الجمعة، 2 نوفمبر 2018

كتابي " المجتمع المدني أ بدعة دخيلة أم ضرورة اجتماعية؟ "

كتابي " المجتمع المدني أ بدعة دخيلة أم ضرورة اجتماعية؟ "
      (دار الهدى: جناح CONCORDE . كشك 25 Dبمعرض الكتاب بالجزائر)
بشير خلف
       كتابٌ تعرّضتُ فيه إلى أن مفهوم المجتمع المدني بالجزائر ما كان معروفًا قبل أحداث 1988م فالفرد الجزائري العادي ما كان يسمع بهذا المصطلح، وليس معنى هذا أن المجتمع الجزائري يخلو ممّا يشبه المجتمع المدني، كانت تتواجد العديد من التنظيمات المحلية العفوية الخيرية " الجمعيات الأهلية " تمارس نشاطاتها تلقائيا كلّما دعا داعٍ إلى ذلك ودون ارتباط بالإدارة. بعد استقلال البلاد ظهرت جمعيات بسيطة، كالجمعيات الدينية للمساجد، وجمعيات أولياء التلاميذ، وغيرها وهي جمعيات محلية.أي ليست وطنية .
      ومـمـّا كان يتميز به المجتمع الجزائري قبل هذه الفترة، ولا يزال في بعض المناطق:" التكافل الاجتماعي" الذي يتمثل في التلاحم، والتعا
ضد في النوائب، وفي المناسبات المختلفة، والمواسم الفلاحية، وغيرها. والمجتمع المدني نتيجة ارتباطه بالمدينة، وما تعجّ به من تنوّع ساكنيها، وتعدّد مطالب الفرد المختلفة، والتصادم بين الحقوق والواجبات، وعدم قدرة الدولة على تلبية كل المطالب، برزت أدوار جديدة وعديدة منوطٌ بها المجتمع المدني، بعضها متعلق بالتحول الديمقراطي والمشاركة السياسية، وبعضها الآخر متعلق بمطالبة السُّلط بتلبية حقوق للفرد تخلّت عنها الدولة، أو تغافلت عنها.
       بيّنت أن المجتمع المدني بالجزائر ظهر بشكل واسع ومتسارع بعد التعددية سنة 1989، إذ ظهرت عشرات الأحزاب، والمنظمات، والرابطات، والجمعيات؛ لكنها لم تفهم بأن وظيفة  المجتمع المدني بكل مكوّناته؛ وجُودُه مرهونٌ بالمطالبة بحقوق الأفراد الغائبة ، أو المغيّبة، والسعي لتلبية العديد منها ، أو تطويرها وتحسينها إنْ كانت أوجدتها الدولة ، وهذا ما فشل فيه المجتمع المدني بالجزائر حتى الآن ، إذ هو مجتمع مدني هشٌّ  يفتقد  إلى قوة الحركة الميدانية، وقوّة التأثير في المحيط ، لأنه  غير قادرٍ على الاستقلالية ، وإيجاد الموارد المالية الضرورية ، مـمّا يجعله  يـتسوّل السُّلط المختلفة المركزية والمحلّية ، ومن هنا يبدأ ضعفها، أو مرتبطٌ بأحزاب يتحرّك في فلكها، ولصالحها، وينشط بأمرها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...