جيل Cocotte-minute
بقلم: بشير خلف
ممّا أتذكّره أنّ مجلّة آمال التي كانت
تصدرها وزارة الثقافة في السبعينات، وهي المجلّة الشهرية المُخصّصة لأدب الشباب،
كانت تُسنِدُ تقييم العدد بعد صدوره لأحد القامات الأدبية، هذا في السّرد، وهذا في
الشعر، وذاك لتقييم الدراسات الأدبية. كما أنّ مجلّة " الرؤيا" التي
أصدرها اتحاد الكُتّاب الجزائريين درجت على هذا.
على سبيل المثال في السّرد، كان المرحوم
الطاهر وطّار، وكان المرحوم الدكتور أبو العيد دودو، وغيرهما، كما كان في النقد
المرحوم الدكتور محمد مصايف، عميد النقد عهد ذاك بدون منازع، كما كان للشعر
فرسانه.
أتذكّر أن المرحوم الطاهر وطار رحمه الله،
في تقييمه لقصص عددٍ من أعداد مجلة " آمال" اطّلع على قصة لي بعنوان(
القرص الأحمر)، وجّه إلى القصة نقدا قاسيا، لا هوادة فيه، القصة بها سوء توظيف
للغة، موضوعها ميكانيكي، وهميّ، علامات الوقف كثيرة، وفي غير محلّها من الجمل،
الخ... ما انزعجتُ قط ؛ بل تداركت، وصرت حريصا على تفادي تلك الأخطاء، وربّما يعلم
الكثير أني صرتُ صديقا للمرحوم الطاهر وطّار، وكنت من الأوائل عضوا في "
الجاحظية" سنة 1990، وسلّمني رحمه الله أوّل بطاقة عضوية في هذه الجمعية
الوطنية. كما حضر تكريمي، رفقة الدكتور أحمد حمدي في فاتح مارس 2001 بمدينة الوادي.
كان الساهرون على هذه المجلّة من مشرفين
كرئيس تحريرها الأستاذ سقّاي عبد الحميد، وكذا من كُتّاب، ونقّاد، ومبدعين، لهم
مكانة رمزية وثقافية يتعاملون بجدية، وإبداعية، وصرامة مع الكتابات الشابة. وكان
معنى النشر في مجلة " آمال"، أو حتى في مجلة " الثقافة"
التابعة لوزارة الثقافة؛ أنك صرت كاتبا في المجال الذي تخصصت فيه، وأنك جديرٌ
لمواصلة مغامرة الكتابة، وأنك جدير بالاعتراف بك “كاتبا” صار له حضور وتميز. ويُستدعى
للمشاركة في الندوات واللقاءات.
من هذه المغامرة في الكتابة في مجلة"
آمال"، ومجلة " الثقافة"، والملاحق الثقافية في يومية "
الشعب"، وأسبوعية " المجاهد" أن أُمْنح عضوية اتحاد الكُتّاب
الجزائريين في شهر ماي 1973. وأنا القابع في أقاصي الصحراء، ومن ساكني الجزائر
العميقة.
ذاك
الجيل هو الذي أسّس للأدب الجزائري الحديث، والمعاصر..
منذ أيام أرسلت إليّ أحدهم نصوصًا قصصية،
طلب مني تقييمها، فكان ما أراد؛ تقييمي بطبيعة الحال كان" نقْـــــدًا"
ثمّن ما هو إيجابيٌّ، وأرشد إلى تفادي ما هو سلبي، ــ وباعترافه أنّ هذه هي نصوصه
الأولى في فضاء السّرد ــ بمجرّد ما اطّلع
على تقييمي حذفني من حسابها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق