عبد الرحمن شيبان
أنقذ المعلمين الأحرار بعد الاستقلال ومنحهم حقوقهم
تطرق أساتذة وجامعيون بالجزائر العاصمة، إلى
جوانب من شخصية العلاّمة الراحل عبد الرحمن شيبان "1918 -2011"، منوهين بدوره
في الحركة العلمية والفكرية بالجزائر وجمعه بين الدين والفكر.
وفي تدخله خلال هذا اللقاء المنظم من طرف
"جمعية مشعل الشهيد" بمناسبة مرور سنتين على وفاة هذه الشخصية؛ أكد الأستاذ
محمد الصغير بلعلام أن المرحوم "جمع في شخصه بين الدين والثقافة والأدب، إلى جانب
ديمقراطيته الفكرية التي جعلته قريبا وصديقا لطلبته وموجها لهم ".
كما كان الراحل، حسب المتحدث، "أحد الشيوخ
الذين ساهموا في بناء صرح معهد بن باديس الذي توج نشاط مدارس جمعية العلماء المسلمين
الجزائريين "، مضيفا أن هذا المعهد قدم "الكثير من المجاهدين والشهداء للثورة
التحريرية على رأسهم العقيدان شعباني ولعموري اللذان كانا من تلامذة هذا المعهد".
من جانبه، قال الشيخ محمد الطاهر آيت علجت
إن الراحل اتسم بالعديد من "المواقف النبيلة" تجاه كل من عمل معه، موضحا
أنه كان يتميز بـ "الأريحية، حيث لم يكن يصدر منه إلا ما فيه الخير"، مذكرا
بدوره في " إنقاذ المعلمين الأحرار بعد الاستقلال بمنحهم حقوقهم ووضع كل واحد
منهم في الرتبة التي يستحـــــقها ".
أما شقيق المرحوم الأستاذ السعيد شيبان؛ فعاد
بذاكرة الحاضرين إلى طفولة الشيخ بقرية "الشرفة" بالبويرة وقدم تفاصيل عن
حياة الفقيد بداية من حفظه للقرآن الكريم وانتقاله إلى "زاوية إيسحونن" لمتابعة
تمدرسه ثم "الزيتونة" بتونس التي أنهى بها دراسته سنة 1948.
في السياق ذاته،
قدم متدخلون آخرون شهادات حول شخصية عبد الرحمن شيبان وأجمعوا على "علمه الواسع
وحبه للوطن وتفانيه في عمله في كل المناصب التي تقلدها "، بالإضافة إلى
"خصاله الإنسانية وحبه للخير ومساعدته للطلبة والشباب ". وأوضح تلميذه الأستاذ
زبير طوالبي أن الراحل كان في آخر أيام عمره " يوصي دائما برسالة ودور جمعية العلماء
المسلمين من خلال نشر الدين والعلم والشرف والأخذ بأسباب الحضارة "، داعيا إلى
"الحفاظ على هذه المؤسسة ".
من ناحية أخرى، يملك
الراحل شيبان في رصيده مجموعة من المؤلفات منها "حقائق وأباطيل حول جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين " وكتاب " مقالات متنوعة عن الإسلام "، وآخر بعنوان
" الجزائر وفلسطين بين قوة الحق وحق القوة ".
ولد الشيخ في 23 فيفري 1918 بقرية "الشرفة"
وتتلمذ على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس في مدرسة "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"
ونال شهادة التحصيل في العلوم بـ"جامع الزيتونة" بتونس سنة 1947. واشتغل
المرحوم أستاذا للبلاغة والأدب العربي بمعهد الإمام بن باديس بقسنطينة وصنف من أساتذة
الطبقة الأولى. كما كان عضوا بارزا في الجمعية ومحررا في جرائد "النجاح"
و"المنار" و"الشعلة"، كما كان من بين الكتاب الدائمين بجريدة
"البصائر" منذ سنوات الأربعينات من القرن الماضي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: للتعليق ،
اضغط على رابط " ليست هناك تعليقات، تعليق واحد ...واكتب داخل المستطيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق