الكتاب
الصديق
بقلم :
بشير خلف
هناك كُتبٌ نطّلع على صفحاتها بمتعة عارضة دون الغوص فيها ، وما أن ننتقل إلى الصفحة
الموالية حتى ننسى الصفحة التي قبلها . وكُتبٌ
أخرى نقرأها بخشوع دون أن نجرؤ على الموافقة ، أو الاعتراض على مضمونها . وكتب
أخرى تمدّنا بمعلومات لا تقبل التعليق ، وهناك كُتبٌ لن ننساها ..نحبّها بشغفٍ
ولوقت طويل ، ربّما طوال مسيرة حياتنا ..نحنّ إليها.. نتماهى مع محتواها كالصديق
العزيز نحنّ إليه نهفو للقياه ..لهذا تُــرسّخ في أذهاننا الكثير من ألفاظها،
وتعابيرها ، وقد توجهنا في حياتنا بعضُ معارفها ، وأفكارها دون وعْيٍ منّا.
وربّما نشعر بالفخر ونحن نمتلك هذه الكتب في
مكتبتنا ..
هي حقيقة يحسّها المثقف الموسوعة ، وكذا
الباحث المجدّ..
حديثنا هذا عن الذين يعتبرون الكتاب مصدر
معرفة ، ومورد تغذية روحية ..لا نتحدث عن الذين يعتبرون الكتاب سلعة آنية يقتطفون
منه ما يدعّم رسائل التخرج وحسب ، ثم يلقون به جانبًا ، وكأنه سلعة انتهى تاريخ
استعمالها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق