" زينزيبار" نصٌّ روائي وُلد
كبيرا.
بقلم: بشير خلف
وصلتني للتوّ رواية " زينزيبار..عاصفة البيادق" من الصديق البهي
الروائي، الكاتب ضيف الله عبد القادر، أصيل مدينة " عين الصفراء "، وجهٌ
بارزٌ من وجوهها الثقافية، وقامةٌ أدبية كبيرة. الرواية صدرت له في بداية هذه
السنة 2018 بالقاهرة، عن الدار للنشر والتوزيع.
أقام لها الكاتب رفقة مثقفي عين الصفراء منذ أيام احتفائية مميّزة، ولعلّ
ما يُحسد عليه مثقفو هذه المدينة التفافهم حول بعضهم، وتثمينهم لكل فعْلٍ ثقافي
بالمدينة، وتفاعلهم، وتتبعهم للمشهد الثقافي المحلي، والوطني، والدولي، وما
تكوينهم " للمقهى الأدبي" بالمدينة إلّا برهانٌ على ما نقول.
الرواية من الحجم الكبير عدد صفحاتها 498 صفحة، هي النصّ الروائي الثاني
للكاتب ضيف الله بعد روايته الأولى" تنزروفت.. بحثًا عن الظل" التي صدرت
عن دار القدس العربية للنشر والتوزيع بالجزائر،
سنة 2013، بعد تمرّسه في إبداع القصة القصيرة، وإصداره لمجموعات منها.
الرواية الجديدة من خلال عتبة الغلاف يكتشف القارئ الحصيف، دقيقُ الملاحظة
أن مضمونها مشاكسٌ، يتغلغل ضمن مفاصل السياسة، ومركباتها الملغمة، وتصفية الحسابات
،والولوج في الراهن العربي المأساوي، حيث انتهج الروائي السرد البوليسي الصادم،
والمشوق من جهة، وتوظيف اللغة بحنكة واقتدار، كما المتخيّل السردي.
انطباعي هذا سريعٌ لأني تمتّعت
بقراءة: 1، 2،3 من النص 20 صفحة، وسأكون أكثر متعة، وإلمامًا عقب قراءتي للنص كله..
إنّ منجزا روائيا كهذا لو كان صاحبه يتموقع في المركز، وله علاقات مع مراكز
القوى في الإعلام لهلّلت له المنابر، ولاستُضيف في أكثر من منبر. أصيل الجنوب،
أصيل الهامش؛ حتى لو كان قامة فكرية، أيقونة أدبية سامقة ينطبق القول عليه عندنا
في هذا البلد " مطرب الحي لا يُطرب"، سابقا كان يُقال :" ظلمت
الجغرافية"، في عصرنا هذا تجاوزناها، لنا الحقّ أن نقول : " الظلم من
بني جلدتنا"
في تقديري الشخصي، نصٌّ كهذا لو كان في الضفّة الأخرى، أو فيما وراء المحيط
الأطلسي لسارعوا إلى تحويله إلى فيلم.
أبارك لصديقي عبد القادر هذا النصّ الروائي المميّز، المشحون بقضايا
الإنسان، وهمومه، ومآسيه، وخاصة مآسي الإنسان العربي في طل الانهيارات الكبرى
لطموحاته، وأحلامه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق