الخميس، 9 سبتمبر 2021


 أقدم المدافع الجزائرية إبان العهد العثماني.. مدفع "بابا مرزوق"

ليس مجرد قطعة سلاح، بل له عمق تاريخي، عسكري واستراتيجي بالغ الأهمية، فقد ارتبط اسمه بتاريخ الجهاد البحري للجزائريين، ويعد رائد المدافع التي أنجزتها دار النحاس بالجزائر.. تشكل استعادة مدفع "بابا مرزوق" أحد أهم القضايا المطروحة ضمن مطالب تسوية الذاكرة بين الجزائر وباريس
سجّل المرحوم أبو القاسم سعد الله أنّ:
«المدفع ظل منتصبا كالنسر الجبار على باب الجهاد المطل على البحر في الجزائر، بينما سمّــــاه الفرنسيون القنصل (consulaire)، وكانوا يرتعدون منه إذا ذُكر لهم ».
وعن سبب الذعر الفرنسي من المدفع قبل الاحتلال، قال سعد الله في موسوعة الحركة الوطنية الجزائرية:
« إن الجزائريين في الماضي كانوا قد وضعوا في فوهته قنصلَ فرنسا (لوفاشي) سنة 1663، وقصفوه به إلى البحر، ثم كرّروا ذلك مع خليفته (بيول) سنة 1688، أثناء قصف دوكيني، قائد أسطول لويس الرابع عشر، مدينة الجزائر، مثلما تثبته الروايات الفرنسية نفسها.»
ولذلك كان من أوائل ما اتخذه الفرنسيون من إجراءات عقِب دخولهم الجزائر، هو نقْل مدفع بابا مرزوق إلى فرنسا، وقد يظهر لك هذا أمرا بسيطا، ولكننا نعتقد أن المدفع كان يرمز إلى أشياء كثيرة، إنه قبل كل شيء رمْزُ الذكورة والقوة، ونقله، بالإضافة إلى أنه لصوصية عسكرية وثقافية، كان يعني خُلو الجزائر من رمزها الأقوى والأكثر فحولة، والكلام للمؤرخ سعد الله..
ويوثق سعد الله أن الفرنسيين سارعوا إلى إزالة بابا مرزوق من مكانه وحملوه إلى بريست المحيط الأطلسي ونصبوه هناك في إحدى الساحات بتاريخ 23 يوليو/تموز 1833 إلى اليوم، كجزء من غنائم الحملة على الجزائر.
إن المدفع ليس مجرد قطعة سلاح، بل له عمق تاريخي، عسكري واستراتيجي بالغ الأهمية، فقد ارتبط اسمه بتاريخ الجهاد البحري للجزائريين، ويعد رائد المدافع التي أنجزتها دار النحاس بالجزائر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...