الأربعاء، 26 أغسطس 2020

.. فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ


     في قاعة المحكمة في إحدى الجلسات كان المحامي يدافع عن مُوكِّـــــله بكل ما أوتي من قوة، وكل الدلائل تشير إلى أن موكلَه ليس بصاحب حقّ..أنهى المحامي مرافعته، استدعاه القاضي إلى المنصة وتلا عليه قوله تعالى:

{هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} صدق الله العظيم.

وصف المحامي شعوره بعد ذلك قائلاً:

ـــــ «بأن هذه الآية الكريمة جعلت فرائصي ترتعد، وجعلتني أشعر بحجْم المسؤولية الملقاة على عاتقي، وبأن العدالة لا تستقيم إلا بقاضٍ ومُحامٍ يخشيان الله؛ فإذا كان هناك قاضٍ في الجنة وقاضيان في النار، فكم محامٍ في الجنة وكم محامٍ في النار..؟ كم من محامٍ دافع عن الباطل، وعن مُذنب وهو يعلم أنه ليس بصاحب حقٍّ، وبسبب دفاعه هذا استمرّ الفساد، وكثرت الجريمة، وظُلم من ظُـــلم، وضاعت الحقوق؟»

       إن العدل ليس محصوراً ومطلوباً فقط من القضاة؛ بل ومن المحامين والمتقاضين أيضاً.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...