفكرة على حساب أخرى.»
       رئيس التحرير الشاب الشاعر الموهوب، والنشط في المشهد الثقافي المحلّي والوطني في كلمته الموسومة بــ " الهُويّة من منظورات مختلفة " يتكلم عن حرص المجتمعات على التميّز، والتفرّد في قيم الحياة الاجتماعية والثقافية، بحيث تكون لها هويّة تحفظ ذلك التميّز، والاختلاف، والوعي المشترك عن باقي المجتمعات الأخرى؛ وبذلك تضمن خصوصياتها، وتستشرف آفاق المستقبل.
      من كلمته ما يلي: « في هذا العدد أردنا أن نتناول هذا الموضوع ( الهويّة) من منظور الحياة الثقافية، ومجالاتها بأقلام جادّة ومختصة عرضناه في محاور المجلة.»

        مأدبة فكرية ثقافية شاملة تُشبع نهم القارئ المتعطش لمثل هكذا مواضيع، وتفتح شهية المتلقّي المتلهّف لمثل هذه المجلاّت التي تفتقدها بلادنا.

السبت، 10 يونيو 2017

الفنّ أوسع..

الفنّ أوسع..
بقلم: بشير خلف
        سائق سيارة النقل الحضري، ما أن جلست على الكرسي بجانبه حتى سألني عن الوجهة، فحددتها له، وهي دار الثقافة. عقّـب بسخرية:
ـــ دار العهر والرقص، والفنّ الهابط ؟

      لم أعقّب، لأن السائق، وأمثاله، وأغلب المواطنين يُقرّون بهذه النظرة للفن والفنانين، والسبب في رأيي يعود لفناني أيامنا، وما يقدمونه للمجتمع من فن مُخلٍّ بالقيم، كما إلى الجهل بالفهم الصحيح للفن، ورسالة الفنان في المجتمع.
       بعيدا عن هذه النظرة الدونية لتكنْ رؤيتنا أوسع لمفهوم الفن، ومكانة الفنان الأصيل.
  إن الفن في أي مجتمع إنساني ما هو إلا إفرازٌ اجتماعي لرغبات ومتطلبات الإنسان .. أي أنه مُحصِّلةٌ لمكونات، وتركيبات اجتماعية تُـلقى بتأثيراتها على كل ما يقع داخل إطارها ، وهذا بدوره لا يتناقض مع كوْن الفن موهبة خاصة، أو تعبيرا فرديا، ولها خاصية التفكير الفردي .

        لقد نشأ الفن مع الإنسان منذ أن بدأت الحياة الإنسانية ، فمولد الفن ارتبط بمولد الإنسان نفسه في صُوره البدائية . كان الفن البدائي مرتبطا في كلّ أحواله ، وصُوره بغايات نفعية تهمّ الإنسان ، ويبدو هذا واضحا في صُنْع الإنسان البدائي لأدوات الصيد ، والزراعة ، وأواني الطعام ، والتماثيل ، وإن كان الفنان حينها لم يكن على وعْيٍ بالقيم الجمالية التي اكتسبها من خلال الممارسة الطويلة لمّا كان يصنع تلكم الأدوات ، فقد كان ما يهمّه ، ويحرص عليه في عمله ، أو فيما يُنتجه أن يصنع آلة حادّة قاطعة ، أو وعاء ، أو صُورة لحيوان ، أو تمثالا ؛ ومهما كانت هذه النتاجات ، أو الصناعات ، أو الأعمال ، فإن ذاك الإنسان البدائي قد اكتسب طوال المراحل البدائية المختلفة خبرةً حرفيةً التصقت بها عن وعْيٍ ، أو غير وعْيٍ مجموعة من التقاليد الفنّية ، واكتسب خلالها الكثير من المهارات ، والدّربة أهّلته لأن ينتقل من العصور البدائية إلى عصْر الحضارة
        وقد أحيا الإسلام ألواناً من الفنون ، ازدهرت في حضارته ، وتميزت بها عن الحضارات الأخرى مثل فن الخط، والزخرفة، والنقوش : في المساجد، والمصاحف ، والمنازل ، والسيوف ، والأواني النحاسية ، والخشبية ، والخزفية وغيرها .
         الفن مجالاته واسعة، وتمسّ حياتنا في العمق، النجار فنان، وهو يبدع في إنجاز أنواع الأثاث، الصبّاغ يبدع في خلْط الألوان وتشكيلها وإبرازها، والتفنن فيها على الجدران، الحدّاد في عصرنا هذا أصبح فنانا مبدعا بامتياز في تشكيله أنواع الأبواب، والنوافذ، والأسرّة؛ بل نجارة الألمنيوم زادت حياتنا جمالا في تشكيل ديكورات المنازل، والمحلات التجارية، والمرافق، والمؤسسات الخدماتية، التسوّق، وتنوّع البضائع فرضا على التاجر أن يكون فنانا في عرْض بضائعه، ومثله بائع الملابس، وبائع الخضر والفواكه...ولو نتكلم عن فنّ العمارة والإبداع في تخطيطها، وتصميمها، وإنجازها لاحتجنا إلى مجلّدات.

       إن علاقة الفن بالتقنية في أيامنا هذه علاقة قويّة، حيث صار يستخدم الفنان تقنيات مختلفة لخلْق نتاجه الفنّي الجمالي، كيفما كان الفن من سينما، موسيقى، خط وتصميم، عمران ، حفْر وطباعة ، إعلام .....
إن الفن هو تعبيرٌ ، وانعكاسٌ للعالم الواقعي المحيط بالإنسان ..فالإنسان مخلوق متحرّكٌ ومبدعٌ ..مخلوقٌ يسعى بدون كللٍ إلى التحضّر ، فقد كان منذ بداية حياته الأولى على الأرض يعبّر في فنونه عن طموحاته ، ورغباته من خلال صراعه اليومي مع الطبيعة ، ومع الكائنات الحيّة على الأرض ..والفن بقدْر ما هو تعبيرٌ عن ذاك ، وانعكاسٌ له ، فإنه تعبيرٌ أيضا عن المستوى الروحي ، والمحتوى الفكري للإنسان .
        فالفن نشاطٌ إنسانيٌّ ضروريٌّ تفرضه ضروراتٌ غريزية في النفس البشرية ، ووسيلةٌ أساسية للتعبير ، والتواصل بين بني الإنسان ، بل هو لغةٌ عالمية مفهومةٌ بين كل الحضارات ، ولا يحتاج إلى لغة موحّدة للتفاهم كالفنون التشكيلية ، والفنون السمعية كالموسيقى ، والفنون المرئية كالسينما والمسرح .


       إن الفنّ باعتباره أداة تعبيرٍ فرديٍّ واتّصالٍ وتواصلٍ، فإنه يتجاوز هذه الفردية التي تعبّر عن صاحبها ليصبح تعبيرا عن حالة، أو حالات عامّة، أو ثقافة جماعة ، أو أمة في زمان معيّن ، أو في مكان معيّن ..ثمّ إن حاجة الإنسان للفن ضرورة حياتيةٌ  بحكم تكوينه الطبيعي ..يحتاج للفن كمبدعٍ ومتلقٍّ .

الجمعة، 9 يونيو 2017

 على هامش.. اليوم الوطني للفنان

    على هامش..
اليوم الوطني للفنان
بقلم: بشير خلف
      دأبت بلادنا على الاحتفاء باليوم الوطني للفنان، تزامنا مع ذكرى اغتيال الشهيد علي معاشي يوم 08 اجوان 1958م.
       الجديد في هذه السنة أن المناسبة كُرّم فيها العديدُ من الكُتّاب والفنانين، وهذه لفتة كريمة تــــنمُّ عن الاعتراف بما قدّم هؤلاء للوطن أثناء الثورة وبعدها، كما هي وفاء.
       إنما لو كانت قبل الآن لَــمَّا كان هؤلاء على قيْد الحياة، أمّا أن يقدم هذا الوسام أو ذاك لمنْ تحلّلت حتى عظامه، وفي حياته لاقى الإعراض والإهمال.
      وسامٌ، أو حتى إنْ كان مُرفقًا بغلاف ماليٍّ، فإن ورثة المُتوفّى يروْن فيه مصروفا مُدعٍّمًا لهم في هذا الشهر الفضيل ليس إلّا، ماذا ينفع المرحوم الطاهر وطّار وسامٌ بعد رحيله، وهو في حياته كان يتسوّل لجمعية الجاحظية الثقافية، والمجيب قليل ؟
       ماذا ينفع الوسام لعشرات الفنانين والمسرحيين والسينمائيين الذين ذاقوا حنظل الفقر والحاجة، ومقاومة الأمراض، ورحلوا نسيا منسيا ؟

        التكريم يا ناس ليس بدرْعٍ، ولا وسامٍ بعد الممات؛ ولكن بما هو أهم بما يحفظ الكرامة، ويحسّن المستوى المعيشي للمكرّم خلال الحياة، وفي أوْج العطاء.
       العكس  ما عايشناه هذه السنة بولاية الوادي إذْ قامت بلفتة إنسانية دار الثقافة محمد الأمين العمودي كعادتها دائمًا، وبحرصٍ شديد من مديرها جمال الدين عبادي، فكرّمت بالمناسبة قامتيْن فنيتيْن قدّمتا للولاية وللوطن الكثير من الفن الأصيل النظيف، هما : الموسيقار الكبير، والملحّن القدير إبراهيم بليمة ( ومنْ لا يعرف هذا العلم المتألق)، والشاب الفنان القدير عبد الحميد شواكري.
          تكريم بمستوى عالٍ، بحضور الأهل والأصدقاء، والفنانين، والكُتّاب والمثقفين، وليس بوسام، أو درْع؛ إنما بهدايا مادية قيّمة.. هذا هو التكريم خلال الحياة، وفي قمّة العطاء اعترافا، ووفاء، وتحفيزا على المزيد من الإبداع.

      

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...