دراسة الأديان وفكرة التعايش
بشير خلف
الدين هو أحد المحركات الرئيسة للجنس
البشرى، ولا يمكن فهْم الثقافات المعاصرة المختلفة إلا إذا فهمنا الأديان المنتمية
إليها، وتعدد الأديان هو واقع حيٌّ، فلا يوجد بلد من بلدان العالم إلا ويعيش على
أرضه أجناس ينتمون إلى أديان مختلفة،( الحمد لله بلدنا الجزائر ينعم بالدين
الإسلامي وحده، ولا ننكر أقل أقليات تدين بالنصرانية واليهودية، إنما لا ظهور لها،
ولا أثر)
إن لدراسة الأديان أهمية كبيرة، منها:
معرفية الوقوف على حقيقة الأديان، والتعرف على مدى التشابه والتباين فيما بين
الأديان، وتحديد المواقف من هذا المعتقد أو ذاك، يا ليت في مجتمعاتنا العربية
المسلمة، والجزائر خاصة تحدث طفرات للخوض في دراسات الأديان المقارنة، وخاصة أن
اليهود يعرفون عن الإسلام أكثر من المسلمين، وكذلك المسيحيون، ولكن للأسف فالمسلمون
معلوماتهم ضعيفة عن الأديان الأخرى، وذلك من أجل معرفة المشترك بيننا.. خاصة أن
الأديان كلها مشترِكة في قيم واحدة تخدم الإنسانية.
الدكتورة هدى درويش، أستاذة ورئيسة قسم
الأديان المقارنة بمعهد الدراسات الأسيوية بجامعة الزقازيق بمصر تؤكد أن:
« دراسة الأديان
والعقائد تساعد في توجيه سلوكيات الشعوب على اختلاف أنواعها لأجل التعايش
والمواءمة بين الأمم، والشعوب على اختلاف ثقافاتها، ولغاتها ودرجات تدينها
وإيمانها، فالأديان تتطور سلوكات أتباعها طبقا لتطور ثقافات الشعوب، وفى ذلك يقول
«ماكس نور دوه» : «ستبقى الديانات ما بقيت الإنسانية، وستتطور بتطورها، وستتجاوب
دائمًا مع درجة الثقافة العقلية التي تبلغها الجماعة» ، فالدين والتوجهات العملية
الناتجة عن المعتقد هو محرك ثقافة الشعوب، وموجه العقول إلى السلوك القويم
والتعامل الإنساني الراقي.»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق