الثلاثاء، 6 يوليو 2021

ثوّار، أبطال يكتبون شهاداتهم عن ثورة التحرير

بقلم: بشير خلف

      صدر منذ أيام كتابٌ بعنوان:" شاهدٌ من الثورة" ــــ مذكّرات المجاهد بلقاسم خالدي ـــ الكتاب من الحجم الصغير في 105 صفحات، عن مؤسسة " سامي" للطباعة، والنشر، والتوزيع بالوادي.

       الكتاب سيرة ذاتية ثورية للمجاهد بلقاسم خالدي، استعرض في صفحات الكتاب: تقديم أوّلي بقلم الأستاذ طليبة بوراس، مدير متحف المجاهد سابقا بالوادي، مولد ونشأة الجاهد، السفر إلى الونزة، أول لقاء مع المجاهدين، الالتحاق بجيش الطالب العربي، بداية سلسلة المعارك، الخلاف مع الأخوة التوانسة، المعاناة داخل السجون التونسية، الخروج من السجن والعودة إلى الجيش، نهاية التدريب والعودة إلى الصحراء، الهجومات الأخيرة وتوقيف القتال، الدخول إلى أرض الوطن.

         بالكتاب مُلحقٌ للوثائق والصور: 10

        الكتاب مهمٌّ جدًّا لكونه سِجلٌّ لمسار رجل من ربوع منطقة سوف، آثر طوْعَا أن يلتحق بالثورة، وأن يشارك في الثورة عنصرا ثوريا بالسلاح في الصفوف الأمامية، ويُبلى البلاء المرّ راضيا لأن الشوق إلى حرية الجزائر، وتحرّرها، واستقلالها من شيم الشرفاء، الأحرار، والمجاهد بلقاسم خالدي من هؤلاء.. بالكتاب شهادات من مجاهد عاش أحداثًا مرتبطة بالثورة، هي إكراهات أُجبر عليها الثوار المجاهدون، وخالدي أحد ضحاياها:

«.. ما زاد الطين بلّة أن الرئيس بورقيبة طلب منّا تسليم جماعة الأمانة العامة التابعين لصالح بن يوسف، لأنهم رفضوا الاستقلال الداخلي؛ وبالتالي رفضوا تسليم سلاحهم، وظلوا معنا نجاهد الاستعمار الفرنسي مع بعض كالسابق، لكن الطالب العربي قائدنا رفض تسليمهم لبورقيبة؛ وهنا تمّ متابعة القائد العربي لتسليم الجنود التونسيين: لأن بورقيبة حدّد مهلة التسليم بثلاثة أشهرٍ، أو الخروج من التراب التونسي.»{ص:45.44}

      «... لمّا تيقّنتُ أنه لا مجال للمقاومة ـــ مقاومة العساكر التونسيين ـــ فقد أخذ مني العطش مأخذه، وما عدت أستطيع التحرّك، حينها سلّمت نفسي إلى الجيش التونسي.

       أخذوني رفقة عشرات المجاهدين في حافلات إلى سجن مدينة صفاقس الذي أمكثونا فيه سبعة أشهر، وكان عددنا 140 مجاهدا، ثم نُـقِــلنا إلى سجن جقّار،أبقوْنا فيه أربعة أشهرٍ، ثم إلى سجن البارودي بتونس العاصمة، حيث بقينا ستة أشهر. تمّ إطلاق سراحنا إلا بعد تشكيل الحكومة المؤقتة في سبتمبر 1958م»{ص: 58...}

       مضمون الكتاب: شهادات حية، «تكمن أهميتها في أنها تعيد التوازن إلى عملية كتابة التاريخ من خلال الاهتمام بذاكرة، وأفعال الفئة التي صنعته.(من المقدمة)»{ص 04:}

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...