درجات الحرارة المعلن عنها في الجزائر غير حقيقية
لم تعلن مصالح الأرصاد الجوية
في الجزائر منذ الاستقلال عن درجات حرارة بلغت أو تجاوزت الخمسين، حيث سجلت أعلى درجة
منذ سبع سنوات في ولاية أدرار بـ48 درجة. بالمقابل، أكد رئيس نادي المخاطر الكبرى والعديد
من المختصين أن درجة الحرارة في الجنوب تجاوزت في العديد من المرات 53 درجة، حسب مراكز
أرصاد أوروبية، غير أن السلطات تتهرب من الإعلان عن هذه النسبة للهروب من تطبيق قوانين
الأمم المتحدة، التي تمنح العمال إجازة رسمية حال بلوغ الحرارة 50 درجة، بالإضافة إلى
تحديد هذه الولايات كمناطق منكوبة تتطلب إجراءات خاصة تصدر من الحكومة، تماثل تلك التي
تدرج في زلزال بقوة 5،6 درجات.
تنص قوانين العمل الدولية
على منح العاملين إجازة رسمية في حال بلوغ الحرارة 50 درجة، وذلك من أجل الحفاظ على
صحتهم وعدم تمكينهم من العمل في ظل درجة حرارة مرتفعة كهذه. وتلزم منظمة الأمم المتحدة
الدول الأعضاء فيها بتحديد المناطق التي تبلغ فيها درجة الحرارة الخمسين كمناطق منكوبة
تتطلب إجراءات استثنائية لحماية المسنين والمرضى والأطفال من الهلاك. وهذا ما جعل الجزائر
والعديد من الدول تتهرب من الإعلان الحقيقي عن درجات الحرارة لاجتناب تطبيق قوانين
وإجراءات الأمم المتحدة .
وفي هذا الإطار أكد الخبير في الكوارث الطبيعية
ورئيس نادي المخاطر الكبرى السيد عبد الكريم شلغوم أن مصالح الأرصاد الجوية الأوروبية
سجلت في العديد من المرات درجة حرارة تجاوزت 53 درجة في ولايات الجنوب الجزائري، غير
أن مصلحة الأرصاد الجوية الجزائرية لم تعلن منذ تأسيسها عن هذه النسبة للهروب من تطبيق
الإجراءات التي تمنح العمال عطلة رسمية وتوفير كافة الإمكانيات لحماية المواطنين من
مضاعفات الحرارة، خاصة كبار السن والمرضى، الذين يجب نقلهم إلى مناطق معتدلة. وأضاف
أن الإجراءات التي يجب أن تتخذ عند بلوغ الحرارة 50 درجة هي نفسها الإجراءات التي تتخذ
عند تسجيل زلزال بقوة 5،6 درجات.
وأكد أن درجة الحرارة هذه الأيام ستتجاوز
50 درجة في الجنوب على عكس ما أعلنته مصالح الأرصاد الجوية التي حددت درجات الحرارة
ما بين 40 و46 درجة. وطالب السيد شلغوم من الحكومة إلزام مصالح الأرصاد الجوية الإعلان
عن درجات الحرارة الحقيقية لتتحمل كل هيئة مسؤوليتها..
ومن جهته، كشف الخبير الفيزيائي والعالم
الفلكي لوط بوناطيرو أن درجات الحرارة في ولايات الجنوب الجزائري ستتجاوز هذه الأيام
50 درجة، وهذا ما يتطلب إجراءات استثنائية على غرار منح العمال عطلة رسمية، خاصة المعرضين
للشمس، بالإضافة إلى توفير المياه 24 على 24 ساعة وإجلاء العائلات التي تقطن في سكنات
هشة إلى المدارس ودور الشباب المكيفة وتوفير الخدمات الصحية بشكل استعجالي، بالإضافة
إلى القيام بعمليات تحسيسية تبدأ بالإعلان الحقيقي عن درجات الحرارة وعدم الكذب على
الناس لوضعهم أمام الحقيقة. وأضاف المتحدث أن درجة الحرارة بلغت الأسبوع الماضي 40
درجة في ألمانيا مما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ ، على عكس ما يحدث في الجزائر
هذه الأيام بإعلانات كاذبة لدرجات الحرارة.
وفي ذات السياق، أكد رئيس الهيئة الوطنية
لترقية الصحة وتطوير البحث البروفسور مصطفى خياطي أن إخفاء درجات الحرارة الحقيقية
على المواطنين يمكن أن يتسبب في كوارث صحية، لأن درجة الحرارة عندما تبلغ أو تتجاوز
الخمسين فإن أشعتها قد تتسبب في صداع قوي وإصابات قاتلة على مستوى الرأس، بالإضافة
إلى إصابة الجسم بالجفاف الذي قد يكون مميتا.
ونصح المتحدث المسنين والمرضى والحوامل والأطفال بالابتعاد عن الصيام هذه الأيام والذي
يمكن أن تترتب عليه مضاعفات صحية خطيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر :
الشروق اليومي ،25/07/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق