" هل نسير إلى الهاوية الترجمة العربية لكتاب ذائع الصيت، لمؤلفه الفيلسوف، والمفكر الفرنسي الشهير (إدغار موران) بعنوان "هل نسير إلى الهاوية ؟ " ترجمة عن النص الفرنسي قام بها عبد الرحيم زحل. التي صدرت منذ سنوات لا تزال ضمْن دائرة المفكرين، والمهتمين بمسارات العالم المعاصر، المتسارعة، ومصير البشرية، والكوكب الأرضي المعولم. صدرت الترجمة عن: دار” إفريقيا الشرق” للنشر في الدار البيضاء،
يسعى
الكتاب إلى وصْف سيرورة العولمة التي تعتبر أسوأ شيء بوصف إدغار موران في المقدمة
التي خصَّ بها الترجمة العربية، مشيرا إلى أن هذه العولمة باتت تحطّ من شأن
التسابق “صوب الهاوية” بعد أن أطلقته، و”لأول مرة في التاريخ أصبح يمكن لنا أن
نتصور المصير الأرضي المشترك”.
الكتاب يُـــصور أوجه التعقّد في السيرورات، ويقرّ بالجوانب الإيجابية
فيها، مثلما يكشف عن خصائصها السلبية. وهو يبين أن المحتملات كارثية، لكنه ينوه
إلى أن غير المحتمل قد وقع في التاريخ. وينوه كذلك إلى أننا “حيثما نعتقد بوجود
المخاطر فهنالك يوجد كذلك ما ينقذ، ويخلص”
ويضيف إدغار موران قائلا:
«إنني
لعلى بينة من الظلم الواقع في عدم تفهّم الغرب للعالم العربي، والإسلامي؛ فلذلك
تراني لا أفتأ أعمل من أجل إحقاق العدالة، ومدِّ جسور التفاهم بين الشعوب.»
تقدم بلا أخلاق
يركز الكتاب في قسمه الاخير على وجوب،
وأهمية أن يتحقق سلامٌ عادل في منطقة الشرق الاوسط , وكيف يجب على الدول الإسلامية
أن تنخرط في الحرب على الإرهاب لكي تمايز شعبها الموصوم بالعنف عن ممارسي العنف, و
من ثمَّ يحذر الكاتب من التدهور المتزايد في العلاقات بين الغرب اليهودي، والمسيحي؛
وبين الشرق الإسلامي , والذي سوف يزيد من الهوة القائمة بين الشيعة والسنة؛ مما
يخلق ارتدادات عنيفة نحو نقطة الصفر.
مقتطفات من كتاب هل
نسير نحو الهاوية للكاتب إدغار موران
ــــــ إن الأمم لا
تستطيع أن تصمد للتدفق الذي يغمر كوكب الارض, الا بالانغلاق في صورة رجعية على
دينها، وعلى قوميتها
ـــــ إن النزعة
الفردانية إذ تقوض التكافلات التقليدية تُــــنتج كذلك العزلة، وتنتج التعاسة
ــــــ المدينة المتألقة
تصير مدينة مسيّجة بحياتها المعقلنة، وأشكال التلوث المهيمنة عليها. ــــ ـالمحرك الرباعي الذي مكوناته العلم،
والتقنية، والاقتصاد، والربح , والذي كان من المفترض ان يخلق التقدم قد صار اليوم
يدفع المركبة الفضائية من غير أن يكون فيها رُبّان وينطوي على تهديد مزدوج بالموت
: موت المجال الحيوي , والموت النووي, بما يدل على وقوع قلب رهيب في الامور.
ــــ التقدم قد أصبح
يتوقف في الوقت الراهن على الوعي الإنساني.
ـــــ ينبغي ان نجمع بين
أربع سُبُل لا تزال إلى اليوم منفصلة عن بعضها، فأمل السبيل الاولى إصلاح التنظيم
الاجتماعي، ولا يمكن أن تكون السبيل الوحيدة للتقدم؛ لكن لا ينبغي العدول عنها, وأمّا السبيل
الثانية هي سبيل الإصلاح عن طريق التربية التي ينبغي ان تتم على المستوى العميق
جداً، لكي يتسنى للتربية أن تساعد على تطوير الأذهان، وأمّا السبيل الثالثة سبيل إصلاح
الحياة، وأمّا السبيل الرابعة هي سبيل الإصلاح الأخلاقي بمعناه الحقيقي، وينبغي
لنا أن نعي أنه متى تحقق التقدم الحقيقي، يكون مصحوبا بإمكانية حدوث التحول.
ـــــ ان التمرد الأخلاقي
يؤول في معظم الأحيان إلى وعْي أكثر نفاذا من القبول بالامر الواقع
ـــــ ان الذاتية ليست
عدوا للاعتبار الموضوعي للوقائع، فمن اللازم أن يكون المرء ذاتا فاعلة، ناقدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق