بشير خلف
تكدّسُ الكتب في المخازن، ورفوف
المكتبات دون أن تمتدّ إليها يد القارئ الجزائري ليست في القطاع الثقافي العام؛ بل
حتى في دور النشر الخاصة حيث نجد من بين أزيد من مئة دار نشر خاصة، منها خمسة دور
نشر كبرى تابعة للقطاع الخاص تتوفر فيها معايير الاحترافية السائدة في دور نشر
العالم المتقدم.
هذه
الدور التي تصدر سنوياً ما يقارب 500 عنوان في دار الهدى، ودار القصبة، والبرزخ،
وألفا ديزاين وهومة، والشهاب، والاختلاف، ودار ميم إلى جانب دُور أخرى، دخلت ساحة
الطبع والنشر أخيرا بقوّة كدار الوطن، المثقف، خيال، وغيرها؛ ظهور هذه الدّور
مجتمعة في معرض الكتاب السنوي لعرض عشرات العناوين.
إضافة إلى دور النشر الأخرى المشاركة من
الشرق والغرب تدفع إلى الساحة آلاف العناوين في كل المجالات، سيّما الأدب، ومنه
النصّ الروائي خاصّة الذي اقتحمه الشباب إناثًا، وذكورًا بنصوص أغلبها بتقنياتٍ
حداثيّةٍ.
في تقديري الشخصي الإشكالية ليست في النص..
فالنص الجزائري المعاصر ذو مستوى عالٍ؛ إنما المعضلة في عدم وجود القارئ، وذلك
نتيجة انعدام مشروع ثقافي استراتيجي متكامل كسائر القطاعات الأخرى بالمجتمع، مشروع
تتعاضد فيه كل القطاعات المهتمة بالتنشئة الاجتماعية، والثقافية، والتكوينية، من
خلاله يُكوّن القارئ منذ صغره في علاقة حميمية مع الكتاب بدءا من الأسرة.
المقروئية كما هو معروف تحصل بإجادة
مهارات القراءة والتعوّد عليها بالدربة لتتحوّل إلى مطالعة واعية تثقيفية،
مُـنطلقها الأول، والأسرة الجزائرية بالرغم من تحسّن مستوى الدخل لديها، ولدى الطبقة
الوسطى من المجتمع الجزائري، فإنها تُــنفق على الكماليات، واقتناء الأجهزة
المنزلية، وآخر صيحات الأثاث، واللباس، ووسائل الاتصال الحديثة؛ ولا تنفق على
الكتاب. النظام التربوي يؤكد على الأعمال التربوية التكوينية المكملة، والمدعّمة
للعملية التعليمية كالأنشطة الجمالية، والترفيهية، والمطالعة المخصصة لها أسبوعيا
حصصا زمنية، والكتب بالمؤسسات متوفرة بما فيه الكفاية؛ إلاّ أن الأساتذة
والمدرّسين يهملونها، أو يعوضونها بـمواد أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق