محمد الهادي الحسني يُكرّم
وسط حضور كوكبة من علماء ودعاة ومفكري الجزائر
يتقدّمهم العلاّمة الشيخ محمد طاهر آيت علجت؛ كرّمت مؤسسة الشروق للنشر والإعلام فضيلة
الشيخ محمد الهادي الحسني تقديرا لجهوده الكبيرة في خدمة العلم والثقافة والقيم الإسلامية
والنضال المتواصل في سبيل تعريب المؤسسات وفضحه أعداء البلاد والعباد، التكريم تخللته
العديد من المداخلات الهامّة من العلماء والمفكّرين الذين تعرفوا بالشيخ عن قرب كالشيخ
محمد صالح الصديق والعربي دماغ العتروس وعبد الرزاق قسوم الذين أثنوا خيرا على الشيخ
وبيّنوا الخصال الحميدة التي عرف بها وأثنوا على مبادرة الشروق السنوية التي تتذكّر
العلماء والدعاة في حياتهم، ليختم اللقاء بإهداء الشيخ "برنوس الشروق" الذي
ألبسه إيّاه كل من الشيخ الفاضل محمد طاهر آيت علجت ومدير مؤسسة الشروق علي فضيل مع
إهدائه وسام شرف واستحقاق جزاء لجهوده النافعة في خدمة الدين والوطن أمام ترحيب كبير
من الحضور القوي الذي حظي به التكريم، وعند تناوله الكلمة شكر الشيخ محمد الهادي الحسني
كل من حضر أو أثنى عليه خيرا، وهو ما اعتبره توجيها منهم كما بارك خطوة الشروق التي
كان أحد مهندسيها.
الحسني يشيد بـ"الشروق"
ويشكر شيوخه وأساتذته
أبدى الأستاذ محمد
الهادي الحسني تأثره بتكريمه من مؤسسة "الشروق" التي عايشها منذ بداياتها
الأولى، وتقدم بالشكر الجزيل للقائمين عليها الذين أحسنوا التعامل معها، وقال مخاطباً
الجمع الذي شارك في تكريمه "أشهدكم أني أقول إني لم أتلقّ أي ملاحظة أو توجيه
حول أي مقال كتبته في الشروق منذ بدايتها، ولم يتعرض أي واحد منها للقص أو التغيير ".
وأبدى الهادي تأثره
بكتابات بلقاسم سعد الله، وأفضال محمد الصالح الصديق ومساهمته في تحبيب القراءة والعلم
إلى نفسه، وقال "محمد فارح دفعني دفعا للكتابة بعدما رأى فيَّ ما يصلح"،
كما أكد الحسني كرهه لفرنسا مستشهدا بكتاب "تكون التخلف في الجزائر" مؤكدا
"أنا لا أتجنى على فرنسا لكن من أبنائها من اعترف بما ارتكبته من جرائم، إذا كان
هناك مستعمرٌ أكثر سواداً من فرنسا فإن الله لم يخبرني به ".
وكشف الحسني للحضور
خلال حفل تكريمه بـ"الشروق اليومي" حادثة حذف مقطع من النشيد الوطني المتعلق
بـ:"يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كما يطوى الكتاب" والذي نُسب إليه
بحكم عمله بشركة النشر والتوزيع، ودافع أحدهم عنه قائلا: "لو قلتم أن الحسني ارتدّ
لصدقتك أما أن يحذف شيئا يسيء للوطن فهو غير صحيح"، وأشار خلال الكلمة التي ألقاه
إلى كلمة القرآن التي تتردد على لسانه والتي كان الفضل فيها للأستاذ عمار مرزاق عالم
زيتوني، الذي كان ينصحني بالقول: "إياك أن تترك هذا السبيل وقد لاحظ هذه اللازمة
في حديثي ".
العلامة آيت علجت:
"لم أجد في الناس للحسني شبيهاً وهو يذكّرني بالورتلاني "
تحدث العلامة محمد
الطاهر آيت علجت في بداية مداخلته عن القبول الذي يحظى به الهادي الحسني وسط الناس،
قائلا "ما رأيت ولا عرفت أحدا لا يحب الحسني لوطنيته وعلمه وتواضعه مع الصغير
والكبير، الغني والفقير، البسيط، العامّي والمسؤول لأنه لا يخاف في الله لومة لائم،
وهو عندي أقرب الناس إلى الشيخ الفضيل الورتلاني، وتجمعهما أربعُ صفات أساسية وهي الصدق،
العلم، التفاني والوطنية، ما تفرقت من الصفات عند الناس اجتمعت عند الحسني، الذي أعتبره
رحلة زمان ومتعة مكان حيثما حل نفع وأفاد، هو كالغيث أينما حل نفع، آخر ما أقوله في
حق الحسني أنه قرآن يمشي على الأرض، وهو بذلك أشبه الناس برسولنا الكريم محمد عليه
أزكى الصلاة والتسليم، حفظك الله أيها الابن البار".
على فضيل المدير
العام لـ"الشروق" يشيد بمناقب الحسني:
"أسلوبه الشيق
جلب الأنظار والأسماع ولن أفيه حقه مهما تحدثت عنه"
ألقى السيد علي فضيل
المدير العام لـ"الشروق اليومي" كلمة بمناسبة تكريم الشيخ محمد الهادي الحسني،
مشيدا بجهوده الكبيرة في نشر رسالة العلم والدعوة والقيم الإسلامية، واصفا اليوم بـ"التاريخي"
كونه يحتفل بعَلم من أعلام الجزائر، وداعية من الذين أسسوا للسنة الكريمة، حيث أشاد
بخصاله قائلا: "الشيخ الحسني واحد من الذين شجعونا من خلال هذا المسعى لنبرز الأجيال
الصاعدة ومن أهمِّ رموزنا، كان من بين كتاب جريدة "الشروق العربي"، وصاحبنا
في تأسيس "الشروق اليومي" من خلال صفحة "أقلام الخميس"، الشيخ
الحسني من القلائل الذين وظفوا أحداث التاريخ توظيفا جيدا، ونجحوا في إنجاز إسقاطات
على أحداث الواقع، تمكن الحسني من الجمع بين الوعي التاريخي والحركي، وامتاز بأسلوبه
الشيق الذي جلب الأنظار والأسماع، الشيخ كما يحلو لي مناداته، جال مختلف المساجد والمؤسسات
بأسلوبه المعروف، فكان مطلوبا بكل ربوع الوطن، وذكر المدير العام في هذا السياق الدور
الذي لعبه الحسني في إنجاح الندوات التكريمية التي نظمتها "الشروق"، ومهما
تكلمت عنه لن أفيه جميع إنجازاته ومكارمه وأفضاله على الشروق وعلى الأمة العربية والإسلامية".
عبد الوهاب حمودة
أمين عام سابق لوزارة الشؤون الدينية:
"الحسني نجح
في الجمع بين المدرستين الإصلاحية والصوفية"
رجع عبد الوهاب حمودة
أمين عام سابق لوزارة الشؤون الدينية في حديثه
سنوات إلى الوراء، إذ عرف الهادي الحسني في ظروف صعبة كان الواحد فيها إذا أصبح لا
ينتظر المساء، ومع تعيينه على رأس مديرية الثقافة لوزارة الشؤون الدينية، دعا الحسني
إلى مساعدته فأجاب وأدى الأمانة وكان خير الناصح والمعين.
وأضاف حمودة:
"سافرنا مع الحسني إلى الكثير من الأماكن، كان مدافعا عن الإسلام المعتدل، نجح
في الجمع بين المدرسة الإصلاحية والصوفية بمخالطته ومدارسته للكثير من الشيوخ والعلماء،
كان مجاهدا باللسان والقلم، جاب الجزائر كلها وركز على الإباضيين الذين كانوا مضيافين
وكراما، كان إصلاحياً على منهج الإمام عبد الحميد ابن باديس، وحضر الكثير من ملتقيات
الصوفية، وعندما كنا في مديرية الثقافة ومطالبين بتحضير الأحاديث الدينية في التلفزيون
الجزائري أثناء سنوات الجمر، كنا نتناقش فيما ينبغي أن نقول وكيف نقوله، فلخص الهادي
الموضوع بجملة قال فيها "نحن مطالبون بإرضاء الله وعدم إغضاب الحاكم وإفهام الناس".
قالوا في الشيخ الهادي
الحسني
لمين بشيشي:
"الحسني داعية فهم روح الإسلام الحقيقية"
اختصر لمين بشيشي
مناضل بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين كلمته بأربع عبارات اختصر من خلالها شخصية
محمد الهادي الحسني قائلا "هو رجل نادر في هذا العصر، معروف بثباته على الحق،
يقول الحق ولو كان مرا ولا يخاف في الله لومة لائم، أعطى للإسلام روحه الحقيقي، فهم
مقصد الرسالة وبلغها على أحسن وجه، نحن معك ووراءك، ثبتك الله ورعاك".
د. محمد ايدير مشنان:
"الحسني درّس في المسجد وهو في فراش المرض"
ركّز الدكتور محمد
ايدير مشنان أستاذ الفقه في جامعة الجزائر في كلمته على همة الشيخ الهادي الحسني وحرصه
على عدم الإخلال بمواعيده حتى ولو كان ذلك على حساب صحّته، وتحدث عن قصة عايشها بنفسه
بمناسبة المولد النبوي الشريف منذ سنوات، إذ كان الحسني على فراش المرض، لا يستطيع
الحركة بسبب إصابة في العمود الفقري، فألزمه الطبيب بعدم مغادرة الفراش مهما حصل
"في تلك الفترة بُرمج للحسني درسٌ في المسجد عشية المولد النبوي الشريف، للحديث
عن صفات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فأجاب الدعوة وقدّم الدرس على فراش المرض،
وحينها قال كلمة شهيرة للذين طالبوه بضرورة التقيد بتعليمات الطبيب "عصينا الله ولا نعصي الطبيب؟".
عبد الحليم قابة:
"الحسني بذل جهود دولة في بعث جمعية العلماء"
أكد الدكتور عبد
الحليم قابة، رئيس لجنة الافتاء بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أن محمد الهادي
الحسني بذل جهود "دولة" في بعث نشاط جمعية العلماء، خاصة في المؤتمر التأسيسي
الذي كان فيها شديد اللهجة مع المثبِّطين الذين وصفهم بجماعة "اقترحوا" لأنهم
كانوا يعتمدون على الاقتراحات السلبية وكان الحسني حينها حريصا على لم الشمل ونبذ الفرقة.
وذكر المتحدث قصة طريفة للحسني مع أحد المشايخ الذين
تكاسلوا عن الكتابة في أسبوعية "البصائر" فقال له الحسني بعد إلحاح كبير
"أنصر دين باباك"، وقال قابة إن الحسني كان صريحا وواضحا في كلامه لا يعرف
النفاق ولا المراوغة، وأكد أنه شاهد على الصدق في أعمال الهادي الحسني الذي كان ولا
يزال شمعة من شموع الجزائر.
زبير طوالبي الثعالبي:
"لا يمكن تصور جمعية العلماء دون الحسني"
عرفته في أوائل
1986 عندما كنا معا في باريس، ولم تدم لقاءاتنا طويلا بعدما عاد الهادي الحسني إلى
الجزائر، وتوطدت علاقتنا بعد سنة 2000 بفضل الشيخ عبد الرحمان شيبان رحمه الله وعبد
الرزاق قسوم، ولم نفترق منذ عودتي إلى جمعية العلماء المسلمين حيث بقي الحسني ابنا
للجمعية وإن لم يعد إلى الهياكل الرسمية الآن، وهو مسجل من المؤسّسين، وكان وفيا لمبادئها
يحاضر كلما دعي إلى ذلك. كان وفيا لابن باديس وشيبان والإبراهيمي وقسوم، اكتشفت أنه
إذا احب أحب بقوة وإذا كره كره بقوة ولكن من دون ظلم. أتذكر أن الشيخ شيبان بعد حادثة
انسحابه مع قسوم والدراجي، قال "جمعية العلماء بدون قسوم والحسني لا تساوي شيئا".
محمد العربي دماغ
العتروس "أشترك مع الهادي في ثلاثة"
أشترك مع الهادي
الحسني في ثلاثة أشياء حبه للعربية والإسلام وكراهيته للاحتلال الفرنسي.أنا أتماهى
معه في هذا الاتجاه، عرفته يوم التقينا في وزارة الشؤون الدينية، وقامت بيننا علاقات
محبة، كان ينتصر للقيم الحضارية الإسلامية في وقت يتقاتل المسلمون شرقا وغربا. الحسني
ينبعث من مقالاته شيء من الضوء والاطمئنان.
محمد المهدي القاسمي
الحسني: "الهادي يكتب بأحرف من نار ونور"
علاقتنا تعود إلى
فترة تواجده بالمؤسسة الوطنية للكتاب ووزارة الشؤون الدينية، عشنا فيها أزهى سنوات
العمر، عرفنا فيها نخبة من علمائنا. أسطو في بعض الأحيان على ما يكتب لتشابه الأسماء.
جاءني قارئ من برج بوعريريج ليهنئني على ما أكتب ولما عرّفته بأن الذي يكتب تلك المقالات
التي قصدها إنما هو محمد الهادي الحسني ولست أنا حمّلني رسالة إليه بتحيته. يكتب الحسني
بأحرف من نار عندما يتعلق الأمر بأعداء الأمة، وبأحرف من نور عندما يتعلق الأمر بالإسلام
ورجالاته.
محمد الصالح الصديق:
"أيها الحسني لا تمت قبل أن تموت"
الهادي الحسني من
أبنائي الروحيين الذين أعتز بهم لنجابتهم وعلمهم وأخلاقهم. في شريط الذكريات من ثانوية
عبان رمضان فإن الابن الروحي الهادي الحسني يبرز طالبا ببسمته كلما قدمت إليه سؤالا.
ترك الهادي البلد إلى الكويت وكان يستنصحني دائما وما زلت أحتفظ ببعض رسائله وصوره.
اجتمعنا في وزارة الشؤون الدينية لسنوات وسافرت معه وعهدته متخلقا وطيبا. وظروف السفر
لم تغير الهادي الحسني. يتمتع بثقافة واسعة، وحقده على الاستعمار جعلني أطلب منه أن
يكتب مقدمة لكتابي "الرافضون عبر التاريخ ". شخصيته تقوم على الوطنية وحبه
للجزائر. أوصيك بوصية أجمع لك فيها علم العلماء وطب الأطباء وهي: لا تمت قبل أن تموت.
عبد الرزاق ڤسوم:
"جوانب العظمة تتنوع في شخصيته"
ماذا أقول في الهادي
الحسني وكيف أقدمه؟ لذلك من الصعوبات التي تواجه كل من يتحدث عن الهادي الحسني لتنوع
جوانب العظمة والإبداع في شخصيته. جمعتني به الأخوة في أنبل دلالات الإخاء. شخصيته
تتعب الكاتب عنها لأنه لن يستطيع إيجاز ذلك في دقائق، فـ"لا يقدّم قسوم بلا حسن"
مثلما ذهب إلى ذلك الشاعر الإباضي محمد ناصر. ثلاثية محمد الهادي الحسني بها يغوص في
العقيدة والانتماء، كل جزء يحيل إلى أصالة إسلامية متعمقة. نلتقي به في مجالات شتى
من العمل العلمي والدعوي، إذا كتب كان الكافي الشافي، وإذا تحدث كان الداعي والواعي،
وهي مواهب قل أن تجتمع في الخطباء والمتحدثين، وإذا بحث كان المدقق والمحقق، هو مؤرخ
واجتماعي وواعظ ونفساني وأديب، أنيق حتى في ملبسه لا تأخذه في الحق لومة لائم.
عبد الله عثامنية:
"مقالة للحسني يساوي ثلاثة كتب"
عرفته في أواخر الثمانينيات.
لما أقرأ مقالة محمد الهادي الحسني أحس كأني قرأت ثلاثة كتب. مواقفه الوطنية تذكّرني
بشخصية الشيخ العربي التبسي رحمه الله، والذي رفض مغادرة الوطن برغم الفرص التي أتيحت
لكليهما، ففي سنوات الخمسينيات اشتدت وطأة اليد الاستعمارية على العاصمة وعرفت خروج
عبان رمضان من السجن، فبعث عبان أحد الأشخاص إلى الشيخ العربي التبسي وقال له سأزوّر
لك جواز سفر لأن هناك من يخطط لقتلك، فرفض وقال للرسول من يبقى مع الشعب إذن؟
أمحمد بن رضوان الوزير
الأسبق للشؤون الدينية:
"كنا نسجل دروسا
لإرضاء الله ثم الحكام وكنت أخذ بنصائحه"
تساءل البروفيسور
أمحمد بن رضوان، الوزير الأسبق لوزارة الشؤون الدينية، إن كان يحق له الحديث عن الأستاذ
محمد الهادي الحسني الذي كانت تربطني به علاقة منذ 30 سنة مضت، قائلا: "وجدته
في الوزارة وبقينا معا إلى غاية خروجنا في ظروف مماثلة، أستذكر في أواسط الثمانينيات
وزارة الشؤون الدينية، كانت ترى في بعض الوجوه إمكانية إلقائها للدروس الرمضانية قبل
أذان المغرب، حينها رافقني الهادي الحسني بالسيارة إلى مركز التلفزيون، وكنا نسجِّل
بعض الدروس، من أجل إرضاء الله ثم الحكام وبعدها الشعب، الأستاذ الحسني كان يرافقنا
في أغلب التجولات داخل الجزائر، كنت آخذ بنصائحه كثيرا، ممن لا يكتمون شيئا في صدورهم،
وله قدراتٌ علمية يستحق هذا التكريم في الحياة قبل الذي ننتظره من الله سبحانه وتعالى.
العقيد محمد رمضاني
يكشف:
"أشرفت على
تدريبه بالأكاديمية العسكرية وحرصت على إبقاء علاقة الصديق لا الرئيس"
أبرز العقيد محمد
رمضاني، محامد وخصال الأستاذ الحسني، الذي كان يشرف على تدريبه بالمدرسة العليا للأسلحة
بشرشال "معرفتي بالناشط المثقف كانت سنة 1970، يمتلك معالم بناءة كثيرة نشرها
في مختلف وسائل الإعلام والمجالات، كان ينشط في المجال الثقافي والديني فهو يعتبر من
أنشط المثقفين، مجتهدا في أفكاره وكتاباته مجهرا بها دون خوف أو تردد، لا يعرف الملل
ولا الكلل".
ويضيف رمضاني أن
الحسني كان مواظبا على حضور الدروس التي تعقد مساء لأن الفترة الصباحية كنا نقضيها
في تكوين الضباط بالمدرسة العسكرية، كان من القلائل الذين أراجع معهم خلاصات الدروس
كأمثال جبار جبار، لخضر شريف، أيت مهدي بوروبة، وهذا لترسيخ الدروس في الذاكرة قبل
موعد الإمتحان، تمكنت بفضل دعمهم من التوفيق بين الأكاديمية العسكرية والجامعة، فدرسنا
معا المنهجية العامة، الحسني كان يتميز بالأخلاق الفاضلة والتمكن من اللغة العربية،
وحين تم إستدعاء الحسني لأداء الخدمة سنة 72ـ73 بالدفعة الثامنة حرصت أن يكون في فصيلة
الضباط الإحتياطيين، كما كنت أحرص على أن تكون علاقتي به علاقة صديق لا رئيس، محمد
الهادي الحسني كان يتحلى بالانضباط العالي وحسن التعامل مع زملائه القادمين من مختلف
أنحاء العالم على غرار الأوربيين والأمريكيين.
الكاتب والمفكر أمين
الزاوي:
"الحسني قدّم
الكثير للكتاب حين كان يُعزل ويُهمش"
قال أمين الزاوي المفكر والروائي في يوم تكريم الأستاذ
الهادي الحسني: "صديقي أغبطك في هذه الصبيحة لأنك توسم من قبل من يمتد بهم العمر
قرابة القرن، جمعتنا على التحية والإكبار لما تقدمه من إنجازات، أريد التحدث عن ثلاثة
أشياء ما يجمعني بك وما نختلف فيه، بيني وبينك الكثير من الشركات لخدمة الوطن والأمة
الإسلامية".
ويضيف الزاوي:
"صديقي حينما أتمعن مسارك يكون المحور الأول الذاتي، وحين إشتغلت بالمؤسسة الوطنية
للكتاب، وقدمت الكثير للكتاب في الجزائر وخاصة باللغة العربية، حين كان الكتاب يعزل
ويهمش ويشهد لك العلماء والمثقفون بذلك وأنا منهم، أما المحور الثاني فأجد في الهادي
الحسني هذا الرجل بشوشا لا عبوسا، تدخلني البهجة والفرحة، رجل جميل بهندام راق جدا
من سمات الحضارة ووجه من وجوه الموثق المتنور، أما المضمون فهو لا ينقصك حين أقرأ لك
أقرأ من مصطفى لكبابطي وبلقاسم سعد الله، عرفت منك عن ابن سمايا الذي كان يعلم المنطق
وأفتى المنطق من حصانه. لازلنا لم نؤسس لثقافة مقاومة حقيقية لأني عندما أستمع لواقع
الثقافة العربية أشعر بحرج، فالعمل لايزال كثيرا والمهمة لا تزال ثقيلة، فأنت واحد
من حملة هذا العبء، وواحد من بررة الكتاب وبررة هذا البلد.
محمد لمين بلغيث
أستاذ التاريخ الإسلامي:
الهادي شمعة تضيء
سماء المعرفة في الجزائر
أبدى محمد لمين بلغيث، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة
خروبة، إعجابه بالشيخ محمد الهادي الحسني، ومواظبته على قراءة مقالاته وتحليلاته، مبرزا
تميزه وكتاباته بجريدة الشعب آنذاك، قائلا: "الحسني كان ينبع من قلوب صافية، متميز،
أحبَّ العربية ودافع عن مبادئ الإسلام والوسطية، فضح مكائد فرنسا، فهو أستاذ ورجل كريم
وشمعة تضيء في معرفة الجزائر، الهادي الحسني أفتقده طلبتُه بكلية أصول الدين بجامعة
خروبة حين تقاعد، أستاذ جميل "حطة" سواء كان يرتدي اللباس الإفرنجي أو اللباس
التقليدي الجزائري، الهادي عرفنا بالأعلام المغمورين بالجزائر من بينهم صالح الشريف
التونسي الذي يعد من رفقاء دربه في جامعة الزيتونة، كما عرفنا بعالم محمد الشريف السنوسي
وبالحركة السنوسية وأعمال السنوسيين، كان رائدا متميزا حين أشرف على طباعة الكتاب العربي،
ومن أهم ما تميز به إشرافه على إعداد مجلة تكون لسان حال منها "مجلة الموافقات"
والتي كانت تزيد صفحاتها من 600 إلى 700 صفحة، الحسني كان له دور راق بكلية العلوم
الإسلامية.
الدكتور أحمد بن
نعمان:
"الحسني يتميز
بالعظمة والكتابات "الشاقورية"
تبنى أحمد بن نعمان صاحب دار نشر"الأمة"،
كل الشهادات التي أدلى بها الحضور في حق الأستاذ محمد الهادي الحسني، قال: "يجمع
بين شيئين قلما يلتقيان؛ العلم والمال، فبقدر ما أحارب السياسة أشجع من أجل الوراثة
للمواهب والمكاسب، وأقف عند المواهب والمكاسب، فالمواهب تمنح بالقطرات والله هو مانحها
ويعرف لمن يمنحها، الحسني متواضع في الاستزادة ولا تجد له مقالا خاليا من الإشارة يسوِّدها
في الصحافة ويبيضها في عقول الصغار والكبار، يبحث عن الكمال النسبي، الحسني يعرف مواهبه
التي تمنح من الله دون أن يكون للإنسان دخلٌ فيها، أما عن المواهب فهي التي تؤدي إلى
المكاسب".
وأضاف بن نعمان
"أحب الحسني في الله وحبي له فوق المسائل المادية، تحس ولا تلمس وفيه جانب من
العظمة لأنه جمع هذه الوجوه الكريمة، نظرا لإرادته الفلاذية الأخلاقية، يتميز بكتاباته
الشاقورية ووارث للمبادئ والأخلاق فأنا أعرف الهادي منذ نصف قرن إلا قليلا، كنا نلتقي
في الندوة الأسبوعية تعرفنا في الله وفي ثوابت الوطن، كنا جنودا صغارا في الجبهة الوطنية
الثوابتية العربية الإسلامية الجزائرية، ولولا الثوابت لكانت الجزائر "غرناطة
فرنسية".
بلحاج شريفي:
"لم يحب أهل ميزاب أحدا مثلما أحبوا الحسني"
استهل الشيخ بلحاج
شريف أحد أعمدة العلم في منطقة ميزاب في الجزائر حديثه بالثناء على جريدة "الشروق"
التي وصفها بـ"راية الإسلام واللسان العربي".
وتحدث عن علاقة الحب
الكبيرة والمتينة التي جمعت أهل ميزاب بمحمد الهادي الحسني الذي كان يرتاد مجالس
"لقرارة" التي كان حضوره فيها تبعث بالأنس والجمال: "نحن معشر ميزاب
نحبك في الله، كنت تزورنا وتتعهدنا بعلمك ودعاباتك ونصحك، ملأت الجرائد بكتابات مجّدت
فيها العربية والإسلام والتاريخ، تحدثت عن العلماء والمشايخ، كما نحب ما تكتب لأنك
تعتمد على الوثائق والتدقيق، في رمضان تعلقنا بالعمود الذي تكتبه يوميا على صفحات
"الشروق"، أنت أنموذج لحب اللسان العربي، كان أبي الشيخ عدون يحبك ويتمنى
لقاءك قبل أن يموت، حفظك الله ورعاك وجعلك ذخرا للجزائر".
الشيخ محمد الهادي
الحسني
سيرة حافلة بالعلم
والإنجازات
هو محمد الهادي الحسني،
من مواليد 1947 في بني ياجيس جنوب شرق جيجل، ترعرع في بيئة بدوية لا ينساق أهلها إلا
بما ورد في القرآن، كما شهد على ذلك أحد جنرالات الفرنسيين 52، تربّى في بيت علم و
وحفظ لكتاب الله، بدأ حفظ كتاب الله على يد سيدي الشريف مهرهرة، أحد معلمي كتاب الله
الذي كان في بيتهم والذي يحكي عنه الشيخ فيقول إنّه كان قاسيا مع تلاميذه فرفضت الدراسة
عنده حتى تعهّد لعمّي بأنّه لن يكون كذلك معي، وحتى يؤكّد له ذلك ذبح خروفا عندما حفظت
بضع آيات ليظهر لعمّي البهجة بي وأنّي محبوب عنده، ليكمل حفظ كتاب الله على والده.
البيت الذي ترعرع
فيه الشيخ كان بيتا ميسور الحال إذا ما قورن بباقي بيوت المنطقة، فكانوا يملكون من
المواشي والخيول وبيتهم الوحيد الذي عليه "قرمود". وكان بيتهم مأوى للمجاهدين
ومن أشهرهم قادة المنطقة أحمد لعيني والهاشمي بن الزين، وكان والده يعمل مديرا لأملاك
أحد القيّاد وأصبح بعد ذلك مطاردا من معمّر فرنسي اسمه "لوشار" لأنّه اشتم
فيه رائحة إمداد المجاهدين ذلك أنّه كان يعدّ الكرتوش لإعطائه لهم، وبسبب معركة وقعت
قرب منزلهم وكان والده هو من سار بالمجاهدين بين الشعاب وكان دليلهم لإخراجهم من المنطقة،
جاءت فرنسا وفخخت بيت الأسرة من الجهات الأربع فدمّر، كما دمّرت المدرسة الفرنسية التي
تعلّم فيها لسنة واحدة في المعركة.
الرحيل إلى جيجل
فرحلوا إلى مدينة
جيجل بالثياب التي عليهم، وهناك كان أوّل من تعلّم عليه الدراسة الابتدائية هو الشيخ
مصطفى عبادة، أحد تلاميذ الشيخ ابن باديس، في مرآب شخص اسمه ابن الرميلي وسط رائحة
القاذورات حتى أنّ التلاميذ كانوا يدرسون ويسدّون أنوفهم بأيديهم، ثمّ حوّلنا إلى مرآب
أنظف لعائلة تسمّى عائلة آبركان، وفي سنة 1961 ذهبنا إلى مدرسة الحياة للبنات التي
أسسها الشيخ البشير الإبراهيمي، بعد أن استولت فرنسا على مدرسة الحياة العامّة الأولى
التي أسسها الشيخ ابن باديس، كان مدير مدرسة البنات هو الشيخ محمد الطاهر الساحلي،
وكان عضو آخر مكتب إداري لجمعية العلماء المسلمين في عهد ابن باديس، وكان إماما سيما
نظيفا من العلماء، من الشخصيات التي ساهمت في تأسيس فكر وتوجّهه الحسني عمّار مزراق،
الذي تعلّم على يديه وكان كلّما كلّف التلاميذ بإنشاء وجد الشيخ محمد، قد لجأ إلى القرآن
في تعبيره فيوصيه بالاستمساك بهذا الأسلوب.
إلى العاصمة
بإلحاح من الأخ الأكبر
توجّه الشيخ إلى العاصمة سنة 62، ليسجّل في مدرسة المرادية التي كان يديرها المكّي
عبادة، وبعدها علم بمسابقة للدخول إلى ثانوية ابن خلدون، وكان حينها يدرّس الطورين
المتوسط و الثانوي في نفس المدرسة وهي المدرسة التي اختطف منها الشيخ العربي التبسي،
وكان الاختبار تبع للانشاء من أجل التسجيل في السنة الأولى أو الثانية متوسّط، إلا
أنّ ضعف القدرات المادية في المدرسة جعل المسؤولين يدخلون الجميع في السنة الأولى،
يقول الشيخ عن نفسه أنّه عندما دخل إلى العاصمة كان "كمثل من حمل من البادية إلى نيويورك"،
وكان مولعا بالقراءة فوجدت المناخ العاصمي ملائما لذلك لتوفّر المكتبات، وكان قبل ذلك
عندما ختم كتاب الله في مدينة جيجل، فأراد والده أن يكافئه فطلب منه الشيخ الهادي أن
يشتري له كتابا من العاصمة فجاءه بكتاب "تاريخ الجزائر العام" في جزئين لمؤلفه
عبد الرحمن الجلالي، والكتاب الثاني "تاريخ الأمّة العربية" من ستة أجزاء
لمؤلفه محمد أسعد طلس، ما أثّر فيه حتى أنّه يقول بأني منذ دخلت العاصمة ما من دينار
يقع في يدي إلا واشتريت به كتابا.
في سنة 63 انطلق
معرّب عبّان رمضان، فتوجه إليه ودرس فيه الثانية والثالثة متوسط ومن أشهر أساتذته فيها
عبد الحفيظ بدري، من تبسة الذي يقول أنّه لم يسمع في المشرق والمغرب أفصح منه، وهو
من فتح له طريق قراءة روائع الأدب العربي، وهو من أمر مدير الثانوية الفرنسي بأن يلغي
وجبة غذائية للتلاميذ من أجل أن تفتح لهم مكتبة وتشترى بها الكتب، وكان المدير يرفض
هذا التوجه فيردّ عليه "أنت تريدهم رعاة
خنازير فلست بأحرص عليهم منّي"، وفرض على التلاميذ قراءة كتاب في الأسبوع وبمبلغ
مالي يدفعونه للمكتبة لجمعه وشري كتب أخرى للمدرسة، وكان بدري حريصا على التلاميذ ويضربهم
ضرب محبة وود سواء داخل الثانوية أو خارجها إذا لم يجد في أيديهم كتابا، فأسس لهم مكتبة
الهداية وفرض على الإدارة تخصيص قاعة لصلاة التلاميذ والأساتذة.
الدراسة في الكويت
من الخدمات الجليلة
التي قدّمتها الدول العربية للجزائر قبل الثورة وبعد الاستقلال، تقديم منح لأبناء الجزائر
من أجل إتمام دراستهم في تلك البلدان، فسافر إلى الكويت ودرس الثانوي أربع سنوات في
ظل الإحترام والتقدير، وممن تأثّر بهم فيها عبد الحميد عرفات، المصري أستاذ اللغة العربية
وعبد العزيز عرابي، المصري أيضا مدرّس التاريخ الذي انتبه إلى فطنة الشيخ عندما صحح
له عندما قال بأنّ مساحة الجزائر هي 200 ألف كلم فرد الشيخ الهادي، بأنّها أكثر من
2 مليون ودلل له على ذلك فأمره الشيخ بأن يحضّر هو الدرس القادم.
في الكويت اكتشف
الشيخ المفكّر مالك بن نبي، حيث زار الطلبة سنة 66 ولما رأى أنّ مدير الثانوية يقود
به السيارة والمدرسون يتهافتون إليه أدرك أنّ قيمته كبيرة اهتم به ودرس كتبه وتأثّر
بفكره.
العودة إلى الجزائر
والتسجيل في الجامعة
عاد الحسني إلى البلاد
وسجّل في جامعة الجزائر سنة 1969 في اختصاص التاريخ، وفيها سمع بعدد من رموز الحركة
الإسلامية كعمّار طالبي وأحمد سحنون وغيرهما، وأهم من تأثّر بهم في الجامعة أبو القاسم
سعد الله، الذي كتب في الشيخ الحسني بعد ذلك بثناء على جريدة "الشروق" ما
رآه الشيخ وسام شرف له وأيضا تأثّر بالدكتور لقيال، يقول بأنّه في الجامعة دخل عالم
الأفكار ولو متأخرا عن طريق مسجد الطلبة في وقت كان الإسلام غريبا، ولم تكن في الجامعة
إلا خمس متحجبات، فتعرّف هناك على حقيقة الصراع بين الشيوعية والإسلام عن طريق الأستاذ
رشيد بن عيسى، وعبد الوهاب حمودة ومالك بن نبي الذي من ندرة كتبه حينها نسخ له كتابين
بخطّ يده. ودرس سنة أولى تحضيري في الجامعة على يد محمد الميلي، و الشيخ أحمد حمّاني،
وكانت التجاذبات الإيديولوجية في الجامعة في أوجها ومن أمثلة ذلك أنّ الشيخ وغيره من
الطلبة خاضوا صراعا كبيرا بالمطارق مع الشيوعيين بعد أن قرروا تسمية إحدى القاعات باسم
لينين، فخذلوا أمام نصر كبير للطرف الآخر جعلهم يسمّون القاعة بابن باديس، رمز العروبة
والإسلام في الجزائر .
الالتحاق بالخدمة
الوطنية
سنة 1972 التحق بالخدمة
الوطنية [الدفعة الثامنة في أكاديمية شرشال] تحت إمرة العقيد محمد رمضاني، الذي أصبح
ضابط صف بعد ذلك، هناك فكّر في أن ينخرط في الحياة العسكرية وأن يكون ضابطا فيها، ولكن
بعد 6 أشهر حوّل إلى البليدة، فلم ير فيها ما رآه بشرشال حيث وجد هناك ضبّاط فرنسا
هناك ولم يكن فيها مسجد عكس شرشال ما يدفعهم إلى الصلاة في بيت السلاح، ما صرفه عن
تفكيره السابق. إلا أنّه لا ينكر أنّه تعرّف أثناء الخدمة العسكرية بضبّاط من أطيب
الناس كسعيدي عبد الحميد وغيره.
الحياة الأسرية
تزوّج الشيخ سنة
1980 بعد أن تعرّف على الزوجة عن طريق زميل دراسة، وهي بنت الشيخ العربي بوزكّي، وكان
إماما بمسجد ابن باديس في البليدة، يقول بأنّه "عاش معها حياة هادئة مطمئنّة"،
رزق منها بستة أبناء اثنين أولاد وأربع بنات تخرّج أغلبهم وهم بالترتيب محمد الأمين
شهادة حقوق ومحمد الصديق ووناسة هندسة معمارية ومنى بيولوجيا ومونيا اقتصاد وإسراء
في الطور الثانوي.
بداية البروز في
الساحة
التحق بعد ذلك بدار
النشر كرئيس القلم العربي والتراث، ما سمح له بالتعرّف أكثر بمثقفي الجزائر كمحمد ناصر
وعبد الرزاق ڤسوم. وفي سنة 86 انتدب إلى مسجد باريس بطلب من الشيخ عبّاس أحد أساطين
جمعية العلماء، إلا أنّه بعد عام من السفر إلى فرنسا قرر بأنّه لا معيشة له فيها فأرجع
الأمّ و الأولاد ليكمل فيها سنتين أخريين ويعود إلى الجزائر، بعد العودة عيّن نائب
المدير للتراث في وزارة الشؤون الدينية، في وقت عبد الباقي بوعلام، ثمّ عيّن الشيخ
سعيد شيبان فأصبح الحسني مدير الثقافة والملتقيات في الوزارة، إلا أنّه في عهد بن
رضوان، طاف بالكعبة وهو يدعو الله أن يخرجه من الوزارة وكان له ذلك، التحق بالمعهد
العالي لأصول الدين ودرّس فيه تاريخ الجزائر وأعتزّ بتدريس سيرة رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم).
عودة الجمعية
بعد حرب الخليج انطلقت
البيانات المنددة بها من عديد دول العالم، فاقترح الشيخ ومن معه بأن يكون للجزائر أيضا
بيان للعلماء والدعاة ينددون فيه بالحرب، فجاءت الفكرة على بيان يوقعه الشيخ أحمد حمّاني،
فاشترط عليهم عودة جمعية العلماء فكان ذلك وانتسب الشيخ لها.
وقـــــــــــــفات
لم ينتسب الشيخ لأي
تيار أو حزب، وذلك تأثرا بمالك بن نبي وابن باديس، حيث أشار كل منهما إلى البعد عن
العمل الحزبي.
يرفض أن يحمّل
"الإسلاميون" وحدهم فاجعة إنزلاق الأوضاع في العشرية السوداء، ويحمّل من
عاد الله و الإسلام .
يقول أنا مع الإسلام
وضد "الحڤرة" واحتقار الشعب الجزائري، وأعلم لأن هناك مكيدة كبرى للجزائر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتعليق أو المشاركة يُرجى الضغط على رابط " ليس هناك تعليقات، أو هناك تعليق ، تعليقان ،....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق