الأحد، 11 سبتمبر 2022


               جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وثورة التحرير

بشير خلف

    وقع، ولا يزال جدلٌ كبيرٌ حوْل موقف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والتحاق أعضائها، أو عدمه بثورة التحرير، المرحوم الدكتور بلقاسم سعد الله عندما سأله الأستاذ مراد وزناجي:

ـــــ حدِّثْنا عن الشخصيات البارزة في الجمعية مِمّن التحقوا بالثورة، والكفاح المُسلّح؛ أو تمّ اعتقالهم، خاصّة بعد حلِّها.

      كان جواب عميد المؤرخين المرحوم سعد الله بلقاسم ما يلي:

« بعْد حلّ الجمعية، فإنّ الكثير من رجالها اختفوا عن الأنظار، أغلب القيادات البارزة غادرت الوطن مثل الشيخ العباس بن الشيخ الحسين، محمد خير الدين، وأحمد توفيق المدني؛ في حين التحق آخرون بالجبال، مثل الشيخ إبراهيم مزهودي الذي كان يعمل للثورة حتّى قبل هذا التاريخ. فلمّا كنتُ في الجزائر سنة 1955م، كنتُ أسمع الأصداء التي تصلنا مِنْ أنّ هناك أعضاء من جمعية العلماء، خصوصًا أولئك الذين يشتغلون في ميدان التفتيش، مِمّنْ تسمح لهم مهنتهم بالتنقّل من مكان إلى آخر، أو الذين يجمعون الاشتراكات لجريدة(البصائر)، فكلّ هؤلاء كانت لهم مهمّة ظاهرة، ومهمة خفيّةٌ مثل جمْع الرسائل، وتوزيعها، والاتصالات السرّيّة بين أفراد الجبهة، وأفراد جيش التحرير؛ أي كانوا يقومون بمهمّات مُحدّدة، بالموازاة مع عملهم في إطار الجمعية.

     وهناك صنْفٌ ثالثٌ من أعضاء الجمعية مِمّنْ تمّ اعتقالهم كما أشرْنا، أو تعرّضوا للتصفية الجسدية، وقد ذكرنا بعضهم سابقا. ص:99 عن معركة الجزائر التي وقع خلالها ما وقع من اعتقال، واغتيال بن مهيدي، الربيع بوشامة، أحمد رضا حوحو، عبد الكريم العقّون، محمد الأمين العمودي، وعلي بومنجل، وغيرهم.ص: 95

     كانت مرحلة مرعبة بالنسبة للنخبة، وفي قسنطينة حدث نفس الشيئ، وهدّدت عدة شخصيات، وأساتذة من المعهد( معهد الجمعية)، حتى من غير القادة ممّن قُتِلوا، أو اقتيدوا إلى السجنـ أو غادروا نحو تونس، والمغرب، أو التحقوا بالجبل؛ فلم يكن من السهل على الشيخ الإبراهيمي أن يعود إلى الجزائر، ويقود منها الجمعية.ص: 96

    في تلك الظروف الصعبة المؤلمة وقعت كارثة ظروف اعتقال الشيخ العربي التبسي، واختفائه عن الأنظار، حتى أنه اشتُهر بالشهيد الذي ليس له قبْرٌ.

«... في حلّ جمعية العلماء المسلمين لنفسها، وصدور قرار المجلس الإداري الشهير في جانفي 1956م، وهو القرار المُدعِّم للثورة على المكشوف، والذي ورد فيه ضرورة دعْم الكفاح المُسلّح الذي لا يكون إلّا عن طريق جبهة التحرير الوطني. ص: 97

  المرجع: حديث صريحٌ مع: أ.د أبو القاسم سعد الله

 في الفكر والثقافة واللغة والتاريخ..

أجراه معه الأستاذ مراد وزناجي

   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...