الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

الفلسفة مظلومةٌ


 الفلسفة مظلومةٌ

      ردّ المرحوم عباس محمود العقّاد على أحدهم ردًّا وافيا، شافيا، مُقْنِعًا عقلانيًّا، مُبرّرًا ـــ لم يُشرْ إلى هُوّية القائل ـــ لمّا أورد في كتابٍ له نظْرته إلى الفلسفة:

«إنّ الفلسفة خطرٌ على أصحابها، وخطرٌ عقول العامّة؛ لأنها ما زالتْ منذُ كانت تُثير الظّنون، وتُعرّض  الـمُشْتــغلين بها للقيل والقال».

      ردُّ المرحوم العقّاد:

ــــ «...إنّ الفلسفة مظلومةٌ في تلك الأزمنة التي كانت تُتّخَذُ فيها ذريعة للتنكيل بمَنْ أصابهم التّنكيلُ من جرّائها، أو مِنْ جرّاءِ الانتساب إليها. فقد ظلموها والله حين أصابوا باسمها منْ أصابوه؛ فإنما كانوا يحسُدون الفيلسوف على مكانةٍ مَرْعيّةٍ؛ أو يبغضونه لعلّةٍ ظاهرةٍ، أو خفيّة، فيظلمونه، ويظلمون الفلسفة معه. ولو كانت الفلسفة هي العلّة الصّادقة لأصابت النكبات كلّ فيلسوفٍ يبحثُ فيما وراء الطبيعة، ويتصدّى للكلام في أصْلِ الوجود؛ أو أصْلِ الموجودات.

      ولكنّهم لم ينْكُبوا من الفلاسفة في الواقع إلّا مَنْ كان ذا منزلة محْسودةٍ، ومقامٍ ملحوظٍ؛ وإلّا منْ دخل معهم في مشكلات السياسة، ومطامع الرئاسة.» {كتاب: يسألونك. عباس محمود العقاد ص: 405}.

        رحلوا وبقيت أفكارهم خالدة تّغذّي عــقول الأجيال، وتُنير طريقها.

          ــــ رحم الله عبّاس محمود العقّاد ـــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...