الأربعاء، 5 مارس 2025

 

             النصّ المُوازي في شعر

                عثمان لوصيف 

عرض وكتابة: بشير خلف

    ضمن إصدارات وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، صدر عن صندوق الإبداع أواخر سنة 2024 للدكتور الأستاذ الشاعر، الناقد محمودي الأزهر كتابٌ في شكل دراسة مُعمّقة، الكتاب من الحجم المتوسط في 107 صفحة بعـنوان (النصّ المُوازي في شعْــر عثمان لوصيف).

    دراسة معمّقة لشعر المرحوم عثمان لوصيف من خلال قصائد دواوين ثلاثة: 1 ــ الكتابة بالنار 2 ــ براءة 3 ــ شبق الياسمين.

  يغادر الشعراء، ويخلّفون وراءهم أتراحهم، وأفراحهم، نزواتهم وشطحات أفكارهم، يصوغونها في لغة تحمل من طاقات أنفسهم ما تحار اللغة أحيانا في كيفية حملها، وبعضهم كالفلاسفة، لا يفهمهم قومهم، ويعرضون لهم بالقول، والتأويل؛ ولعلّ المرحوم الشاعر عثمان لوصيف من هؤلاء، فكان الشاعر الناقد الأديب الأريب الدكتور محمودي الأزهر من الذين فهموا جيدا الفيلسوف عثمان فكان هذا الكتاب هديّة للمتلقّي.

   متْنُ الكتاب

    بعد المقدمة والتمهيد تناول المؤلف الدواوين الثلاث تباعًا.

  

 ممّا جاء في المقدّمة:

«النص الأدبي في حقيقته نصان: نصّ المركز، ونص الهامش، أو هو النص الأصلي، والنص الموازي؛ أو ما يُـسمى بالعتبات النصية؛ فالنص الأدبي الشفوي نصه الموازي يظهر في الأداء، ونبرة الصوت وحركات الجسد، بينما النص الأدبي المكتوب تدور في فلكه نصوص أخرى كثيرة بصرية، ولغوية، منها: حجْم الكتاب وغلافه، وتشكيلاته وصوره وألوانه، ومكان العنوان، واسم المؤلف باعتبارها علامات بصرية تساهم في تركيب النص، وتوجيه القراءة بالإيحاءات الثقافية، والتاريخية، والاجتماعية المحيطة بالنص.

     أمّا العلامات اللغوية فقد تقصر كالعـنوان، والاهداء، والتجنيس، وتاريخ الإصدار، واسم دار النشر، أو تطول ككلمة المؤلف، أو كلمة الناشر، وكل هذه العتبات تتضافر لتضع القارئ في جوّ النص.

     وفي هذا الكتاب نحاول الإلمام بالعتبات النصية في بعض من دواوين الشاعر الجزائري عثمان لوصيف باعتباره أحد الشعراء الجزائريين المعاصرين، ومن خلاله نكتـشف عينة من ظاهرة العتبات النصية في الشعـر الجزائري المعاصر، ومدى اهتمام الشاعر بها وحضورها في وعيه، وفي لا وعيه.

      ورغم أن دواوين عثمان كثيرة إلا أننا هنا اقتصرنا على ثلاثة دواوين فحسب، وهي: الكتابة بالنار، براءة، وشبق الياسمين.»

 لشاعر عثمان لوصيف

       ولد عام 1951 في طولقة ـ ولاية بسكرة. تلقى تعليمه الابتدائي , وحفظ القرآن في الكتاتيب، ثم التحق بالمعهد الإسلامي ببسكرة، وترك المعهد بعد أربع سنوات، وواصل دراسته معتمدًا على نفسه، وبعد حصوله على شهادة البكالوريا التحق بمعهد الآداب واللغة العربية بجامعة باتنة، وتخرّج 1984.

     انخرط في سلك التعليم منذ وقت مبكر. أحب منذ طفولته الموسيقى والرسم، وبدأ نظْم الشعر في سنٍّ مبكرة.

     قرأ الأدب العربي قديمه، وحديثه؛ كما قرأ الآداب العالمية.

    توفي الشاعر عثمان الوصيف بعد معاناة مريرة، طويلة مع المرض يوم 27 اجوان سنة2018 

      بعد مشوار حافل بالعطاء، حيث أصدر الشاعرأكثرمن عشرة دواوين شعرية، على مدار ثلاثة عقود، منها “الكتابة بالنّار” عام 1982، و”شبق الياسمين” عام 1986، و”أعراس الملح” عام 1988، «الإرهاصات»، «نوش وهديل» 1994، «التغابي» 1999، «كِتاب الإشارات»، «زنجبيل»، «غرداية»، “قراءة في ديوان الطبيعة1967”.

       ذلك من خلال نظرة على العناوين وقراءة النصوص:

     نكتشف ملامح جيل السبعينات، ذلك الجيل الذي تأثرت تجربته الشعرية بهزيمة السقوط المريع الذي ترك آثارا غائرة في نفسية وتجارب ذلك الجيل، بل كان منعطفا ونقطة تحول هامة في مسيرة الشعر العربي المعاصر بوجه عام، حيث كان للشعراء قيدا جديدا قوامه مرارة الهزيمة، والانكسار، والشعور بالإحباط، ما حدا بالشعراء إلى مراجعة حساباتهم.

     لقد ظل هذا الجيل يعاني من الضياع والبحث عن سبيل الخلاص متأرجحا بين الاستسلام والقبول بالهزيمة، وبين التحريض على الثورة ورفض الانهزام، وبالرغم من أن الهزيمة خلّفت ثلما غائرا في نفوس الشعراء يُشعرهم بالمرارة، إلا أن الكثير منهم تخلى عن الذات وانشغالاتها من أجل الانخراط في الهم الجماعي، مما أدى في حينها إلى انتعاش ما يُعرف بالشعر الملتزم، أو الالتزام في الشعر والذي كان شعارا لتلك المرحلة تحاشيا لسقوط أكبر، لقد راج الالتزام في الشعر ممارسة وتنظيرا، ذلك الشعر الذى يتبنى قضايا الجماعة، يصوّر آلامها، وآمالها.

     لقد انخرط أغلب شعراء هذا الجيل في ملامسة الحس الجماعي – الوطني، والقومي - ورأى أن الكتابة هي طريق للمقاومة فـــــــ ليس كفعل القلم اجتماعيا، وتاريخيا بكل ما تنطوي عليه كلمة اجتماعي من شؤون الأمة، والشعب، والقوم والوطن، والإنسانية.

       الشاعر الناقد رجل التربية الدكتور محمودي الأزهر في كتابه هذا عن المرحوم عثمان لوصيف تألّق في توظيف ثقافته العربية الواسعة، والإبداعية، الشعرية، ومعارفه النقدية الممنهجة وتوظيف لغة عربية سلسة رقراقةـ توشّحت بالجمالية، الماتعة، الجاذبة للقارئ.

     الكتاب في تقديري بقدْر ما هو مفيد للباحث، والطالب، والأستاذ؛ فهو لعمري ماتعٌ للمتلقّي الباحث عن جواهر الأدب العربي.

 

الجمعة، 21 فبراير 2025

 

لوثة الكتابة

بشير خلف

      الذين اختاروا طريق الفكر والأدب، اختاروا بالأحرى الاحتراق الداخلي، والفقر المستمرّ سيّما في عالمنا العربي. ربما لأنهم خُلقوا وهم يحملون “جرثومة” الكتابة، التي سرعان ما تتحول إلى "متلازمة " تجعل المصاب بها لا يعرف ماذا يفعل، سوى أن يكتب.

 

      يقال إن توفيق الحكيم كان يركب سيارة "مُتهالكة ..تعبانة " عندما الْتقى لأول مرة بالسيدة برلنتي عبدالحميد، راقصة شارع الهرم المعروفة. فسألته مشيرة إلى سيارته: من أين لك هذه؟ فقال:

 " من الأدب ". وسألها مشيرا إلى سيارتها “الكاديلاك”، “وأنتِ من أين لك هذه؟”، فقالت، مع ضحكة ماجنة:

"من قلة الأدب".

الجمعة، 7 فبراير 2025

                                                              دمشقُ في عــيون الشعراء

كتب: بشير خلف

      يكفي أن نعْـلم أن كِــتابًا واحدًا فقط وضعه مُحدِّثُ الشام ابن عساكر (499-571هـ)، يسْتعـرِض جزءًا من تاريخ دمشق، وقد شغـل ذلك العملُ الضَّخم 80 مجلدًا، ليعْــتبِره المؤرخون أحد أعظم المؤلفات في تاريخ الإسلام.

     يصف البُحتري، الشاعر العربي، حين دخل الخليفة ُالمُتوكِّــل دمشقَ من باب "داريا"، جمال المدينة، وروعــتها بقوله:

 

العيش في لــــــيل "داريا" إذا بردا

والراح تمزجها بالراح من (بردى)

 ويتابع مادحًا:

 «أما دمشق، فقد أبدت محاسنها



وقـــــد وفى لك مطريها بما وعدا

إذا أردت، ملأت العــــــين من بلد

مستحسنٍ، وزمان يـُــشْبه البلدا»

 

الاثنين، 27 يناير 2025

 

"الرديف"

              من المقاومة التونسية

             إلى ثورة التحرير الجزائرية

قراءة وعرْض بشير خلف

     صدر مُنتصف هذا الشهر (جانفي 20025) كتابٌ في مجال التأريخ لثورة التحرير المباركة في منطقة الحدود الجزائرية التونسية الجنوبية، وتحديدا عن أحداث الثورة، ومعاركها الشرسة التي خاضها أبطال الجنوب الشرقية الجزائري، على الحدود الجزائرية، التونسية، في منطقة (الرديْف) التونسية، المقابلة شرقا لربوع وادي سوف غربا.

     الكتاب من تأليف المجاهد الأستاذ المربي، المحامي عبد الحميد بسّر الذي كان مجاهدا، مُعايِشا  للأحداث، خائضًا للمعارك مع إخوانه الأبطال حتى انتهاء الثورة  في المنطقة.

 الكتاب من الحجم المتوسط، في 188 صفحة. صدر عن دار " سامي" للطباعة والنشر والتوزيع بالوادي لصاحبها الشابّ المثقّف رضا درّاجي.

       بعد الإهداء، والتقديم، والمقدمة، والتعريف ببلدة الرديف التونسية، وموقعها الجغرافي، جاء مضمون الكتاب الذي تضمّنته فصولٌ ستّةٌ:

1 ــ الرديف مقتطفات من تاريخها المجيد

2 ــ هجرة السوافة إلى البلاد التونسية: الرديف نموذجا

3 ــ هجرة السوافة واندماجهم مع أأبناء المغرب العربي

4 ــ جولة من خلال الصور لأماكن أثرية في مدينة الرديف

5 ــ ج1 شخصيات من الرديف

5 ــ ج2 بعض إطارات سوف الدارسين في الرديف

5 ــ ج3 نبذات تاريخية

6 ــ مهاجرو وادي سوف في الحوض المنجمي(منجم الرديف)

  ـــ الكتاب مُدعّمٌ بالملاحق، وذِكْـر المصادر والمراجع.

 

    قدّم للكتاب الشاعر، الأستاذ الجامعي المتخصص في التاريخ السعيد المثردي، تقديما وافيا زيّنته، وعبقته قصيدة شعرية رائعة من 18 بيتًا، من إبداع صاحب التقديم بعنوان: عبد الحميد بسّر السوفي :

«في هذا الكتاب يعود بنا الأستاذ عبد الحميد بسّر إلى بداياته في الحياة، ونشأته في ربوع  الحوض المنجمي ببلدة الرديف في الجنوب الغربي التونسي بولاية قفصة، فكان عنوان الكتاب " الرديف زهرة المناجم (من المقاومة التونسية إلى ثورة التحرير الجزائرية)»ص:07

 من المقدمة:

« لا لوم عنّي، ولا حيرة أن أكتب بل وبالأصحّ أن

أؤرّخ عن أرض ترعرعت بين أحضان أهلها الطيبين الشامخين شموخ الجبال المحيطة ببلدتهم، بل بلدتي أنا أيضا زهرة من زهور الحوض المنجمي الرديف الغالية، كبرت بين أولادها، وأشجارها، ومروجها الخضراء، ومقاعد مدارسها الغنّاء، حتى نضج فكري وعقلي؛ وأنا في كامل حريتي دون أن يزعجني ضجيج غنمها، ورعّاتهم، وغبار فسفاطها المستخرج من بطون جبالها .ص: 10 »

 «..لذا أفتخر بمن فتح ذراعيْه، واحتضننا في ساعة العُسْرة، ومسح الدموع عن عيوننا، وأنار درْب حياتنا :أهل الرديف، لهم منّي، ومن أحبابي كلّ المحبّة والمعزّة ص:11»

 

     الكتاب مُميّزٌ في عرضه التاريخي الثوري، في العلاقات التاريخية المتينة بين الشعبين التونسي والجزائري، في التلاحم والتضامن، والكفاح المشترك..

    الكتاب وثيقة تاريخية هامّة ناجعة للباحثين، والطلبة، والمؤرخين.

 

ملحوظة

    للكاتب المؤرخ عبد الحميد بسّر عدّة مؤلفات في عن الثورة التحريرية المباركة في منطقتي الجنوب الشرقي الجزائري بخاصة في منطقة الحدود التونسية الجزائرية، وكذا منطقة وادي سوفْ.

 

     

 

   

 

الأحد، 19 يناير 2025

 

الكاريكاتير ..فنّ   الإِضحاك

.. فنُّ الوخز

قراءة وعرض بشير خلف

         فـنُّ الكاريكاتير يُمثل ظاهرةً حديثةً في مجرى الفنون يسعى إلى تغيير سلبيات المجتمع، وإلى تــنمية الوعي الشخصي لكل الناس؛ من أولوياته تدعـيم الرقي الفكري، والسلوكي، وخلْق أساليب راقية ذات أهداف لصياغة أفكار جديدة عن طريق  الصمت، وتوظيف حاسّة النظر، وعــدم استخدام المصطلحات، وتقنيات الرسم التشكيلي المتعارف عليها في الرسم الكاريكاتوري, ففي الرسم الكاريكاتوري من خلال خطوط قد تبدو مجرد خربشات تقودك الرّسمة إلى مكامن الألم، وتجـسّد أشكال القهر الإنسانيِّ لديكَ, إنهُ يُعبر ذاتيا معتمداً على وضوح الرؤية الداخلية للمتلقي..

        إنّ تلك الخطوط المضحكة غالباً ما تسير قدماً لتُلامس بِكَ الجُرُحَ والآمال، والشقاء والسعادة.

     الفنّان التشكيلي القدير، المُمارس لفنّ الكاريكاتير يُشترط أن يكون ذا ثقافة واسعة، نبِهًا، ذا خبرة اجتماعية محلّيا، وطنيا، إنسانيا كي يستقي مواضيع رسوماته من الواقع، حتى تكون رسوماته بقـدْر ما هي ذات وخْزٍ، وإضحاكٍ، تكون علاجًا غير مباشر للفساد، ودعوة للإصلاح، والإرشاد.

    من الفنّانين التشكيليين الجزائريين الرّواد منذ ستينيات القرن الماضي، والذي لا يزال يمارس الفن التشكيلي باقتدار، وبإبداع جمالي، رائع، إنْ على الحجارة، أو الزجاج، أو الو، أو على الجدران، أوغيرها.

      ها هو يطرق أخيرا محراب " فنّ الكاريكاتير"، إنه الأستاذ المُربّي، الفنّان التشكيلي القدير، المبدع، الذوّاقة (بشير بلباح).

      صدر  له اليوم الأحد 19 جانفي 2025 عن دار" سامي" للطبع والنشر والتوزيع بالوادي كتابٌ متوسّط الحجم في 124 صفحة بعنوان:( رسْمُ الأشكال والحيوانات بالكاريكاتير) الكتاب

 محتوى الكتاب

 بعد المقدمة:

1 ــ الكاريكاتير.  2 ــ الأدوات المستعملة 3 ــ رسم الأشخاص

4 ــ  رسم الوجوه 5 ــ رسم جسم الإنسان 6 ــ دراسة كاريكاتورية 7 ــ نماذج للوجه البشري 8 ــ رسم الحيوانات 9 ــ دراسة لرؤوس الحيوانات 10 ــ دراسة لبعض أجسام الحيوانات.

 


 من المقدمة:  

بقلم المؤلِّف:

     منذ وقت طويل وأنا أفكر في وضع كتاب للمبتدئين، والهُوّاة يُجْلي بعض اللبس نحو هذا الفن الراقي، والذي يجهل كثيرٌ من محبيه أسراره، وخباياه. سيتعرّف القارئ في هذا الكتاب على المبادئ الأساسية البسيطة لتنفيذ رسْمٍ مقبول للموضوع الذي يختاره، فالكتاب في هذا المنطلق مُعينٌ ومُرشد للعين غير المُدرّبة، وسواء أراد الهاوي رسْم الأشخاص، أو الحيوانات بشكلٍ كاريكاتوري، فسيجد هنا أجوبة مبسطة لبعض الأسئلة، والمشاكل التي تعترضه في تنفيذ رسوماته الكاريكاتورية، والتعلّم.

   إنّ من صفات الرسّام الكاريكاتوري:

ـــ خفّة الظلّ.

ـــ الثقافة العامة، وإدراك ما يدور في عقول الناس.

ـــ الاحتكاك بالأشخاص، ومعرفة اهتماماتهم.

ـــ القدرة على التقاط المواضيع المُثيرة في وقتها.

ـــ إجادة الرسم بأبسط الخطوات لتوصيل الفكرة إلى المُتلقّي

(المقدمة.ص03)

 تنويه

الكتاب مُهمٌّ جدَّا:

ــــ للقارئ المهتمّ بالثقافة العامة، خاصة الفنون.

ــــ للطالب الباحث

ــــ للتلميذ المتعلم

ـــ للمدرسين والمدرسات في مرحلة التعليم الابتدائي.

 

 

 

                النصّ المُوازي في شعر                 عثمان لوصيف   عرض وكتابة: بشير خلف      ضمن إصدارات وزارة الثقافة والفنون الجزائر...