بشير خلف
إن للمدينة أيِّ مدينة، أو للبلدة أيّة بلدةٍ شخصيةً، وملامحَ نعرفها من
خلال سماتها الخاصة التي تميّزها عن غيرها؛ أليست كلها أبنيةً، وفضاءات، وشوارعَ،
وأزقّةً، ودروبًا، وأناسي يعيشون، ويتعايشون فيها؟
المكان في المدن، والبلدات، والقرى ليس مساحة جغرافية نتحرّك فيها؛ إنما
فراغات نملأها من خلال تحرّكاتنا، وسلوكياتنا.. وارتباطنا الحميمي بها، أو العكس.
الإنسان الجزائري لا تربطه بالفضاءات المدينية، أو البلداتية علاقات
حميمية، يعيش فيها، وكأنه عابر سبيل، مدننا، وبلداتنا، يعيش فيها الإنسان الجزائري
مجرَّدا من ثقافة المواطنة التي هي حقوق وواجبات، تهمّه غير الحقوق.
مدن الجزائر وبلداتها، وقراها
تفتقد جمال البيئة، التنسيق، والترتيب، المواطن علاقته بالمكان (عدوانية)، وسيلته:
التلويث، التوسيخ، التبشيع، الحفر، التكسير، التحطيم، وضع النفايات كيفما يحلو له،
ووقت ما يريد، وأينما يبغي.
مدننا، وبلداتنا شوارعها، أزقّتها امتلأت بأكوام النفايات، رائحتها تُزْكم الأنوف..
الشوارع النظيفة فقط بها التي يمرّ بها المسؤولون ذوو المناصب العليا.. كلنا نطالب
بالحرية والحقوق، والعيش الكريم؛ بالمقابل المعول بأيدينا نهدّم به ما يحقّق لنا
البعض من العيش الكريم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق