الاثنين، 22 يوليو 2013

الدين والسياسة

الدين والسياسة
بشير خلف
     في رأيي ، ومن باب المعايشة فالدين والسياسة لا يلتقيان ، فالدين يقوم على القيم النبيلة كالعدالة، والحرية ، والمساواة بينما السياسة  تقوم على المراوغة ، والكذب ، والأساليب الملتوية لتحقيق المصالح، حيث تستند إلى قاعدة " السياسة فنّ الممكن " .
      أما الخطاب الديني  في واقعنا المعاصر  للأسف هو خطاب وعضي جامد نمطي يتفادى قضايا الناس، وينأى بنفسه بعيدا عن مساعدة المتلقّي على حلّ قضاياه الاجتماعية الكثيرة ورأي الدين فيها ، وزرْع الطمأنينة في النفوس، عملا بقاعدة " الدين المعاملة " و ( المعاملة) على وزن ( المفاعلة) ، أي العيش والتعايش، والتكافل الاجتماعي ، الأخذ والعطاء ، الاحترام المتبادل، التعاون ...
          الخطاب الديني عندنا على سبيل المثال ـ لا الحصر ـ فشل فشلاً ذريعا في تبنّي قضايا الناس الحياتية اليومية ، وهي كثيرة في زمننا هذا؛ ـ على سبيل المثال ـ  قضية النظافة وإيجاد محيط بيئي نظيف يدخل في أساسيات الخطاب الديني ..أين الخطاب الديني بكل منابره في قضية كارثة القمامات المنزلية التي في ظاهرها بسيطة، ولكنها تهدّد اليوم المجتمع الجزائري في وجوده ، القمامات المنزلية ، والقاذورات تحيط بنا أينما تحرّكنا ، وما صار من حقّنا التكلّم عن " المحافظة على المحيط " لأن أصلاً المحيط النظيف منعدمٌ .
          لماذا الخطاب الديني بكل توجهاته لم ينزل من عليائه ، ويوجه الناس إلى عواقب هذه الكارثة التي تتفاقم أخطارها يومًا بعد الآخر!

        رموز الخطاب الديني  يتلافوْن  كل ما يتصادم مع اقضايا الناس اليومية، إذْ يرونها قضايا السلطة ، وما يتعلق بالسلطة في رأيهم " سياسة " ،  حفاظاً على شرعيتهم الاجتماعية ، ومصالحهم الخاصة ، وتحنيط رؤاهم المتكلسة في أعماق الذهنية الاجتماعية السائدة.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...