قراءاتٌ في القصّة القصيرة المغاربية
بقلم: بشير خلف
من قديمٍ والحكي،
والقصُّ وسيلتان لتفريغِ دواخلِ النفسِ، والتعبيرِ عن مكنونِ الصدورِ، وما
يـَخْتلِجُ بـها من آلامٍ ومسرَّاتٍ، وساعاتِ عسْرٍ، ولحظاتِ نشْوى.. فالقصة
القصيرة حالةٌ من الحكي الماتعِ.. أخذتِ القصةُ القصيرةُ من القصيدةِ شعريتَها،
وموسيقاها، وتكثيفَها، وأخذتْ من الروايةِ الحدثَ والشخصياتِ، ومن الـمسرحِ
الحوارَ، والصراعَ السريعَ الخاطفَ.
تُــعتبرُ القصةُ القصيرةُ
فنَّ اللحظاتِ الـمفصليةِ في الحياةِ، فلا تتناولُ الحدثَ من خلالِ مساحتهِ
الواسعةِ، وزمانهِ المطلقِ؛ بل تـختطفُ اللحظةَ كومضةٍ خاطفةٍ، كسهمٍ ينطلقُ
سريعًا إلى هدفه.. هي إبداعٌ استثنائيٌّ، يكون فيها القاصُّ في مواجهةٍ مباشرةٍ مع
الـمُتـلقّي، عليه أن يُــتـقنَ سرْدَه جيدا.
هذا الإبداع القصصيُّ
الماتع، العصيُّ، الحرون الذي لا يخضع لكلّ منْ هبّ، ودبّ.. صدر في مجاله مُؤلَّفٌ
جماعيٌّ عن دار" سامي" للطباعة والنشر، والتوزيع بالوادي، عملٌ أدبيٌّ، نقْدي
بمستوى عالٍ، ما يُميّز هذا العمل الأدبي النقدي ميزتان:
ــــ عملٌ إبداعي، قصصي نقْدي مغاربي لمبدعين، ومبدعات، ونُقّاد من
تونس، المغرب، الجزائر، ليبيا.
ـــــ شمل عديد القصص القصيرة من البلدان الأربعة، كما تناول بالنقد
هذه النصوص السردية القصصية نُقّادٌ من البلدان الثلاثة: المغرب، الجزائر، تونس؛
ممّا يُشكِّل رؤى معرفية، نقدية لفنّ القصة القصيرة تختلف بداية من أنّ لكلّ بلدٍ
من البلدان الثلاثة خصوصياته؛ إلّا أنّ قارئ الكتاب، الشغوف بمعرفة الكثير عن فنّ
القصة القصيرة، والتعمّق في تلكم الخصوصيّات سيصل إلى أنّ مضامين النصوص القصصية
بالكتاب اتِّـــكاءاتُها متشابهةٌ، مستمدّةٌ من الواقع التاريخي، الاجتماعي، الموروث
الشعبي؛ كما الإشكالات الحياتية اليومية، وإكراهاتها التي يحياها الإنسان المغاربي
أينما تواجد حاليا.
الكتاب من الحجم المتوسط A5، 256 صفحة، تصميم الغلاف للفنان التشكيلي كمال خزّان، إعداد
وتنسيق: الكاتب والناقد التونسي الدكتور رضا الأبيض. تقديم: الكاتب والباحث
التونسي: أحمد السماوي. متابعة طباعة الكتاب، والإشراف على توزيعه: الدكتورة
الباحثة، النشطة الأستاذة المحاضرة بكلية اللغات والآداب بجامعة حمّ الأخضر
بالوادي
ممّا جاء في التقديم، بقلم رضا الأبيض:
« ليس المهمّ أن
يكون الناقد خبيرا في النظريات؛ بل الأهمّ في تقديرنا أن يجمع إلى تلك المعرفة
اشتغاله بالنصّ منطلقًا، وغاية؛ وليس من المُسيء في شيْءٍ أن يُنوِّع مقارباته،
وزوايا نظره إلى النصوص من دراسة إلى أخرى، بيد أن ذلك لا يكون ناجعًا، ونافعًا في
تقديرنا ما لم يكنْ صادرًا عن عقْلٍ نقْديٍّ مُحاوِرٍ، ومُبْدِعٍ.ص:07».
مضمون الكتاب قصّة، ونقْدا
1ــــ المتْنُ
القصصي
ـــ عدد النصوص
القصصية الجزائرية 07
ــــ عدد النصوص
القصصية المغربية 06
ــــ عدد النصوص
القصصية الليبية 02
ــــ عدد النصوص
السردية التونسية 19
2 ـــ المتْن
القرائي النقْدي
ــــ القراءات
النقدية الجزائرية 12
ــــ القراءات
النقدية المغربية 04
ــــ القراءات
النقدية الليبية 00
ــــ القراءات
النقدية التونسية 16
عملٌ فكري، إبداعيٌّ، نقديٌّ رفيع يُنْبئ على
أنّ الثقافة، والتثاقف أقْرب، وأمْتن من ربْط الشعوب بعضها، وهو في تقديري ما يجب
أن تحرص عليه النُّخب المغاربية بكلّ تخصّصاتها، وأطيافها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق