الاثنين، 5 ديسمبر 2022

                         التراث الثقافي المادّي واللامادّي

كتب: بشير خلف     

      يُعرّفُ التراث الثقافي بأنه كل ما ينتقل من عادات، وتقاليد، وعلوم، وآداب، ومختلف أنواع الفنون ونحوها من جيل إلى آخر، ويشمل كلّ الفنون الشعبية من شعر، وغناء، ورقْصٍ، وموسيقى، ومعتقدات شعبية، وقصص، وحكايات، وأمثال تجري على ألسنة العامة، كما يشمل عادات الزواج، والمناسبات المختلفة، وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء، والأشكال، ومن ألوان الرقص، والألعاب، وأساليب العيش من طبْخٍ، ولباسٍ، وغيرها.

 التراث الثقافي السّوفي  

      في هذا الإطار صدر للباحثة في الموروث الثقافي السّوفي الأستاذ آمال علّالي كتابٌ بعنوان: " الموروث الثقافي المادّي، واللّامادّي.. المرأة السوفية"، في شهر نوفمبر الماضي 2022 عن دار سامي للطباعة والنشر والتوزيع بالوادي.

      الكتاب من الحجم المتوسط A5 في 112 صفحة، بعد الإهداء، والمقدمة:

1 ــــ الفصل الأول: الموروث المادّي في منطقة وادي سُوف:

الدّوح، المنسج، إبر النسيج، أدوات المطبخ، الملابس، الحلي، موادّ التجميل.

2 ـــــ الفصل الثاني: الموروث اللامادّي في منطقة وادي سوفْ:

طرق: تخزين الموادّ الغذائية، تحضير التّوابل، تحضير المشروبات، صناعة العطور.

الأمثال الشعبية والألغاز، الحكايات، الشعر، الأغاني، الأهازيج، الرباج.

       كلّ عناصر الكتاب أدرجت الباحثة صورها الحقيقية من خلال تصويرها في مكان تواجدها، لأن هذه العناصر لا يزال أغلبها مستعملًا في المنزل السوفي، رغم تطوّر حياة سكّان ربوع وادي سوفْ أسوة بكل مناطق الوطن الجزائري. حيث قامت الباحثة بالتنقّل، والمشاهدة، والمعايشة، والتحاور، والاستعمال، ثم التصوير الكاميراتي.

      مضمون الكتاب ليس متأتّيا من مصادر أكاديمية، أو كتب؛ بل هو معايشة يومية، باعتبارها أصيلة المنطقة، وبحثٌ ميداني لعديد المنازل، وأمكنة تواجد مكوّنات التراث الثقافي السوفي.

   

من مقدّمة الكتاب:

« من التراث المادّي للحضارات القديمة ما هو منقولٌ كالعملة، والجواهر، والأواني؛ وما غيرُ منقولٍ مثل المباني، والمسارح، والقصور؛ ومن التراث غير المادّي: مهارات عديدة كصناعة الزرابي، ونسْج الأفرشة، وطرق تجفيف الموادّ الغذائية، وتخزينها، وطرق اللبس، وغيرها؛ وأحيانًا تتداخل بعض الأشياء في تصنيفها ضمْن الموروث المادّي، واللامادّي. ص: 07»

       ومن مقدّمة الطبعة الأولى:

« تميّزت المرأة السوفية عبْر التاريخ في الحياة الأسرية، ونقشتْ على صفحاته اهتمامها بأطفالها، وجمالها، وبيتها، وأسرتها، ولم تدّخرْ أيّ جُهْدٍ لذلك؛ فتفنّنتْ في تحضير الأطباق الشهيّة، والعطور، وموادّ الزينة، وانتقت الحُلي بأنواعها، واهتمّتْ بالنسيج فحاكت البرنوس، والقشّابية، والأفرشة، والزرابي.

وتكريمًا لجدّاتنا، وأمّهاتنا، وحُبًّا في التأريخ لبصمة المرأة السوفية في الحياة الأسرية، والاجتماعية؛ وحفاظًا على مهاراتنا، وعاداتنا، وتقاليدنا قصْد تمريرها للأجيال القادمة، قرّرْتُ( الكاتبة) تأليف هذا الكتاب للحفاظ على الذاكرة الوطنية، والمحلّية للموروث المادّي، واللامادّي للمرأة في منطقة وادي سوفْ في القرن العشرين. ص: 09»

 «..وقد استعنْتُ ( الكاتبة) في بحثي هذا بأمي أطال الله في عمرها، فأمدتْني ببعض ما غاب عنّي من تراثٍ ، وأسماء للأشياء المستخدمة آنذاك، واستذْكرْتُ ما عشْتُ في الماضي، واستمْتعْتُ وأنا أسجّلُ مهارات المرأة السوفية، ودورها في الحياة الأسرية، والاجتماعية، وقيمتها، ووقارها، وذكائها، وحُسْن تدبيرها. ص  10 »


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...