الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

جِئْتُ لأسْرقه فسرقني

     ذُكِـــرَ أنّ لصًّا تسوّر دارَ مالكٍ بن دينار، فلم يجِــدْ في الدار شيئا يسرقه، فرآه وهو قائمٌ يُصلّي، فأوجز مالكُ في صلاته، ثم التفت إلى اللصّ، وسلّم علي، وقال:

 ــــ يا أخي، تاب الله عليك، دخلتَ منزلي، فلم تجدْ ما تأخذه، ولا أدعُــكَ تخرج بغير فائدة، وقام وأتاه بإناء فيه ماء، وقال له:

ـــــ توضّأْ وصلِّ ركعتين؛ فإنك تخرج بخير ممّا جئت في طلبه.

      فقال اللص:

ـــــ نعم وكرامة.

       وقام وتوضأ، وصلّى ركعتين، وقال:

ــــــ يا مالك أيخفُّ عليك أن أزيد ركعتين أخرييْن؟

      قال:

ــــــ زدْ ما قدر الله لك ؟

      فلم يزل اللص يصلي إلى الصبح، فقال له مال: 

ـــــ انصرفْ راشدًا.

        فقال:

ــــــ يا سيدي، عليك أن أقيم عندك هذا اليوم؛ فإني قد نويتُ صيامه.

      فقال له مالك:

ـــــ أقمْ ما شئت.

       فأقام عنده أياما صائما قائما، فلما أراد الانصراف قال اللص:

ـــــ يا مالك، قد نويتُ التوبة.

      فقال مالك:

ـــــ ذلك بيد الله عزّ وجلّ.

      فتاب اللص، وحسُنت توبته، وخرج من عند مالك، فلقيه أحدُ اللصوص، فقال له:

ـــــ أظنُّك وقعتَ بكنزٍ؟ !

      فقال:

ـــــ يا أخي، وقعتُ بمالك بن دينار، جئتُ لأسرقه فسرقني، وقد تبتُ إلى الله عز وجل، وها أنا ملازمٌ البابَ فلا أبرحُ حتى أنال ما ناله الأحبابُ

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...