التاريخ الاجتماعي للجزائر والشخصية الوطنية
خلال العهد العثماني:(1519 ــ 1830)
قراءة وعرْض: بشير خلف
عُـرِفت الجزائر عبْر مراحلها
التاريخية بأمجادها الحافلة، وإنجازاتها الناصعة، والمنبعثة من أفكارٍ، وأيادي
أبنائها البررة، فصارت نبراسًا مُنيرًا في صفحاتها الخالدة؛ وتجلّت، وتتجلّى
الحياة الاجتماعية بمظاهرها الثقافية، والدينية البارزة في مختلف طبقاتها، والتي
نبعتْ منها:(الشخصية الوطنية في العهد العثماني.)
في هذا الإطار البحثي ضِمْن التاريخ الحديث، والمعاصر:
صدر للبروفيسور الأكاديمي، النشط، الباحث، المؤلف،
المتخصص في التاريخ بجامعة حمة لخضر بالوادي منذ أيام كتابٌ عن دار "
سامي" للطباعة والنشر لصاحبها الأستاذ المثقف رضا درّاجي كتابٌ من الحجم
المتوسط 24. 16 سم، في 217 صفحة.
بعنوان: (التاريخ الاجتماعي للجزائر، والشخصية الوطنية خلال العهد العثماني:(1519 ــ 1830)
بعد الإهداء، والمقدّمة، كان المتْنُ في أربعة أقسام:
1 ــ الخلافة وعناصر الشخصية الجزائرية في العهد
العثماني.
2 ــ الدور الاجتماعي للعلماء في الجزائر، وإفريقيا
وأثرهم الدعوي والصوفي.
3 ــ تأثيث المجتمع المحلّي، وعلاقته ببايلك الشرق
الجزائري.
4 ــ المجتمع الجزائري والعلاقات الداخلية والخارجية
في العهد العثماني.
وممّا جاء في مقدّمة الكتاب:
« إن العهد العثماني للجزائر يمثّل منعطفًا هامًّا
تبلور فيه المجتمع الجزائري، وأخذت الشخصية الوطنية تتجذّر من خلال الوحدة
الترابية للوطن الذي كان سابقًا، موزّعا بين الدول المجاورة في الشرق الحفصي،
والغرب المريني ضمن التداخل، والصراع الذي مثّل حركة المدّ، والجزر، وحُسِم في هذا
العهد بتحرير حدوده الحالية، بعد كفاحٍ مرير، وجهود بُذِلتْ ممّنْ سهروا على تحقيق
الوحدة الكاملة.
وسهر الحُكّام
الأتراك في الجزائر على حماية البلاد، وصيانتها، فتركوا اللغة العربية سيّدة في أرضها
تنمو، وتترعرع، يتمّ بها التحصيل العلمي، وتُدوّن بها المعارف، وتُؤلّف بها الكتب
والمصنّفات، وهي إلى جانب ذلك لغة الخطاب، والبلاغة، والمعاملات اليومية؛ كما
صانوا الدين الإسلامي الحنيف، ورفعوا مقامه عاليا، مجّدوا ذكْره، وشجّعوا الزوايا،
والمساجد في نشاطه الدؤوب، وخاضوا تحت رايته الغرّاء (الجهاد) في سبيل الله، والذي
صار نعْتًا على الجزائر التي عرفها الناس يومئذ باسم (دار الجهاد).
وكان الشعور بالانتماء للجزائر راسخًا لدى الأتراك،
فلم يتنكّروا للبلد قيد أنملة؛ بل دافعوا عليها إلى آخر رمقٍ، وبذلوا أقصى ما عندهم
من جُهْدٍ؛ ولكنّ الخصم كان أقسى، فسقطت البلاد، ولم تسقط الهُوّيّة. » ص:06
...هي الشهادة الصادقة.. شهادة الباحث، الوطني الذي همُّه الحقيقة، كما همُّه إثبات مكوّنات هُوّيّة الأمة الجزائرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق