الخميس، 16 ديسمبر 2021


   سلسلة السراج للقصص الإسلامي الهادف

بقلم: بشير خلف

     أثناء حضوري يومي 08،09 ديسمبر 2021 للأيام الأدبية بعاصمة الواحات ورقلة التي نظّمتها المكتبة  الرئيسية للمطالعة العمومية، ومعهد اللغة والآداب بجامعة قاصدي مرباح، وتشرّفت بلقاء عديد الكتاب، والكاتبات، والمبدعين، والمبدعات، والأساتذة، والمثقفين.

        ومن الذين كان لي حظ الالتقاء بهم، والتعرّف إليهم عن قُرْبٍ رجل القرآن، والروحانيات، والتربية والتعليم، الشخصية النشطة، الكاريزمية المجتمعية، الثقافية الأستاذ الكاتب إبراهيم بن ساسي.

        إبراهيم بن ساسي أهداني إحدى مؤلفاته " سلسلة السراج للقصص الإسلامية الهادفة"، مجموعة قصصية في الأدب الإسلامي الهادف. الكتاب في 80 صفحة حوى ثماني قصص، إضافة إلى المقدمة. قصص ذات مضامين تربوية، ثقافية، معرفية:

«... إطلالة تربوية ثقافية فكرية، أراد المؤلف من خلالها أن ينقل القارئ إلى فنٍّ آخر لا يزال غائبا، أو مغيّبًا عن ساحاتنا المعرفية رغم ما فيه من بديع الوصف، وسحْر البيان، وحقائق التاريخ، وحضارة البشر؛ إنه أدب الرحلات الذي برع فيه أسلافنا مغربا ومشرقا، فرسموا روائع، ولوامع تنِمُّ عن عطاءات الأمم، والشعوب التي صنعت الحياة...» من صفحة  غلاف الكتاب الأخيرة.

         تعرّض الكاتب في المقدمة إلى فنّ القصة كإبداع سردي، حكِي، غايته وصْف الواقع الحياتي للفرد، أو الجماعة، ونقده، وتقييمه، وتقويمه بالتربية، والتوجيه، والإرشاد، وتثبيت القيم الإنسانية الراقية، وتربية الذّوْق الجمالي والفنّي من خلال الأسلوب اللغوي العذب، للصغار، والكبار معًا.

«... وقد أخذت القصة حيزا كبيرا، وواسعًا في الكتب السماوية جميعها ،  والقرآن بصفة  خاصّة، ذلك أن القصص هو ثالث المحاور التي عالجها كتاب الله بعد التوحيد، والأحكام، ورغْم أن القرآن منهج حياة، لا كتاب رواية، وتسلية، ولا تاريخ؛ إلّا أن قصصه جاءت مختارة بالقدْر، والطريقة التي تناسب الجوّ، والسّيّاق الجمالي والفني الصادق.. ص: 03»

      قصص هذه المجموعة التي أهداها المؤلف إبراهيم بن ساسي إلى الثلة المختارة من أهل الأدب، وإلى الذين سخّروا أقلامهم، وألسنتهم في رسْم واقع أوطانهم شعرًا، ونثْرًا، وقصّةً، وإلى صغار شهداء الكشّافة الإسلامية المغتالين غدْرًا في يومٍ من أيّام الإرهاب. ص: 07

       قصص المجموعة: دموع البراءة، أنوار الظلام، بركان الدموع، ألوان، في غرفة العمليات، ما أعظمك، حين تنقلب الموازين، دروس واضعات.

       قصص من الواقع، حتى وإن بصم الكاتب تاريخ كل قصة، بداية من: 15 /02/ 1996 .. نهاية بالقصة الثامنة الأخيرة: فاتح يناير 2012 ؛ فإنها تعبّر عن واقعنا اليوم، وحياتنا المعيشة.

      هذا التأريخ لكل قصّة يكشف للمؤلف، والباحث، والناقد تطوّر، ومسار الكاتب إبراهين بن ساسي في المسْك بهذا الجنس الأدبي العصيّ (القصّة القصيرة).

       اللغة طيّعة لدى الكاتب؛ ممّا مكّنه من ممارسة الحكي بأريحية، وهو رجل التربية، ومعلّمها، وسلاحه اللغة العربية التي أفنى عمرها في التمكّن منها، والتدريس بها، والتواصل بها مع الهيئات، والمؤسسات الثقافية، والعلمية والتربوية.

        لا غرْو أن تكون قصصه ثمرة ذاك التكوين، وتلك الممارسات الميدانية:

«... حين تهاوت شمس المدينة للغروب كان عمي رابح يجلس في إحدى زوايا المقهى الذي يرتاده كل مساء. فنجان القهوة الفارغ، وبقايا سجائر الرّيم المتناثرة حوله، توحي بطول الجلوس. لم ينزعج لصيحات الجالسين، ولا لطلقات الدومينو التي تهتزّ لها طاولات المقهى.. ( قصة: في غرفة العمليات ص: 41).

       هذه المجموعة القصصية وإنْ أدرجها المؤلف إبراهيم بن ساسي في فنّ " أدب الطفل"، ففي تقديري هي أقرب إلى فنّ القصة القصيرة الموجّهة للمتلقّين الكبار، منها لأدب قصص الأطفال، فمضامينها تتحدّث عن أحداث، ووقائع حياتية يومية في عالم الكبار؛ لأنّ مضامين قصص أدب الأطفال هي حكايات قصيرة تقدم درساً أخلاقيا، وأكثر شخصياتها من الحيوانات أو الأشياء الناطقة يمكنها التحدث والتصرف كالإنسان. أو أبطال أحداثها أطفال؛ كما هو الحال في قصص الصور المتحركة التي تحقّق الغايات العديدة لأدب الطفل.

       للكاتب المؤلف إبراهين بن ساسي في رأيي الشخصي قدرات، وإمكانات فكرية، لغوية، فنية، أسلوبية، حياتية، مجتمعية توهّله الإبداع في السّرد القصصي إنْ واصل، واستمرّ في التمكّن من الكتابة دون توقّف..والله الموفّق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...