الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

كتابي الجديد


 كتابي الجديد
      غلاف كتاب " سيرة حياتي" الذي سيصدر بحول الله في شهر جانفي القادم عن دار" سامي" للطباعة والنشر بالوادي لصاحبها الأستاذ رضا درّاجي، صمّم الغلاف الفنّان التشكيلي المبدع كمال خزّان.
       الكتاب تحت عنوان: (حياتي في دائرة الضوْء.. سيرة ذاتيةمن الحجم الكبير في 488 صفحة. سردتُ فيه رحلتي الحياتية من يوم مولدي 28 اجوان م1941 حتى يوم الناس هذا 29 ديسمبر 2000م

الجمعة، 25 ديسمبر 2020

متى يـحصل الكاتب على حقوقه المادية ؟

 

متى يـحصل الكاتب على حقوقه المادية ؟

بشير خلف      

       للذي يطمح أن يستمر كاتبا، وأن يكون له اسمٌ بجانب الكُتّاب، والمبدعين عليه ألّا يطمع في الاسترزاق من الكتابة. عليه أن يتمسّك بمهنته، أو وظيفته التي يعيش منها حتى لو كانت مهنة بسيطة، وتأتي بعائد بسيط، إنها في النهاية هي الحقوق التي سيحصل عليها آخر كل شهر. إنها النصف الممتلئ من الكوب المنظور، وهو أفضل من الذي يدفع من جيبه لنشْر كتاب لا يستردّ من بيعه ثمن تكاليف طباعته.

      لي صديقٌ في الثمانينات من القرن الماضي باع سيّارته الشخصية من أجل طباعة أوّل ديوان شعريٍّ له..يا ليت الديوان بيع، واستردّ صاحبنا بعضًا ممّا دفعه لصاحب المطبعة؛ بل أغلب نسخه تخلّص منها بالإهداء.

       يقول الطبيب الروائي السوداني المعروف تاج السر:

ــــ سألني أحد الشباب: متى يحصل الكاتب على حقوقه المادية من جراء نشر كتبه؟ وهل هي حقوق مجزية؟

     يقول ممّا أجبتُ به الشاب ما يلي

ـــــ "دُرتُ بمخطوط روايتي الأولى" كرمكول" على أولئك الناشرين المعدودين في مصر آنذاك، دخلت مكاتبهم، وحدثتهم عن الرواية، وكنت في ذلك الوقت صغيرا وطموحا، وعندي يقين بأنني قد أكون أنجزت شيئا مختلفا. في الحقيقة لم أجد تفاعلا جيدا مع من حاورتهم من أصحاب دور النشر، وطبيعي جدا أن الناشر كائنٌ ربحيٌّ في النهاية، ويسعى للحصوص على عائد من نشره للكتب، وأعود لأكرر أن العائد هذا خاص بالناشر وحده، بعيدا عن الكاتب، معروف كان أو غير معروف."

      ويقول في موضع آخر لمّا كان طالبًا في القاهرة عن روايته هذه الأولى:

ــــ " فالوالد بدخولي الطبّ أهداني ساعة "رولكس"، وهي ساعة ثمينة جدًّا، وأنا لم أكن أعرِف قيمتها طبعاً، أهدانيها، ثم سافرت إلى القاهرة لأدرس الطب، واستمرّت هذه الساعة معي ولم يكن أحد يعرِف قيمتها أبداً. فعندما ذهبت لأنشُر روايتي الأولى التي كان اسمها "كرمكول" بعدما كتبتها ذهبت لأبحث عن الناشرين ودرت من ناشر إلى آخر، وكان أي واحد يقول لي "آسف، أنت مَنْ لكي أنشرها لك؟"، وأنا كنت معروفاً كشاعر، فلم أجد. لكن أحد الناشرين قال لي، يا أخ ممكن أن تُريني هذه الساعة؟ فأعطيته الساعة وقال لي، يا أخي هذه ساعة "رولكس" وقيمتها كبيرة جداً، أنت تعرِف ذلك أم لا ؟ فقلت له، والله لم أكن أعرِف. فأخذني وذهبنا ورهنتها وأعطتني مبلغاً ضخماً جداً، فأعطيت الناشر المبلغ ونشْر الرواية، وكنت أحمِل حقيبة فيها نُسخٌ وأدور على المُحافظات في (مصر) وأوزِّع الرواية على الطلاب إلى أن استرددت قيمة الرهن.

 

الاثنين، 21 ديسمبر 2020

شهداء مجازر رمضان سنة 1957م بوادي سُوفْ


 بسم الله الرحمن الرحيم

شهداء مجازر رمضان سنة 1957م بوادي سُوفْ

بقلم: بشير خلف

      صدر هذه الأيام كتابٌ في التاريخ الوطني الثوري للأستاذ المجاهد، المحامي، الباحث والكاتب في التاريخ الوطني الثوري لربوع وادي سُوف بسّرْ عبد الحميد، بعنوان:( شهداء مجازر رمضان سنة 1957م بوادي سُوفْ)، من الحجم الكبير في 206 ص. طباعة دار سامي للطباعة والنشر والتوزيع لصاحبها الأستاذ رضا درّاجي. بعد تعريف الشهيد، الإهداء، الشكر والعرفان، وتقديم أستاذ التعليم العالي في التاريخ محمد السعيد زغيب الذي أشاد بجهود مؤلف الكتاب بكتابته المتواصلة عن تاريخ وادي سُوف في المساهمة الفعّالة في الحركات الوطنية، والثورية. وأشار بإسهاب إلى ما تضمّنه الكتاب عن مرحلة صعبة من مراحل الثورة بالمنطقة: معارك، مجزرة رهيبة ارتكبتها فرنسا الاستعمارية بالمنطقة سنة 1957م.

      الكتاب في أربعة فصول:

1 ـــ الفصل الأول: محطّاتٌ مُضيئة من تاريخ، ونضال أهل سُوفْ.

2 ـــ الفصل الثاني: السّوافة في الثورة التحريرية 1954م/ 1962م

3 ـــ الفصل الثالث: التنظيم المدني بمنطقة وادي سُوف بين التكوين والتفكيك، والمذبحة الرهيبة في رمضان 1376ه / أفريل 1957م

4 ـــ الفصل الرابع: الحرب النفسية القذرة للمخابرات الفرنسية لتغطية مذابحها الرهيبة في شهر رمضان 1957م.

       ما ينيف عن المائة صفحة خصّصها الكاتب للملاحق، والمراجع المتمثِّلة في الخرائط، وقائمات الشهداء للمنطقة، شهداء كل بلدية، نبذات تاريخية مختصرة لبعض من شهداء المجزرة، وصورهم، صور لأماكن الاستنطاق والتعذيب، صور وثائق أوامر وتعليمات السلطات العسكرية الفرنسية، صور مراسلات بينية مع قيادات الثورة،...

     الكتاب قيِّمٌ جدًّا للقارئ المتعطّش، وللباحث، والطالب الدارس لتاريخ منطقة سوف: موقعًا، تكوينًا، تاريخًا، مساهمة في الحركات الوطنية، كما التحضير للثورة التحريرية خاصة جلْب السلاح من ليبيا، ونقله إلى منطقة الأوراس، مشاركة فعّالة في ثورة التحرير، وخوْض معاركها العديدة، وسقوط كثير الشهداء، سيّما في معركة رمضان سنة 1957م.

   

الخميس، 17 ديسمبر 2020

الممثل الكوميدي مستر بينْ


 الممثل الكوميدي مستر بينْ

واسمه الحقيقي روان إتكنسون.

      صُنِّف ضمن أفضل عشرة كوميديين في العالم. استطاع أن يُضحِك العالم لثلاث أجيال، دون أن يسخر من أحد أو يتفوه بكلمة.

- رجل متعلم جداً، فهو خريج جامعتين، جامعة نيوكاسل وجامعة أكسفورد، وقد كانت أطروحته الجامعية عن أنظمة ضبط النفس، وفي تلك الفترة بدأ يطور شخصية مستر بين في ذهنه، وربما كان للأمر علاقة بعلم النفس.

- عندما كان طالباً بمدرسة دورهام تشوريترز، فقد كان زميلا لتوني بلير (الذي شغل منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة في الفترة من عام 1997 إلى عام 2007).

- تستهويه السيارات، فقال: إن واحدة من أفضل لحظات حياته ستتحقق، إذا حصل على رخصة قيادة من الدرجة الأولى لقيادة شاحنة. أيضاً فخور بامتلاكه مجموعة رائعة من السيارات السريعة.

- في بعض الأحيان، يكتب أتكينسون مقالات لبعض مجلات السيارات البريطانية مثل مجلة السيارات.

- يعاني في حياته العادية من بعض التأتأة في الكلام، التي جعلته ينطوي في حياته الشخصية، ولا يحبذ كثيراً المقابلات العامة، نادرا ما يتحدث مع الناس.

- يحب جيمس بوند جداً ويعتبر من كبار مشجعيه، بل إنه حصل على فرصة للعب شخصية داعمة في فيلم جيمس بوند "لا أقول أبداً مرة أخرى" في عام 1983 مع شون كونري.

- خلال مسيرته الفنية الكبيرة، حصل الممثل مستر بين على أموال معتبرة، وتقدر ثروته الحالية بنحو 85 مليون جنيه إسترليني (حوالي 130 مليون دولار).

- في عام 2001 بينما كان في رحلة لقضاء العطلة إلى كينيا هو وأسرته، وأثناء هبوط الطائرة كان الطيار قد أصيب بعلة مفاجئة وأغمي عليه، فتمكن السيد بينْ من السيطرة على الطائرة بهدوء لعدة دقائق، قبل أن يعود الطيار لوضعه الطبيعي، وهبطت الطائرة بسلام.

الاثنين، 14 ديسمبر 2020

ما الشعر الا نغم..


 ما الشعر الا نغم..

 يقول ستيفن سيندر الشاعر والناقد الإنقليزي:

«إن الشعر فنٌّ من الفنون الراقية.. والفن بقـــدر ما هو أداة تعبير عن هموم الإنسان، والدفاع عن قضاياه؛ فهو أداة اتصالٍ وتواصلٍ.. كما أنه لغة الوجدان.. فالشعر لصيقٌ بحياة الإنسان، وبمسيرة الإنسانية، وبمصيرها».

" قصيدة حب الى سيف عراقي " وفيها تقول الكويتية سعاد الصباح :

أنا امرأة قررت ان تحب العراق

وأن تتزوج منه امام عيون القبيلة

فمنذ الطفولة كنت أُكحل عيني بليل العراق

وكنت أحني يدي بطين العراق

وأترك شعري طويلا ليشبه نخل العراق

أنا امرأة لا تشابه أي امرأة

أنا البحر والشمس واللؤلؤة

مزاجي أن اتزوج سيفا

وأن أتزوج مليون نخلة

وأن أتزوج مليون دجلة

مزاجي أن اتزوج يوما

صهيل الخيول الجميلة

فكيف أُقيم علاقة حب

إذا لم تُـــعمد بماء البطولة

الأحد، 13 ديسمبر 2020

..الكلمة الطيّبة صدقةٌ


 ..الكلمة الطيّبة صدقةٌ

       في إحدى أركان مترو الأنفاق كان هناك صبيٌّ هزيل الجسم، شارد الذهن، يبيع أقلام الرصاص، ويشحذ..مرَّ عليه أحد رجال الأعمال، ووضع مبلغاً في كيسه؛ ثم استقلّ المترو في عجلة؛ وبعد لحظة من التفكير، خرج من المترو مرة أخرى ، وعاد نحو الصبي، وتناول بعض أقلام الرصاص، وأوضح للصبيّ بلهجة يغلب عليها الاعتذار، أنه نسي التقاط الأقلام التي أراد شراءها،  وقال  للصبي:

ــــــ إنك رجلُ أعمال مثلي، ولديك بضاعة تبيعها، وأسعارها مناسبة للغاية.

 ثم استقل القطار التالي، بعد سنوات من هذا الموقف، وفي إحدى المناسبات الاجتماعية تقدم شاب أنيق نحو رجل الأعمال، وقدم نفسه له قائلًا:

ـــــ إنك لا تذكرني على الأرجح، وأنا لا أعرف حتى اسمك، ولكني لن أنساك ما حييت. إنك أنت الرجل الذي أعاد إلي احترامي وتقديري لنفسي. لقد كنت أظن أنني ( شحّاذٌ ) أبيع أقلام الرصاص إلى أن جئت أنت، وأخبرتني أنني ( رجل أعمال ) ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال أحد الحكماء:

ــــــ إن كثيرًا من الناس وصلوا إلى أبعد مما ظنوا أنفسهم قادرين عليه ..لأن شخصًا آخر اخبرهم أنهم قادرون على ذلك ..

الكلمة الطيبة صدقة وبكلماتك قد تبني أو تهدم ..

فاختر كلماتك برفق وعناية ..

الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

قبل قرنين.. فقيه جزائري


 قبل قرنين.. فقيه جزائري انتقد النظام الصحي للمسلمين وطالب بالعزل أيام الوباء

بشير خلف

قدّم فقيهٌ جزائري عاش في القرن التاسع عشر شهادة حية عن الأوبئة التي كانت تجتاح العالم الإسلامي حينها، في الجزائر، داره وموطنه، وفي إسطنبول، عاصمة الخلافة العثمانية التي اتخذها سكنا؛ وفي بعض الدول الأوروبية التي زارها وصادف أن شهد بها حدوث أوبئة.  

    خاض حمدان خوجة صاحب كتاب" الـمِرآة" معركة في ميدان الفقه، وانتهج أساليب الحِجاج الفقهي بالاستناد إلى النصوص الدينية من القرآن والسنة، واستحضار بعض أقوال العلماء ليقول لمعاصريه:

ـــ إن الاحتراز من الوباء أمرٌ مطلوب شرعا، وأنه لا يعني الفرار من قدر الله.

 انتقد حمدان بن عثمان خوجة (1773-1842) -وقد كان حنفي المذهب- النظام الصحي الخاص بالتعامل مع حالات الوباء في كثير من دول العالم الإسلامي، وفي مقدمتها إسطنبول، واعتبر أن الإجراءات المتبعة غير صحيحة، ويجب تغييرها، بل واقترح أن يُستفاد من الأوروبيين في التعامل مع حالات الأوبئة والاقتباس من معارفهم وخبراتهم.

 

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020


 ..لا تُفكِّرْ

    إني أسمع من كل مكان صوتاً ينادي لا تفكرْ.. رجل الدين يقول لا تفكرْ؛ بل آمِنْ، ورجل الاقتصاد يقول لا تفكرْ؛ بل ادفعْ، ورجل السياسة يقول لا تفكرْ، بل نفِّــــذْ ..

 ولكني أقول لك:

ـــــ فكر بنفسك، وقفْ على قدميك.. إني لا أُعلمك فلسفةَ الفلاسفةِ، ولكني أعلمك كيف تتفلْسفُ.

إيمانويل كانت ( فيلسوف ألماني )

السبت، 5 ديسمبر 2020

عبد المجيد مزيان الـمفكّر الفيلسوف.. مَنْ يتذكّره؟

عبد المجيد مزيان الـمفكّر الفيلسوف.. مَنْ يتذكّره؟

بشير خلف

      من المفكرين الفلاسفة العمالقة الذين تأثّرتُ بهم، وقرأتُ كتبهم، وتابعت حواراتهم في الحصص الإذاعية والتلفزية المفكر الفيلسوف عبد المجيد مزيان (1926 ـ 2001م)، الذي كان حضوره في الساحة الثقافية والسياسية في جزائر الاستقلال طلائعيا.

        كما كان منذ شبابه اليافع مناضلا شرسا، انضمّ مبكِّرا إلى صفوف الثورة التحريرية، وأيضا الصوت الأول الذي صدح في إذاعة "الجزائر الحرة المكافحة" باسم صلاح الدين. كان المرحوم عبد المجيد فيلسوفا، ومنظرا وعالم اجتماع. ترك الراحل عدة مؤلفات منها: دراسة فلسفية واجتماعية عن النظريات الاقتصادية عند ابن خلدون، مسألة الإشكاليات الاقتصادية والسياسية والثقافية في الإسلام. عمل الشيخ مزيان في الإعلام من خلال الحصص التي كان ينشطها والمتعلقة دوما بالفلسفة والفكر الإسلامي، منها حصة إذاعية بثت في السبعينيات بالاشتراك مع الراحل شريط، و"معرفة الإسلام "من سنة 1994حتى 1998م، وحصة "الجليس" التلفزيونية سنة 1997.

       المرحوم عبد المجيد كان السبّاق منذ سنوات الستينيات للالتزام بترقية الحوار الإسلامي المسيحي جنبا إلى جنب مع علماء الإسلام، ومع المفكرين المسيحيين. علمًا أنه وُلّي وزارة الثقافة والسياحة الجزائرية، فرئيسًا للمجلس الإسلاميّ الْأعلى.

 

الجمعة، 4 ديسمبر 2020

المطربة.. شادية فنانة العرب


 المطربة.. شادية فنانة العرب

لم يختلف اثنان في الوطن العربي كله على صوتها وأغانيها التي كانت، وما تزال يتغنى بها الكبير الكثير (شادية العرب) المطربة المصرية شادية، أو كما يقولون إن اسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، وهي من مواليد قرية "انشاص" بمحافظة الشرقية.
واختلفت الأغلبية في سبب اللقب "شادية"، فمنهم من قال إن حلمي رفلة، ومنهم من قال يوسف وهبي. شادية من مواليد 8 فيفري 1931، وتوفيت يوم 28 نوفمبر عام 2017 هي صوت متفرد مبدع كروان يصدح بأجمل الأغاني؛ لها صوتها المميز الذي جعلها من كبار القوم، وعليتهم في مجال الموسيقى، والغناء، وكواكب الطرب العربي.
من أجمل أغانيها (على عش الحب، مكسوفة، ادخلوها آمنين، مصر اليوم في عيد، خلاص مسافر، سيد الحبايب) .. سيمفونية طربية غنية كوكتيل من الطرب والإبداع.
نجحت شادية كفنانة، وكممثلة؛ ومن أشهر أفلامها (ليلة العيد، ليلة الحنة، ساعة لقلبك، ظلموني الناس، التلميذة، امرأة في دوامة، دليلة، معبودة الجماهير، أغلى من حياتي، كرمة زوجتي، عفريت مراتي).
وفي المسرح كانت لها تجربتها الشهيرة مع سيدة الكوميديا في المسرح العربي سهير البابلي، والقدير عبد المنعم مدبولي، والكوميديان أحمد بدير، والمسرحية الشهيرة التي حققت نجاحًا ساحقًا جماهيريا " ريا وسكينة".
وفى الإذاعة كانت لها أعمال رائعة، ومميزة حققت نجاحا كبيرا، ومنها (المسلسل الشهير جدا: نحن لا نزرع الشوك، وصابرين ).
وعندما أكملت الفنانة شادية عامها الخمسين اتخذت قرارا شجاعا بالتوبة، والإيمان، واعتزال التمثيل والتفرغ للدعوة، والعمل الخيري. ولم يُـــــثْنِها أحد عن قرارها؛ فقد كان قرارا خالصا من عقلها، وقلبها ووجدانها؛ لتكرس كل حياتها، ووقتها، ومجهودها لعناية الأطفال الأيتام، ورعايتهم حيث لم يرزقها الله من زيجاتها الثلاث بأبناء.
هي رحلة فنانة، مبدعة، رائعة محبوبة.

تاغيت.. العروس الجميلة، مُلهمة الحكي

تاغيت.. العروس الجميلة، مُلهمة الحكي

بقلم: بشير خلف

        تسميتها مشتقّة من كلمة" غيث"، والغيث في اللغة العربية يعْني" المطر الصيفي الخفيف" الذي يغيث البشر من قساوة الجفاف، وشُحِّ نزول الماء؛ يُقال صدرت هذه التسمية من شيخ طاعن في السنِّ، أعياه السفر، وأرهقته الرحلة حتى كاد يُهلكُ إلى أن تراءت له واحةٌ وفيرة الظِّلِّ، كثيرة الماء، وجد فيها ملاذًا للرّاحة، ومساحةً إضافيةً للتمسّك بالحياة، فأطلق عليها هذه التسمية لأنها أغاثته من هلاك العطش المؤدي إلى الموت.

     " تاغيث" البلدة السياحية الصغيرة، الجميلة؛ جوهرة الساورة بالجنوب الغربي الجزائري لخصوبة واحاتها، وتماوج كثبانها الرملية، المتداعية في السُّموق بألوانها الذهبية السّاحرة.

تاغيت الرواية ..

       " تاغيت" رواية جميلة جمال واحة تاغيت للدكتور الباحث السارد الروائي باديس فوغالي صدرت سنة 2016م عن دار المنتهى للطباعة والنشر والتوزيع بالجزائر في 126 صفحة من الحجم المتوسط، الغلاف بخلفية لونه الأصفر الـمُـخفّف يشي بموقع واحة تاغيت الصحراوية، الرملية، تتوسّط الخلفية لوحةٌ تشكيليةٌ في أسفلها تجمّع السكّان إناثا وذكورا في ساحة سوقٍ بلباسهم التقليدي يقتنون ما هم بحاجة إليه، وتواجد النساء دليل على التسامح، واحترام المرأة؛ ما بين أسفل اللوحة وأعلاها تبعثر المتواجدون بين واقفٍ، وماشٍ، وجالس، وفي أعلى اللوحة تواجد العديد بجانب حيوانات الصحراء المعهودة: الجمال، الحمير. لوحة الغلاف تعبّر عن محتويات الواحة؛ كما عتبة العنوان تعبّر عن الجزء الأكبر من النصّ الروائي.

      لئن كانت الشخصية الرئيسة في الرواية، (وحسْب استنتاجي هو كاتب الرواية)، في رحلته إلى واحة " تاغيت" جاءها سائحًا في رحلة منظمة نهارية قصيرة مع سياح مثله، استغلّها للترويح عن النفس، وتناسي حياة المدينة المعقّدة؛ تـــمنّى لو كان البقاء أطول:

« لم تكن الفسحة المخصّصة لهذا التوقّف القصير سانحة للوقوف على معالم تاغيت البهية تحت ضوء القمر، تمنّى في قرارة نفسه لو يزورها ليلا، وقد مال عليها أريجُ المساء كي تتداوى من وهج حرّها الكاسر. ص:06».

      لفت نظره  ثلةٌ من الشباب الغضّ وجدوا في التزحلق على الكثبان الرملية من الأعلى إلى الأسفل متنفسا لهم، يمارسون هوايتهم بطريقتهم المنسجمة مع البيئة والمحيط، ولا أماكن للترفيه، والتثقيف، وممارسة الهوايات الشخصية؛ تمنّى لو أنّ خيرات البلد وُزّعت بالتساوي كي لا يظلّ شباب هذه القطعة السحرية، وغيرها من ربوع الجزائر المهمشين، والقابعين في مواقع الظل بعيدين عن التمدّن. تذكّر لحظتها قريته النائية المسكوت عنها من عقود مضت؛ حيث منحت أبناءها البررة قربانا للثورة كي تزداد وقودا، واشتعالا؛ وحين سطعت شمس الحرية نسيها منْ بأيديهم السلطة، وثروات البلد؛ وظلّت تستغيث علّها تواكب مثيلاتها في بلاد القبائل، أو الوسط.. حينها قال في نفسه: « لا فرّق بين بلدتي الصغيرة، وهاته المدينة المتربِّعة على قلْبِ السّاورة. ص: 06»

       الرواية في 21 لوحة، شبّهتُـــها باللوحات لأن كل لوحة إنْ لم تتحدث عن رومانسية الحب، ومتعته، وجاذبيته؛ فإنها تتحدث عن سحْر بلدة تاغيت، وواحاتها، وناسها الطيبين، وقوافل السياح القادمين من ولايات  الجزائر، وخارجها من البلدان الأوروبية، أو الفنانين المشاركين في مهرجانات الفيلم القصير، لوحات جميلة تأخذك تارة إلى تاغيت، أو مراكش، أو عمّان بالأردن، أو دمشق، أو قسنطينة مسقط رأس  الكاتب، ومحْضن نشأته، ومكان إقامته، ووظيفته أستاذا جامعيا، أو هي لوحة ثرية لمدينة وهران الساحلية المتوسطية الجميلة، ومعالمها السياحية، والأثرية، والدينية.

      كاتب الرواية الذي تولّى الحكي بنفسه، ولم يُوكل الأمر إلى راوٍ يحرّك الأحداث في الرواية، الكاتب الذي جعلنا نجهل اسمه، أو نسبه في ثنايا الرواية قادته رحلةٌ ثقافيةٌ إلى منطقة الساورة، فكان يومًا مخصّصًا من المنظمين إلى تاغيث التي سحرته بطيبة أهلها، وسحْر واحاتها، وجمالية رمال كثبانها الذهبية؛ ليعود إليها فيما بعد قاطعًا المسافات البعيدة من مدينته قسنطينة في رحلة خاصّة، فردية، لينعم فيها حرًّا طوال ستة أيّامٍ.

        إذا كان الروائي السوداني الطيب صالح دفع بطل روايته محمد سعيد إلى الغرب، بريطانيا تحديدا ليقتحم بكارة الغرب التسلطي، ويشبع من عسلية شقراواته، فإن بطل رواية تاغيت كانت بريطانية لحْما،ودمًا، ونسبًا، وإقامةً،" سوزان" في تاغيت، ارتمت بين أحضانه، وتحته برضا نفسها. جاءت للمشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة في حافلة كما جاء في نفس الحافلة ضمن وفدِ تبادلٍ ثقافيٍ بين قسنطينة وبشار، أتى والفتاة الجميلة اللعوب" سوسن" صديقة له، حاولت احتواءه بكل غنجها، ودلالها، وكل ما تملكه الأنثى؛ لكنه من ملاحظة تصرفاتها، والسعي إلى الالتصاق بغيره تفطّن إلى ألاعيبها، وسعيها إلى الالتصاق بهذا وذاك، فضّل ترْك الوفد الذي جاء ضمنه، من "سوسن"، والبقاء مع "سوزان". آهٍ سوزان، الجمال، الشباب:

« ...جاءت إلى هذه القرية الكابية عند أقدام الجبل( الكثيب) الرملي تبحث عن الاكتشاف، والمغامرة كي تخلق تناغمها الداخلي الذي افتقدته في أوروبا، جاءت تحمل أوزارها، وما نقشته المدنية الصاخبة في كيانها، جاءت تريد التطهُّر، الصفاء، والتوحُّد في ملكوت صُنْعِ الإله؛ لم يكن في حسبانها أنها سوف تسقط صريعة حُبٍّ من أول نظْرة، وأوّل لقاء لفتًى شرقي جاءت به الظروف صدفة إلى هذه القطعة الجميلة من صحراء الجزائر. ص: 09»

       سوزان تفتح صدرها وتحكي له حياتها المليئة بالمغامرة، تنحدر من عائلة مالكة متعلِّمة، ومحبة لبلاد الشمس، حاولت وهي تتمسّح، وتتدلّل في غُنْجٍ أن تأخذ منه حياته معها بعيدا إلى هناك، عرضت عليه مغادرة البلد، والإقامة معها في عاصمة الضباب لندن؛ باحتْ له بأنها منذ سنوات وهي تبحث عن رجل شرقي يحمل ملامح الرجولة، والكبرياء، فارس الأحلام... الوقت الذي قضاه معها في الفندق كان قفصًا من ذهبٍ.

     جسدُ سوزان البضّ الناعم، المتناسق، الفوّار بالشهوة في تاغيت، لم يُنْسه صديقه إلياس ابن مدينتهما الكبيرة الشرقية هربًا من سطوة الإرهاب، وإنذار الدمويين له بعد اغتيال صديقه الصحفي. بعد أن صلّى إلياس صلاة الصبح، وغفا قليلا لينهض ويفتح الباب الخارجي بعد سماعه طرقات ليتفاجأ عند العتبة بكفنٍ ملطّخٍ بدمٍ آدمي، وخطاب مرعب يحكي كيفية اغتيال رفيقه بالصحيفة، وتهديد صريح بأنّ أيّامه معدودة، وعليه التهيّؤ لموتة غادرة تأتيه من حيث لا يعلم؛ وأن الدم دمُ صديقه؛ ما كان عليه إلّا الفرار من الشمال الشرقي الجزائري إلى الجنوب الغربي الجزائري، تحديدًا " تاغيت".

الرواية

      جمالية المكان تحدّدت من سحْر تاغيت، وموسيقاها الأسطورية تردّدها أشجار النخيل الملتفّة على بعضها، تاغيت الجميلة الهادئة في حضن الصحراء، مدينة لا تعرف النفاق، والدجل، كمدينة عمّان الأردنية ذات الليل الهادئ، مدينة الشعر، والمسارح، والساحات الجميلة، فمدينة عجلون السياحية المحتشمة الهادئة بسكانها المسالمين، وتعدّدها الطائفي حين تذوب النعرات الطائفية، قلعة صلاح الدين، فمراكش فاتنة المغرب، وساحة "الفنا" العجيبة، ساحة المفارقات، الجاذبة لكل الجنسيات، ساحة العجائبية، والفرجة؛ مراكش مدينة التعايش، العائمة في الفرجة. آهٍ ليالي قسنطينة العامرة بالمتعة.. ساحة الحرية التي تتوسط المدينة تشهد في كل ليلة حفلة تنشطها فرقة من الفرق المحلية. قسنطينة هذا العام تختلف عن باقي الأعوام، لبست حلتها الزاهية، وتزيّنت بألوان شتّى من الطبوع. وهران الباهية يا أمّ المدائن، وعروس الغرب الجزائري العائمة في رونقٍ، وغُنْجٍ، ودلالٍ، مدينة صفاء السريرة وخفة دم أهاليك، مدينة ضريح سيدي عبد القادر، وكنيسة القديسة كروز.

      الرواية توقفت عند الحبّ الرومانسي، والحب الجسدي الغريزي، كما توقفت عند الإرهاب الدموي، الذي نخر جسد الجزائر، توقّفت عند خيانة المسؤولين، واحتقارهم لبني وطنهم الذين انتخبوهم:

«...لأنني وببساطة عائدٌ إلى قسنطينة " طيناء" حبيبتي الضائعة في الفتن، والمجاملات الرخيصة، الذين تعاقبوا على تسيير دواليبها، لم يحبّوكِ بصدقٍ، وقليلٌ منهم منْ جاءك بعزيمة التغيير، وثقافة التعاون. ص: 103». وكان للشعر حيّزه، شعْــر كاتب الرواية:

« حياؤها ينسكب شغفا للتصنت والانجذاب

وتأبى الحروف رغم امتداد المفردات

أن تفصح خوْفًا من ركوب الهوى

زارته ذات صيف جميل على حين غفلة منه واحة من خصب

تحمل عطرها وطيب الكلام. ص:16 »

     وللفلسفة حصّتها:

« لماذا نسكن بجزئيات الحياة؟ هل السعادة حقًّا هي امتلاك الأمل، لو كان الأمر كذلك لغدوْنا سعداء اللحظة فحسب. حسبي أنني لا أرغب في امتلاك الأمل. ص:71»

      الأدباء وحدهم توّاقون إلى عالم البراءة الـمُشْبع بالحلم، والأمل المشرق، وحدهم المبشرون بعالم تسوده المحبّة والسلام، والتعايش ضمن ثقافة العدالة، والجمال، والحق الإنساني:

« الأدباء يسكنهم الحنين إلى الطفولة، والحلم الشهيّ؛ لا يودّون الالتفات إلى عجلات الزمن، وهي تدور دورانها الطبيعي.ص:91»

السّرد والحوار

       جاءت الرواية حلة سردية قشيبة، حكي متواتر ساحر، أخّاذٌ، يشدّ المتلقّي، فيتماهى مع الكاتب في أغلب الأحداث، وقد يتخيّل له أنه الشخصية الرئيسة، لغة انسيابية رقراقة عذبة، شاعرية، ساحرة جميلة، تأخذك إلى عُمق النص الحكائي، تُبحر بك مُهدهدة، تحتضنك بعبق أريجها:

« ..هجرتُ المدينة بكلّ مباهجها، وفتنها، وإغراءاتها، وجئتُ إليكِ أستحمّ برمالكِ الناعمة، المسافرة  في قلبي، ووجداني. ماذا فعلتِ بي يا تاغيت، يا مدينة عفرها الزمن بالصمت، والكبرياء؟ ص: 111»

         توارى الحوار في الرواية ضمن تصاعد الأحداث، وتفاعل الشخصيات دون بروزه كعبارات:

«..قلت لي ذات مرة إنّ الحب الكبير يبدأ كبيرا، وينتهي كبيرا.ص:88»

«..قالها ورحل( القذافي)، الدور سيأتي عليكم. ص: 106»، «ونصحني بضرورة تغيير الجو بالسفر، والإكثار من الحل والترحال.ص:116»

 الحبكة

      هذه الرواية تفتقد إلى العُـــقد العصيّة التوقّع، جميعها تـتماهى مع العقدة الرئيسة بانسيابية يستشفّها المتلقّي من خلال توغّله في ملاحقة الأحداث، وترابطها بين بداية الرواية من تاغيت، والنهاية فيها بلقاء التخيّل مع " تينيهان" الملكة ذات الطلعة البهيّة، والملامح الأسطورية، وهيبتها، ووقارها اللذيْن زرعا الرعب والخوف في قلوب القادة، والأعداء.

        ما أُؤاخذه على الرواية أن اللوحة 16 الخاصة بمدينة وهران زائدة، فحذفها لا يسبّب اهتزازا لدى المتلقّي، الرواية عموما أراها نصًّا إبداعيًّا يدعو الجزائريين إلى اكتشاف كنوز بلادهم، فالجزائر العميقة جميلة بثرواتها، وتراثها، وطبيعتها، وثرواتها الكثيرة، وناسها الطيبين المسالمين؛ كما الرواية تدعونا إلى ثقافة الترحال، والتعرّف على البلاد العربية التي نتشارك معها في مكونات هويتنا، وتاريخنا المشترك، وتراثنا الفكري المادّي، واللّامادي، كما تدعونا إلى التعايش، والتثاقف مع الآخر في عالم جديد تقلّصت فيه المسافات، وتنوّعت المصالح، وتشابكت العلاقات.

 

     

 

       

      

       

 

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...