الأحد، 30 أغسطس 2020

.. لو علِم المُتصدِّقُ! !

ذات يوم رستْ سفينةٌ للّيْث بن سعد شَيْخُ الإِسْلاَمِ الإِمَامُ الحَافِظُ العَالِمُ الفقيه والمحدث وإمام أهل مصر في زمانه، وصاحبُ الجود، والكرم.. مُحمّلة بالعسل، وكان العسل مُــعبّأ في براميل فأتـــــته سيدة عجوز تحمل وعاءً صغيرا وقالت له:

ـــــ أريد منك أن تملأ هذا الوعاء عسلا لي، فرفض، وذهبت السيدة لحالها.

      ثم أمر الليث مُساعدَه أن يعرف عنوانَ تلك السيدة، ويأخذ لها برميلًا كاملًا من العسل، فتعجّب مُساعدُهُ، وقال:

ــــــ لقد طلبتْ منك كميةً صغيرةً، فرفــــضْتَ، وها أنت الآن تعطيها برميلًا كاملًا.

     فرد عليه الليث بن سعد:

ــــــ يا فتى إنّها طلبتْ على قدْرها، وانا اُعطيها على قدْري.

        لو علم المتصدقُ حقّ العلم، وتصوّر أن صدقته تقع في (يد اللّه) قبل يد الفقير، لكانت مُتْعة المُتصدّق أكبر من مُتْعةِ الأخذِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...