قراءة في كتاب :" منحة ذي العرش في بيان أصول رواية ورش"
المكتبة الرئيسية للمطالعة
العمومية لولاية الوادي
قراءة في كتاب :" منحة
ذي العرش في بيان أصول رواية ورش"
بقلم : بشير خلف
احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية
لولاية الوادي أمسية فكرية مساء يوم السبت 05 مارس 2016 حضرها جمهور مميّز من
مثقفين، وأساتذة، وطلبة اكتظّت بهم قاعة المحاضرات، استضافت المكتبة في هذه الندوة
المميّزة الدكتور كمال قدّة المحاضر في مادتي القراءات، والتجويد بمعهد العلوم
الإسلامية التابع لجامعة الشهيد حمّة لخضر بالوادي حيث قدّم كتابه الذي صدر حديثا
الموسوم بـ " منحة ذي العرش في بيان أصول رواية ورش".
في البداية رحّب مدير المكتبة الأستاذ
تامّة التجاني بالحاضرين، وقدّم الدكتور المؤلف في نبذة موجزة، ليُحيل الكلمة
للأستاذ المؤلف الذي ثمّن مثل هكذا جلسات، شاكرا المكتبة ، ومديرها، وطاقمها
الشبابي ؛ وأبدى سروره لنوعية الجمهور الحاضر، كما ثمّن مدينة الزقم مدينة العلم
والعلماء قديما، وحديثا مُشكِّلة مع مدينة قمار، صرْح الثقافة، ومدينة العلماء؛
الهلال الخصيب في ربوع سُوفْ علمًا، وثقافة.
ثمّ تطرّق لكتابه الذي ارتأى الحاضرون خلال
النقاش غرابة عنوانه، وكأنه من الكتب التراثية الإسلامية في العصور الوسطى؛ إذ
أرجع المؤلف اختيار العنوان إلى تشريفه لأحد علماء الكويت، الأستاذ المحقّق،
والمقرئ الجامع مدير مركز القراءات القرآنية بدولة الكويت الأستاذ عبد العزيز فاضل
العنزي الكويتي.
الكتاب من المقاس المتوسط ، تضمّ مضمونَهُ
212 صفحة، غلافٌ متميّزٌ؛ فالتصميم، والإخراج لدار الجديد بالكويت. نشْر جمعية
البيان بالوادي، طباعة مؤسسة مزوار بالوادي.
جاء في الإهداء : « إلى القناديل المعلّقة
في بيوت الله.. أهل القرآن .. أهل الله
وخاصّته. إلى المتطلعين إلى مراد الله من كتابه.. إلى العاملين بمقتضاه.. إلى
حُفّاظ كتاب الله والسائرين في حفظه، ودراسته.. إلى تلاميذ الإمام ورش رحمه الله..
إلى قُرّاء هذه الرواية.. إلى الباحثين في أصولها، والسائلين عن فرشها.. إلى
طُلاّب الجامعات الإسلامية، والمدارس القرآنية.. إلى عروس الجمعيات، وأم المداس :
" جمعية البيان
لتحفيظ القرآن" أعْلى الله شأنها ..إلى كل منْ فتح مُصحفًا، ومتّع ناظريْه
بحروفه.. إلى حُفّاظ الوحي أهدي جميعا : " منحة ذي العرش في بيان أصول رواية ورش
" ».
الكتاب ووفق ما جاء على لسان المؤلف جمع
فيه الروايات الثلاث للقرآن الكريم: رواية حفص، رواية ورش، رواية قالون، وتسهيلا
على الدارس، والقارئ جعل للروايات الثلاث جدولا سهلاً يُبرز الفروق بينها، مبيّنا
أنه استفاد كثيرا ممّن سبقوه في هذا المجال، ممّا ساعده على تتبّع نهجهم مع
مخالفات بسيطة، كما أن ما جاء في الكتاب سهلٌ، وتحاشى فيه الاستطراد، والغموض،
والحواشي ؛ كما يُقرّب ويُرغّب علم التجويد في عبارات بسيطة سهلة.
كما أن الكتاب جاء استجابة لطلبات الطلبة
الذين ألحّوا أن تُـجمع جهود المؤلف من دروس ومحاضرات في كتاب، فكانت الاستجابة،
وبعد ما اطّلع عليه الأستاذ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية
سبقا مراجعة وتقريظَا، حيث أعجبه، فأوصى بأن يُطبع، ويُنشر، وأصى بأن يُدرس.
الكتاب جاء في شكْلٍ أكاديمي مبسّطٍ ،
مراجعه متيسّرة؛ لئن كان الكتاب في 212 صفحة فإن أصول قراءة ورش تأخذ وحدها 180
صفحة، المؤلف دافع كثيرا عن القراءة برواية ورش من حيث كونها، والمذهب المالكي في
منطقة المغرب العربي توأمان متلازمان منذ قرون في هذه الديار، بل يُشكّلان حيّزا
مهمّا من هُويّة هذه الربوع، ولعلّ الذي ساعد على خلخلة هذه الهُويّة الدينية في
العقود الأخيرة في الجزائر خلوّها من مرجعية دينية عريقة كما هو الحال بتواجد مؤسسة الأزهر في مصر، وجامع الزيتونة في
تونس، والقرويين في المغرب.
وممّا تعرّض له المؤلف أنه في كتابه ترجم
للإمام نافع المدني من حيث نسبه، وصفاته، وإسناده، ثمّ الإمام ورش ؛ وكذا علم
التجويد، تعريفه، فضله، موضوعه، حكمه، القسم التطبيقي، القسم النظري، الأدلة على
وجوبه في القرآن الكريم، السّنّة، الإجماع، مراتب قراءة القرآن الكريم، نصيحة لكل
مقبل على علم التجويد، ثمّ أحكام الاستعاذة والبسملة.
من الصفحة 33 حتى الصفحة 174 ركّز المؤلف
على مخارج الحروف وصفاتها في علم التجويد في رواية ورش، انطلاقا من مبحث علم
التجويد من أجلّ المباحث فمن أتقنه ( مخارج الحروف) أتقن هذا الفنّ، وأتى به على
أكمل وجه. ومن صفحة179 إلى صفحة 196 ملحق الفروق في جداول بين الأزرق، الأصبهاني،
قالون، حفص.
أثيرت في آخر الندوة مجموعة من
التساؤلات منها القراءات المُحبّذة في تحفيظ الأطفال، هل التلاوة برواية ورش أنسب
لهم، أم برواية حفص بدءا، ثم في النهاية برواية ورش.
ندوة كانت ذات عمْق فكري تناولت موضوعا
يهمّ كل مسلم متعلّق بكتاب الله الكريم؛ كما أن الكتاب مفيد جدا للمتخصص، وللمثقف،
وللطالب، وحتّى ذي المستوى المتوسط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق