اللوحة الفنية.. أيقونة الفنّ
بشير خلف
الفن التشكيلي صنفٌ من صنوف الأدب مادته الألوان، والأصباغ والفرشاة.
تعد اللوحة الفنية خطابا تواصليا، ذا حمولة دلالية، تعبر عن آمال وآلام
الشعوب، وبحكم طبيعتها البصرية فهي لا تكتفي بإظهار ما هو مرئي؛ بل تحرك في
المتلقي التصور الدلالي الذي تفرضه المتعة.
أذكر في فترة السبعينيات والثمانينيات، أن
الجزائر كانت تزخر بعشرات القامات في هذا الفن الرّاقي، وكانت المعارض تنظم في
العديد من عواصم الولايات، كما كانت اللوحات الفنية تزين العديد من شوارع المدن
الكبرى الساحلية، والداخلية؛ كما كان هناك اللقاء السنوي الوطني للفن التشكيلي،
ومبدعيه بمدينة سوق أهراس.
وكان الفن التشكيلي له مبدعوه، وله
متذوّقوه، وأنصاره، وحتى الإدارة كانت تدعّمه، وتفتح له أبوابها، وأتذكّر في تلكم
السنوات أن معرضا كبيرا للوحات أشهر الفنانين التشكيليين: محمد خدّة، محمد إسياخم،
باية، محمد بوطرش، ابن دباغ، لزرق، إبراهيم مردوخ، لزهر حكّار، وغيرهم، وغيرهم.
جيلٌ جديد من الفنّانين التشكيليين
الجزائريين برؤى معاصرة، وبثقافة واسعة، وبعقول نيّرة متفتّحة تتطلّع إلى أن يكون
الفنّ التشكيلي له مكانته المحلية، والوطنية والدولية؛ يرى أن الأبواب مُوصدةٌ
أمامه، لكن ليس الأمر كله بهذه السوداوية في رأيي؛ بالإمكان تنظيم معارض للفن
التشكيلي فرديا، أو جماعيا بتقريب هذا الفن، وغرس ذائقة محبته، والتمتع بجمالياته
في فضاءات أخرى غير الفضاءات الرسمية: في المقاهي، في مقرّات الجمعيات، في
الفضاءات التجارية الكبرى، جداريات في الساحات، جدران الملاعب، الشوارع الكبرى،...
إن للفن التشكيلي جمهورا واسعا في الجزائر، تجلى ذلك في إقبال الجزائريين
الكبير، واهتمامهم بالمعارض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق