الجمعة، 17 يونيو 2016

الفنان الراحل"المفتش الطاهر" "ظاهرة فنية لا تتكرر في الجزائر"



الفنانالراحل"المفتش الطاهر"
"ظاهرة فنية لا تتكرر في الجزائر"
       ممثل مسرحي وسينمائي جزائري من طينة الكبار، ثمرة فنية وثقافية نبعت من المجتمع الجزائري الأصيل، يعتبر ظاهرة فنية لا تتكرر في المسرح الجزائري، ترك الكثير من الأعمال، رغم رحيله في سن مبكرة.. إنه الراحل ”المفتش الطاهر”، صاحب رائعة ”عطلة المفتش الطاهر”، واسمه الحقيقي الحاج عبد الرحمان، من مواليد 12 أكتوبر 1940، بمدينة الجزائر العاصمة، هو فنان مسرحي ومؤلف سينمائي ترك العديد من الأعمال التي رسخت في ذاكرة المشاهد الجزائري، منها تمثيله لدور القسيس في مسرحية ”مونسيرا” التي تناولت موضوع الاستعمار، كما مثل في مسرحية ”بنادق أم كرار” لمؤلف ألماني، وجاب كل ولايات الوطن مع رفيق دربه بمسرحيات واسكاتشات فكاهية. كان مصورا في البداية، ليلتقي بصديق له اقترح عليه تقليد اللهجة الجيجلية، وهو ما أثار حفيظة الجيجليين في الأول، لكن مع الوقت تقبلوا ذلك من باب الفكاهة.
         كانت تجربته السينمائية مميزة رسخت في ذاكرة المشاهد الجزائري، ذلك لأنه فجّر قدراته في فيلمه الأول ”المفتش الطاهر” سنة 1972، الفيلم الذي جرت أحداثه بين الجزائر وتونس، وحقق رواجا لا مثيل له حتى الآن، مع المخرج الكبير موسى حداد، جعله يكسب شهرة واسعة مع مساعده الفنان يحيى بن مبروك الذي جسد دور مساعد المفتش في الفيلم، لكن الحاج عبد الرحمان لم يكتف بالضجة التي فجرها بفيلمه الأول، بل واصل سلسلة نجاحاته بالجزء الثاني من هذه السلسلة التي تمثلت في فيلم بعنوان ”المفتش الطاهر يسجل هدفا” سنة 1977. تدور قصة هذه السلسلة البوليسية في طابع فكاهي حول المفتش ”الحاج عبد الرحمان” ومساعده ”يحيى بن مبروك”، اللذان يقومان بمطاردة بعض المجرمين بطريقة فكاهية جعلت الجمهور الجزائري، وحتى العربي، معجبا بهما، لكن هذه السلسلة لم يكتب لها المواصلة، فقد توفي المفتش الطاهر يوم 5 أكتوبر 1981 عن عمر ناهر 41 سنة، وتشاء الصدف أن تكون وفاة ”لابرانتي” في الشهر نفسه؛ أي في 11 أكتوبر 2004، وكان لهذا الثنائي الفضل في اكتشاف عدة وجوه فنية، منها عثمان عريوات الذي شاركهم في إحدى مسرحياتهما، والفنان سيراط بومدين وغيرهما من الأسماء التي لمعت فيما بعد في السينما الجزائرية.
              دردشة صغيرة مع الفنان مصطفى برور، أحد رفقاء الراحل الحاج عبد الرحمان، وقال إنه شخصية مميزة وطيبة للغاية، مشيرا إلى أنه رفيق درب المفتش الطاهر في كل أعماله المسرحية، وصديق مقرب له:
”الحاج عبد الرحمان حبيبي، كنت معه في جميع الأعمال، خاصة عمله الأخير (القطط)، فأنا من قص عليه حكاية الفيلم وقام هو بكتابة السيناريو”.
       ونظرا لتأثر الفنان مصطفى برور لرحيل المفتش الطاهر، قدم فيلما مع يحيى بن مبروك ”لابرانتي” بعد عامين من رحيل المفتش الطاهر، حيث جسد لابرانتي شخصية المفتش الطاهر، بينما جسد مصطفى برور دور ”لابرانتي”. 
        في حين قال الفنان عبد الحميد رابية إن سر نجاح المفتش الطاهر وطائفة الممثلين المسرحيين في تلك الفترة؛ يكمن في أنهم يمثلون عن واقع المواطن وحياته اليومية، لذلك كان الإقبال على قاعات السينما في تلك الفترة كبيرا، لأن الثقافة في ذلك الوقت كانت تواكب ما يجري في المجتمع وليس مثل ما هو حاصل الآن، أين حول السياسيون الثقافة إلى لا شيء، يضيف رابية، الذي تكلم مطولا عن المفتش الطاهر وفترة امتلاء قاعات السينما بالجمهور، مقارنة بوقتنا الحالي قائلا:
 ”من هنا نتكلم عن عزوف الجمهور عن العروض المسرحية؛ لأن المواطن لا يجد نفسه ونمط حياته في تلك العروض”.
      قص رابية ظروف لقاء المفتش الطاهر برفيقه يحيى بن مبروك، وكيف بدأ الثنائي ينشط، وبعدها ثلاثي مع الفكاهي قاسي القسنطيني الملقب بالفأر لأدائه دور الفأر في أحد الأعمال، وقيامهم بعدة أفلام فكاهية مع عديد المخرجين مثل مهداوي، وإفتسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الغزو الفكري وهْمٌ أم حقيقة كتب: بشير خلف       حينما أصدر المفكر الإسلامي، المصري، والمؤلف، والمحقق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأ...