الخميس، 18 مارس 2021

هل نسير إلى الهاوية؟

بشير خلف

       المشاكل الآنية في معمورتنا أصبحت تمسّ الجميع أفرادا وجماعات، فكل واحد منا أينما تواجد بات محكومًا بمصير أرضي جماعي؛ حيث تواجهنا نفس المشكلات الحيوية التي تعرض للجنس البشري؛ وتلاحقنا التهديدات المُميتة نفسها: وباء كوفيد 19، التلوّث البيئي، الجفاف، الفيضانات، الزلازل، الإرهاب والتطرّف، النزاعات والحروب، المخدّرات، ...

      إدغار موران ‏الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي في كتابه الموسوم:" هل نسير إلى الهاوية؟" يرى أن تلك الأخطار، والتسارع المحموم في كل مجالات الحياة البشرية يضع المجتمعات التقليدية في أزمات، فالحداثة تهزّ كيانها، وتزلزلها من الداخل، وهي غير قادرة على مواجهة إكراهاتها، وتبعاتها.. الكتاب الذي بين أيدينا يطرح الكثير من قضايا البشرية المعاصرة؛ فلئن كنا تجاوزنا تداعيات العولمة بأنها فُرضت على الجميع؛ فإن المصير الأرضي المشترك أبينا أم قبلنا حوّلنا إلى" وطن واحد" يجمع الكلّ، لكن في رأيي دون مساواة، ومضاعفة ترسيخ عدم المساواة في كل مناحي الحياة.

        الكتاب يصوّر أوجه التعقّد في السيرورات، ويُقرّ بالجوانب الإيجابية فيها مثلما يكشف عن التعقّدات السلبية، وينوّه كذلك إلى أننا كلما نعتقد بأن بوجود المخاطر؛ فهناك يوجد ما" يُنْقذ، ويُخلّص". الكتاب في 175 صفحة من الحجم الكبير، تمحور في:

أزمة الحداثة، ما بعد الأنوار، تحدّي العولمة، ظهور المجتمع العالمي، الثقافة والعولمة في القرن الواحد والعشرين، المجتمع ـــ العالم ضدّ الإرهاب ـــ ، الواقعية واليوتوبيا، أصولنا توجد أمامنا، هل نسير إلى الهاوية؟

      يبدو لي أن ما طرحه إدغار موران من تهديدات للوجود البشري تفاقمت، وتنوّعت، وطالما أن المساواة في حقوق التنمية، وتوزيع الثروات، والانتفاع بها معدومة، وإتاحة الفرص أمام الجميع، فإننا جميعا متجهون إلى الهاوية، وقد بيّنت الأوبئة التي أهلكت البشرية جمعاء ، على سبيل المثال: وباء كوفيد 2019 الذي أصاب الجميع، لكن الأقوياء احتكروا اللقاح لشعوبهم، ومنتجوه احتكروه دون حتى تصديره لأعضاء اتحاداتهم؛ فكيف الأمر بالدول الغير المُصنِّعة له.

     

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...