الأربعاء، 28 يوليو 2021

 

       الفيلسوف المرحوم عبد الله شريط، أفكاره باقية بيننا

بشير خلف

       المرحوم، الأستاذ عبد الله شريط، شخصية متعددة المواهب والاختصاصات، فهو شاعر، وأديب، وناقد، ومرب وكاتب، ومترجم بارع، راسخ القدم في لغة الضاد؛ ومن المدافعين عنها عن قناعة، بمنأى عن الديماغوجية، والمزايدة، والارتزاق.

       يتقن لغة فولتير دون أن يهاجر إليها فكرا، أو لسانا، ويرجع الفضل للأستاذ في نقل كتابات الصحافة الاجنبية عن جزائر الثورة، والتعليق عليها، وقد صدر مجموع تلك الكتابات في عدة مجلدات في منشورات وزارة المجاهدين. وقد ساهم الأستاذ أثناء تلك الحقبة الملحمية في كتابة افتتاحيات صوت الجزائر الحرة التي كان يلقيها المرحوم عيسى مسعودي·.

        يقول الأستاذ في كتابه:"من واقع الثقافة الجزائرية:، ما نصه:

« تمجيد اللغة قد لا يعبر عن وضعها تعبيرا صحيحا، فالمبالغة تكون ضربا من الخيال، لذلك يجب أن نتحلى بالنظرة الواقعية التي تنصحنا بعدم الارتخاء في أحضان الآخر طلبا لرقي موهوم، وبعدم التغني بأمجاد اللغة ظنا منا أنها كافية لاستيعاب الحاضر الذي لم نعد نملك زمام الريادة فيه·· وهذه الواقعية نفسها تضطرنا إلى إعادة النظر في أساليب تعليم اللغة العربية حتى تكون أكثر طواعية، وذلك بعدم الاهتمام بالشكل (القواعد والإعراب) على حساب مواكبة التغيرات الاجتماعية، وإلا بقيت لغة الكتاب والمفكرين معزولة، وهذا من شأنه أن يحدث قطيعة بين المجتمع ولغته، وإذا تكرس هذا الوضع فإنه يعود بالوبال على وحدة الأمة ووحدة ثقافتها.»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...