الاثنين، 26 أبريل 2021

 أحقًّا غُـــرّب الشعر وهُمِّش..؟

بشير خلف

       يرى نقّاد، وكُتّابٌ، ومبدعون في الأدب أن الجامعات العربية من المحيط إلى الخليج لعبت دورا في تغريب الشعر العربي، وتهميشه على حساب الرواية ومتخيلها، وصناعتها، إذ لا يـخفى على العارفين بمسار الثقافة العربية أن الشعر حظي بمكانة مرموقة في الثقافة العربية، حتى عدّه النقّاد من قديم "ديوان العرب"، لأنه يتضمن تفاصيل حياتهم خاصة في عصر ما قبل الإسلام.

      استمرت تلك المكانة عبر العصور الأدبية العربية، غير أنّ انفتاح الثقافة العربية على التجربة الإبداعية الغربية عبْــر "المثاقفة"، زعزع عددا من المسلّمات، وبدا الشعر للمثقف العربي عاجزا عن التعبير عن مستجدات الحياة الاجتماعية، فانحاز العرب إلى الرواية، والقصة القصيرة، والمسرحية وغيرها من الفنون الحديثة.

      في رأيي الشخصي أن الشعر إبداع نخبوي بامتياز، مبدعوه، متلقّوه، وعاشقوه قلّة خاصّة الفصيح منه، إضافة إلى دُور النشر لا تُرحّب به لقلّة رواجه عكس الرواية التي شقّت طريقها بقوّة لأسباب مختلفة، منها انتشار مقروئيتها، ظهور الجوائز المالية، خاصة البترودولارية، والترويج لها كنص سردي جمالي مفتوح، يسع كل الأجناس الأدبية، الإعلام في الترويج لها، وترسيخها كمنتج ثقافي يمكن أن يحقق ربحا ماديا كبيرا، كما لعبت الترجمة دورا كبيرا في سرعة انتشار الرواية؛ وبطبيعة الحال لعب النقد، والإعلام، والسينما أدوارا في إحلال الرواية المكانة التي حازتها عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...