الاثنين، 14 يونيو 2021

 

العلّامة ابن حزم الأندلسي.. حين اعترف بإخفاق حُبّه مرتين!:

1 ـــــــ « إني كُنتُ أشدّ الناس كلَفا وأعظمهم حُبا بجارية لي كانت فيما خلا اسمها نَعم، وكانت أُمنية المتمني، وغَاية الحُسن خُلقا وخَلقا وموافقة لي، وكنا قد تكافأنا المودّة، ففجَعتني بها الأقدار، واخترمتها الليالي ومرّ النهار، وصارت ثالثة التراب والأحجار، وسِنّي حين وفاتها دُون العشرين سنة، وكانت هي دوني في السن، فلقد أقمتُ بعدها سبعة أشهر لا أتجردُ عن ثيابي، ولا تفتُر لي دَمعة على جُمود عيني»).طوق الحمامة.ص:50)

2 ـــــ « "إني لأخبرُ عني أني ألفتُ في أيام صباي ألفة المحبة جارية نشأَت في دارنا، وكانت في ذلك الوقت بنت ستة عشر عاما، وكانت غاية في حُسن وجهها، وعقلها، وعفافها، وطهارتها، عديمة الهزل، منيعة البذل، بديعة البِشْر، مُسْبلة السِّتر، قليلة الكلام، مغضوضة البصر، شديدة الحذر، نقية من العيوب، دائمة القُطوب، كثيرة الوقار، مستلذَّة النّفار، لا تُـــوجه الأراجي نحوها، ولا تقفُ المطامع عليها، ولا معرس للأمل لديها، فوجهها جالب كل القلوب، وحالها طارد من أمها… موقوفة على الجد في أمرها غير راغبة في اللهو، على أنها كانت تُحسن العودَ إحسانا جيدا، فجنحتُ إليها وأحببتها حبا مفرطا شديدا، فسعيت عامين؛ أو نحوهما أن تجيبني بكلمة، وأسمع من فيها لفظة، غير ما يقع في الحديث الظاهر إلى كل سامع، بأبلغ السعي، فما وصلت من ذلك إلى شيء البتة.(طوق الحمامة، ص:49)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...