كواكب مضيئة لغيرها حتى بعد رحيلها
بشير خلف
يقول
عباس محمود العقاد في كتابه(أنا) ..سيرة حياته الذي اختار له العنوان، وأصدره بعد
وفاته صديقه الكاتب: طاهر الطناحي:
«..أمّا
فلسفتي في الحياة، فأهمّ جانبٍ من جوانبها ما استفدتُه من الطّبْع الموروث، وجاءته
بعضُ الزيادة من التجارب والقراءة، وأعتني به قلّة الاكتراث للمقتنيات المادّية؛
فأعْجبُ شيء عندي هو تهالك الناس على اقتناء الضياع والقصور، وجمْع الذخائر
والأموال.
ولم
أشعر قط بتعظيم إنسان لأنه صاحب مالٍ، ولم أشعر قط بصغري إلى جانب كبير من كُبراء
الجاه والثراء؛ بل شعرتُ كثيرا بصغرهم؛ ولو كانوا من أصحاب الفتوحات!»
بل يذهب إلى أبعد من ذلك عندما استصغر بعض
من رأتهم البشرية عظماء:
«..وأنا أعتقد
أنّ نابليون مهرّجٌ إلى جانب العالم باستور، والاسكندر المقدوني بهلوان إلى جانب
أرشميدس؛ وأنّ البطل الذي يخوض الحرب ذوْدًا عن الحقّ والعقيدة أكرمُ جدا من كلّ
بطلٍ يقتحم الحروب ليُقال إنه دوّخ الأمم، وفتح البلدان.»
(" أنا".. سيرة
ذاتية لعباس محمود العقاد، ص:8 نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع. طبعة
ثالثة.2005)
رحمك
الله يارجل..في حياتك كنت طودا، وبعد رحيلك بعقود لا تزال نبراسا، وقائد فكْر،
ورجل مواقف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق