أزمتنا أزمة حوار وعقلانية
بقلم: بشير خلف
تُــعد أزمة الحوار التي نعاني منها في حياتنا المعاصرة نتيجة طبيعية لضعف
ثقافة الحوار المتولدة عن تقصير جميع مؤسسات المجتمع في التربية الحوارية ،
واستشراء بعض التصورات ، والمفاهيم المغلوطة ، التي أسهمت في تغييب الحوار عن
ثقافة المجتمع. وعليه فنحن اليوم بحاجة ماسّــة لتفعيل التربية الحوارية، ابتداء
بمؤسسة التربية الأولى الأسرة ، وانتهاء بمؤسسات الدولة ؛ والمجتمع المدني بكل
مكوّناته ، إذْ لن تسود فينا ثقافة
الحوار، إلا بتربية مستمرة وشاملة على الحوار يتلقاها جميع أفراد المجتمع منذ
نعومة أظـافرهم ، وحتى انقضاء آجالهم.
إنّ أزماتنا، وكبواتنا كلها نتيجة الإقصاء ، وعدم تقبّل لبعضنا بعضًا ،
مثلما هو الحال في العالم العربي ، وأنّ الخير في تقبّل بعضنا لبعض بواسطة التسامح
،والتقارب، والتفاهم، والدليل أن مأساتنا الوطنية التي عصفت ببلدنا لمدة 15 سنة،
وأذاقتها العلقم لولا الحوار الصادق الذي دعا إليه ، وتبنّاه الطيّبون الصادقون
لكانت الضريبة مضاعفة .
يبدو أننا هذه الأيام إنْ لم نتدارك أمرنا، ونتعظ من مأساتنا تلك، ونلجأ
إلى ما تطالب به أغلبية الشعب الجزائري من تغيير جذري في نظامنا كله، والشروع في
الجمهورية الثانية دون جذور الجمهورية الأولى التي استندت إلى الشرعية الثورية
التي انتفت شرعيتها بعد ما يقارب الستين سنة من استقلال البلد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق