كتب: بشير خلف
صديقي الباحث، المبدع الذي يملك مكتبة منزلية
ثريّة، بها آلاف العناوين في شتّى المعارف، سيّما في الآداب، والفنون، باعتباره
مبدعًا، ومؤلفا لعديد الكتب فيهما؛ في لقاءاتي العديدة به ما كان شاكيًا، ولا
باكيا، إنما في لقاءاتي الأخيرة به اشتكى إليّ بحسْرة:
ــــــــ أنت تعرف تعلّقي بالكتاب، وشوْقي
إليه، وانكبابي على الغوص فيه مطالعة، وتحليلا، ونقدا منذ عقود، في الشهور الأخيرة
أغوتني الصورة، وافتكّتْني من الكتاب، وصرْتُ ألاحقها لجاذبيتها، ومرافقتها
للأحداث الآنية، أصابني الهوس بها، فصرْتُ عبْدًا لها في يومياتي.
لقد
أصبحت الحداثة الإنسانية المعاصرة حداثة للصورة، فالصورة في الزمن، الراهن وبكل تـمفصلاتها
وتجلياتها تطارد الإنسان الحديث أينما حلّ، وارتحل، فهي تفتح عليه باب منزله دون
استئذان عن طريق التلفاز، والإنترنت وغيرهما من وسائل الاتصال الحديثة التي أحدثت
ثورة في المفاهيم، وقلبًا للقيم المتداولة، وتدويلا لها في ظل ما بات يُــعرف
بالمدّ العولمي الذي اخترق كل المجالات الحياتية للإنسان المعاصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق