الاثنين، 28 سبتمبر 2020

..مهرةٌ في ثقافة النسيان

عُرف بأعماله الفكرية الرّصينة، وكتاباته الفلسفية الـمُعمّقة. كانت حياته شعلة وضاءة، وجذوة متقدة، ملأ الدنيا، وشغل الناس ردْحًا من الزمن.. قلم متميّز ساهم في إثراء رسالة الإعلام الجزائري بتقديمه لعديد البرامج الثقافية الهامة في الإذاعة. تشبّع بحبّ الجزائر، ودافع عنها أثناء الثورة وبعدها، حمل همومها. كانت له ذخيرة ثريّة من تجارب الحياة. إنّه الدكتور عبد الله شريط، المفكّر الرّائد الفيلسوف. مثلما دافع عن الجزائر، وهُوّيته استمات في الدفاع عن اللغة العربية في الجزائر، وخاض معارك شرسة من أجلها ميدانيا مع مناوئيها.

      وثّــــق تلك المعارك في مقالات نشرها على صفحات جريدة: « الشعب »الجزائرية رداً على المفكر المرحوم مصطفى الأشرف بخصوص سياسة التعريب والتعليم، التي أحدثت ضجة كبيرة في أوساط الـمثقفين الجزائريين، وعمقت الشرْخ بين أنصار اللغة العربية، ودعاة الفرنكفونية في كتاب وسمه الدكتور شريط بــــــ: «نظرية حول سياسة التعليم والتعريب»، قدّم هذه المقالات رؤى معمقة عن قضية التعريب، والصراع الفكري المعهود في الجزائر بين أنصار اللغة العربية، وأنصار الفرنسة والتغريب؛ وبسبب هذه المعركة تعرّض لحملات شعواء من قبل الفرنكفونيين، إذ اتهموه بالتعصب، وبأنه رجعي ضد العصرنة والتطور، وأشار حينها إلى أن صراعه مع الفرنكفونيين بدأ منذ صباه، حيث قال:

ـــــ «يظهر أن المفرنسين يحملون ضدي حقداً تاريخياً منذ أن كنتُ بتبسة لموقف عائلتنا الوطني من فرنسا الاستعمارية».

         ثقافة النسيان عندنا سرعان ما تُسرْبل بغبارها عن معالمنا.. اللهم ارحمْ فقيدنا شريط، واجعلْ فكره، ومواقفه مُشعّة، ومعْلمًا من معالم الجزائر الخالدة.

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...