الثلاثاء، 23 أبريل 2013

المنتدى العلمي الأول لمدرسة الفلاح بخبنة الرقيبة



المنتدى العلمي الأول لمدرسة الفلاح بخبنة الرقيبة
بقلم: بشير خلف
      اختُـتمت فعاليات المنتدى العلمي الأول لمدرسة الفلاح بخبنة الرقيبة مساء يوم السبت 20 أفريل 2013 الذي أشرفت على تنظيمه شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فرع الرقيبة برئاسة الأستاذ الإعلامي فالح صالح، علمًا أن الافتتاح تمّ مساء يوم الجمعة بحضور مميز من الأساتذة والضيوف، والأئمة، وتلاميذ مدرسة الفلاح القدماء، والسلطات المحلية والأمنية، والمواطنين الذين اكتظّ  بهم المسجد، ومن الضيوف الذين حضروا مدير الشؤون الدينية المعيّن حديثا بالولاية.

      المنتدى حدثٌ ثقافي تربوي، وتاريخي مميز في المنطقة لكونه ينفض الغبار عن مآثر وأعلام كادت عجلة الحياة المتسارعة أن تركنها إلى النسيان، بالرغم أن هذه المآثر منْ صنعوها لا يزالون أحياء.
        المنتدى العلمي ركْز منظموه على نفْض الغبار عن تاريخ مدرسة الفلاح التي أسسها وبناها سكان بلدة الخبنة المحليون بالمواد المحلية، نظرا لتعطشهم للمعرفة، وتأثرهم بمدرسة النجاح بقمار التابعة حينها لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ليتم تجهيزها، وبخاصة المناضد التي جُلبت من هذه المدرسة التي كان يديرها العلاّمة المرحوم الشيخ الطاهر تليلي.. 

وبمجرد إنجازها فتحت المدرسة أبوابها لأبناء البلدة ذكورا وإناثا، والذين من أجمل الصدف أنهم لا يزالون، وحضروا هذا المنتدى ذكورا وإناثا، وتمّ تكريمهم في حفْل الاختتام في جوٍّ مؤثر بهيجٍ.
        علما أن المدرسة وحسب الروايات الشفوية لتلاميذها وسكان البلدة استمرت في أداء رسالتها التربوية والدينية مدة أربع سنوات تحت إدارة الشيخ محمد التركي أطال الله في عمره الذي كان مديرا، ومعلما، ومربيا ، وموجها حكيما غير أنه لمّا اشتدت الثورة التحريرية المباركة عمدت سلطات الاحتلال الفرنسي لتوجيه تحذيرات، بل وملاحقة الوطنيين، وعلى رأسهم الشيخ التركي بعد التخوّف من حركته العلمية في الجهة، ممّا أدّى إلى بالسلطات الاستعمارية الفرنسية إلى غلْق المدرسة حتى سنة 1963م ،حيث تمّ فتحها من جديد، وإلحاقها بوزارة التربية الوطنية ليكون أول معلم بها الأستاذ الشايع بن سالم.

       للعلم أن مدرسة الفلاح في تلك الفترة كانت برامجها التعليمية من برامج مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، برامج متطورة في كل المواد.
        صبيحة اليوم الثاني للمنتدى خُصّصت للمحاضرات والشهادات الحية لتلاميذ مدرسة الفلاح، إذ ركزت المحاضرة الأولى التي قدّمها الأستاذ  الجامعي موسى بن موسى وكان موضوعها دور مدارس جمعية العلماء قبل ثورة التحرير، تلتها محاضر ثانية بعنوان: دور جمعية العلماء في محاربة الفكر الاندماجي قدمها الأستاذ الجامعي حسّونة عبد العزيز، والمحاضرة الثالثة من تقديم الدكتور زقب عثمان أستاذ بجامعة الوادي موضوعها دور الشهادات الشفوية  في تدوين التاريخ.
      لتختتم الجلسة الصباحية بعرض شهادات حية بواسطة جهاز العرض لمن كانوا تلاميذ في مدرسة الفلاح, وكانوا متواجدين في الجلسة ليُفتح حوار حي بينهم، وبين الحضور عن المدرسة، وتلاميذها، وبرامجها، وكيفية الدراسة بها، والعلاقة فيما بينهم، وبين الشيخ محمد التركي.
      جلسة الاختتام مساء اليوم الأخير خًصصت للتكريمات وإلقاء الكلمات المنوِّهة إذ كان التكريم الرئيس للشيخ محمد التركي المقيم ببسكرة، ينوبه ابنه، وابن أخته، كما كان التكريم للأستاذ المربي والكاتب ابن البلدة والمقيم بالجزائر، ثم كان تكريم آخر مميز، وأعطى لاحتفائية الاختتام نكهة خاصة تمثّل في أن يكرم الأبناء آباءهم الكبار حاليا، والذين كانوا تلاميذ مدرسة الفلاح، ومسّ التكريم الرجال مثلما النساء اللاتي حضرن. كما مسّ التكريم بطبيعة الحال المساهمين، وكل الذين لهم دورٌ في إنجاح المنتدى.

         كان منتدى طيبا أسس لتقاليد ثقافية تاريخية  يراهن منظموه على استمراره، وتوسيعه مستقبلا عبْر كل تراب البلدية، وللذكر فإن الأستاذ الإعلامي فالح صالح أدّى دورا كبيرا في تحضير وتنظيم، وتسير المنتدى، أعمال كهذه تدخل في دور المثقف العضوي، فالثقافة عملٌ وإنتاجٌ، وتواجد، وتنوير للمجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...