رجالٌ افتقدْناهم
كتب: بشير خلف
رحم، ويرحم الله العلّامة
الشيخ البشير الإبراهيمي، وهو القائل:
« يموت العُـظماء، فلا يندثر منهم إلّا العنصر الترابيُّ الذي يرجع إلى
أصله (الأرض)، وتبقى معانيهم الحيّة قُـوّةً تُحرِّكُ، وروابط تجمعُ، ونورًا يهدي،
وعِطْرًا يُنْعــشُ؛ وهذا هو معـنى العـظـمة، وهذا هو معنى كوْن العـظمة خُلودًا.»
صدر هذه الأيّام عن دار"
سامي" للطباعة والنشر والتوزيع بالوادي كتابٌ قيِّمٌ بعنوان: (رجالٌ
افتقدناهم)، تأليف الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد الأمين رحماني أستاذ أصول الفقه،
والفقه المقارن بقسم الشريعة. عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة حمة الأخضر
بالوادي.
الكتاب
من الحجم الكبير في 284 صفحة،
صمّم الغلاف الفنّان التشكيلي الموهوب كمال خزّانـ يتعـرّض الكتاب لحيوات عشر
شخصيات رحلوا عن دنيانا، أسهموا بفعالية، وأثْــروا المجال المعرفي، والفكري
الوطني، والإنساني، وتركوا بصماتهم التي ستبقى راسخة في الذاكرة المحلّية
والوطنية.
الشخصيات الدكاترة
ــ حسّان الجيلاني ــ رضا هميسي ــ
عبد الحميد جريوي ــ عبد المجيد مباركية ــ العربي بن الشيخ ــ علي خرف الله ــ علي
قصير ــ الأستاذ محمد الصالح خرّاز ـــ محمود باي ــ الأستاذ نبيل زمار.
من مقدمة الكتاب:
« إنّ لنا إخوةً أصفياء ألفْنا وجودهم بيننا، وكنّا نومّلُ أن نعيش وإيّاهم
طويلا، وأن نُحقّـق معًا مزيدًا من الأعمال الصالحات؛ وفي زحمة مشاغل الحياة لم
يكن يدور في خلد الواحد منّا أن يلتفت يومًا، فلا يجد أخاه، كنّا نحْسبُ أننا
ندّخر جهودا كثيرة منهم للمهمّات الكبيرة، والأعمال الجليلة.. لكن تأتي الساعة غير
المتوقّعة، فإذا بالمكان يفرغ فجأة، ويدلّنا بفراغه على اتّساع القدْر الذي كان
يشغله مَنْ كان فيه، عندها ندرك أننا افتقدنا رجلا، والرجال قليلٌ. :06»
« ...وهكذا كان اختياري للكتابة عن الشخصيات العشر التي توسّمتُ فيها
الخير، وجمعني القدر مع أكثرهم في أعمال مُشرِّفة، تأثّــرْتُ لفقْـدهم ، وتعـثّرْتُ
لافـتقادهم؛ إنهم رجالٌ تـنطق أعمالهم بما كانوا عليه من الجهد، والاجتهاد ..ذهـبوا
إلى بارئهم، وبقيت آثارهم تـتحدّثُ .ص: 07»
أشاطر المؤلف فيما ختم به
كتابه، وهو أمنية كل جزائري أصيل، مُحِبٍّ لبلده الجزائر، غيور عليها، ومُثمِّنٍ
لكلّ من قدّم الكثير، أو القليل لأمنا الجزائر الحبيبة:
« إنّ في بلدنا الجزائر شخصيات علمية رفيعة المستوى، لم يُحسن الناس
الانتفاع بما تميّزتْ به من مؤهّلات؛ بل ولم يقدّروهم قدْرهم، ولم يحترموا نبوغهم،
وتفوّقهم؛ ولا أبالغ إن قلت: " إنّ جزءًا كبيرا من معاناة النابغين، والمجتهدين أتى نتيجة لهذا
الاجتهاد، وذاك النبوغ، والتميّز".
لقد غادرت دنيانا شخصياتٌ كثيرة متميّزة في
هدوء، وصمْتٍ رهيبين دون أن يأبه لفقدهم إلّا المقرّبون؛ وتمرّ الأيام والسنوات،
وتـتلاشى في الأذهان تـلك الصور المشرقة، والأعمال الجليلة لأولئك الراحلين. ص:
265 »
الأستاذ الدكتور إبراهيم
رحماني، باحثٌ نشيط من الطراز الأول، ومؤلفٌ غزير، في كل سنة يفاجئنا بالجديد من
مؤلفاته التي بالكاد تقترب من العشرين مؤلَّفًا، إضافة إلى المجلات التابعة لمعهد
العلوم الإسلامية: تحريرا، وتنسيقا، وترتيبا دون توقّفٍ منذ سنوات.
أشكره جزيل الشكر على إهدائي
نسخة من كل كتاب أصدره، وخاصة كتابه الأخير" رجال افتقدناهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق