كل مُمارسٍ لنشاطٍ مجتمعيٍ ما.. هو
مثقفٌ
كتب: بشير خلف
بهذا التعريف يتسع مفهوم الثقافة لينضوي
تحته جميع الذين يقاربون الفعل الثقافي بوصفه عالَماً من الرموز يشمل العلم،
والفكر، والفنون، والآداب، والمجال الديني. يدخل ضمْن هؤلاء حسب الفيلسوف الإيطالي
غرامشي أولئك الذين يعملون على تعميم الثقافة من خلال المهنة التي يمارسونها:
كُتّاب، مفكرون،
ناشرون، وموزعون، ومنْ في حكمهم كالحرفيين الذين يبدعون في حرفهم العادية،
ويجتهدون في إضفاء الإبداعية الجمالية والفنية على ما يُـنتجونه كالنجارين، والنحّاسين،
والحدّادين، والنسّاجين، والحذّائين و ...
يرى
غرامشي الفيلسوف الإيطالي أن الطبقات تفرز مثقفيها بقوله :
« كل طبقة أساسية
تقوم بخلق وإعداد شريحة، أو أكثر من المثقفين يوفرون لها تجانسا، ووعيا بدورها ليس
في المجال الاقتصادي فحسب، بل أيضا في المجالين السياسي والاجتماعي.»
أي أن المثقفين متواجدون في مجمل العلاقات
الاجتماعية، فهم يتوزعون على مختلف المجموعات الاجتماعية، بحيث أن لكل جماعة
اجتماعية مثقفيها. وبهذا يتحدّد دورهم داخل المجتمع، حيث ينحاز المثقف
"التقليدي" إلى الجماعات الآيلة للزوال، ويقف المثقف "الجديد"
موقف الفاعل الذي ينتقد الأوضاع القائمة ويستنفر الجهود لإحداث التحول الاجتماعي
الذي يحرّض عليه ويشارك فيه.
{ من كتابي:
مؤانساتٌ ثقافيةٌ ص:24
الصادر عن وزارة
الثقافة سنة2011}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق