معجم أعلام ومعالم القرآن الكريم
بشير خلف
صدر للباحث في تاريخ الفكر،
والتراث، والحضارة الإسلامية أستاذ التعليم العالي علي بن الأخضر غنابزية هذه
الأيام مُعجم أعلام، ومعالم القرآن الكريم، عن دار سامي للطباعة والنشر بالوادي،
لصاحبها الأستاذ رضا درّاجي.. صمّم الغلاف الفنان التشكيلي المبدع كمال خزّان.
المُعجم من الحجم الكبير
جدًّا (21 O30) في 609 صفحات في شكْل
مجلّدٍ.
بعد
الاهداء، والتصدير، والمقدمة، عرّف المؤلف كلمة المُعجم الذي يُقصد به الكتاب الذي
رُتِّب ترتيبا مُعجميا وفق الحروف الألفبائية، ويطْرح ضمن موادّه المتسلسلة
معلومات غزيرة؛ أمّا كلمة أعلام، ومفردها علمٌ فعرّفتها كتب اللغة بمعنى المنار،
أو الشيء الذي يُنصبُ في الطريق ليهتدي الناس به، كما قال الله جلّ جلاله:( وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ)،
ويعني المؤلف في هذا المعجم الإنسان في القرآن الكريم. معالم: مفردها معْلمٌ، وهو
ما يُستدلّ به على الطريق، أي الأمكنة التي يهتدي بها المسافر، ويستدلّ بها البشر
لتكون إشارة، ويعني المؤلف بالمعلم في هذا المعجم كلَّ الألفاظ الدّالة على شيء
بارزٍ بشكلٍ ماديٍّ ملموسٍ، أو معْلمٍ ذُكر في القرآن الكريم كالبلدان، مواقع
الغزوات، الاتجاهات الأرضية، المظاهر الطبيعية، المعالم القرآنية، المواقع
والحدود، الآيات الدّالة على المعالم.
بعد أن عرّف المؤلف بإيجاز القرآن الكريم، وثبّت عديد الآيات التي تضمّنته، وواجبات الفرد المسلم نحوه من حفظه، وإتقان تلاوته، وتدبُّره، وإتقان الاستدلال به، والعمل به، والاحتكام إليه؛ تطرّق إلى طُرُق البحث في معجمه هذا بطرقتيْن:
1 ــــ الطريقة الأولى: البحث انطلاقًا من
الموادّ الصريحة في آيات القرآن الكريم، فيكون العلم، أو المعلم واضحًا، فيتمّ
البحث عنه استنادا إلى الحروف المعجمية، فالبحث عن نبي الله يوسف الذي ورد اسمه في
سُور: يوسف، الأنعام، غافر؛ يكون البحث عنه في مادة " حرف الياء".
2 ـــــ الطريقة الثانية: يكون البحث فيها من
خلال الآيات القرآنية التي تطرح تساؤلات على القارئ، وتتحدّث عن قوم، أو موضعٍ
معيّنٍ يكتنفه الغموض؛ يقول تعالى:( وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا
تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ
بِالْكَافِرِينَ)، ( َولَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ
اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ)،( فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ
حَاشِرِينَ).
المعجم
مُنجزٌ وفق الحروف الهجائية بدءا بحرف الألف، فالعلم الأول هنا هو آدم عليه السلام
أبو البشر، انطلاقا من الآية الكريمة: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي
خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ)، فإيرادا لكل آيات آدم، وخلْق الإنسان، وعصيان إبليس.
ثم أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ابن بن خلف الجمحي، بنو أبيرق، أُحُد، الأرض
المقدسة، الأرض المباركة، أرم ذات الميعاد، آزر بن ناحور، إسحاق عليه السلام الأسرى،
الإسراء والمعراج، بنو إسرائيل، إسماعيل عليه السلام، أسماء بنت أبي بكر، أسماء
بنت يزيد، آصف بن برخيا ،آل ياسين، إلياس عليه السلام، اليسع عليه السلام، إمام،
النبي الأمّي، أميون، أمية بن خلف الجمحي، أنس بن نضر الأنصاري، أهل الكتاب، آوس
بن ثابت الأنصاري، أوس بن الصامت، أولو العزم، أصحاب الأيكة، أيوب عليه السلام،
زوجة أيوب.
ثم حرف الباء، فباقي الحروف حتى حرف الياء؛
في آخر المعجم ثبّت المؤلف جدولا مساعدا للبحث في مواد المعجم يتضمّن الآيات التي
وردت في المعجم، والسورة التي جاءت بها، الحروف التي دُوِّنت فيها في المعجم. أمّا
المصادر والمراجع عددها كبير 118: ـــ كتب التفسير: 19. ــــ كتب القصص في القرآن: 11. ــــ كتب السيرة النبوية: 17. ــــ سير أعلام الصحابة الكرام: 18. ــــــ كتب التاريخ والأخبار: 28 . ـــــ الكتب
العامّة: 25
إنّ هذا المُعجم إضافة إلى عديد المؤلفات
في التاريخ المحلي الوطني والثوري لأستاذ التعليم العالي علي غنابزية ينمّ عن همّة
عالية، وروح مشبعة بالمعرفة، والبحث عنها، وتدوينها، وإفادة الناس بها حاضرا
ومستقبلًا، وتأكيدا أن هذا المعجم من طموحات الأستاذ الدكتور يقدمه هدية لكل مسلم
ومسلمة يتمسّك بكتاب الله، ويعتزّ به، ويعمل بما فيه. فإني أختم نفسه بما دوّنه في
إحدى فقرات التقديم:
«..
والحمد لله الذي وفّقني إلى إنجازه منذ خمسة عشر سنة مضتْ، ولكنّ طباعته تأخّرت
بسبب إعراض الناشرين، والتراخي الذي اعتراني، ولعلّ في ذلك حكمة بالغة حتّى يكون
فضْلُ الله على كاتبه مُضاعفًا، وبذلُــــه سخيًّا؛ وكيف لا والمقصد هو خدمة كتاب
الله؛ فتكفّلتُ وحدي بطباعته، ومن حُــــــرّ مالي مُـــعتمِدًا على العليّ
الأعْلى؛ وأعانني مولاي سبحانه، وأنا اليوم أقــــــوم بتصديره سائلًا المولى أن
ينفع كلَّ مَنْ يطّلع على كلماته، ويهتدي به إلى سواء السبيل.»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق