الاثنين، 13 يوليو 2020

عاملُ نظافة بسيط، رؤيته للخطاب الدّيني



   الشيخ الداعية أمام جمْعٍ كبيرٍ يتحدث عن الصبر.. الزّهْد.. ترْك الإسراف، خاطبه عاملُ نظافة بسيط:
ــ سيّدي الشيخ، جنابكم جئتمْ بسيّارة فاخرةٍ، وملابس من أحْسنِ القماشِ، وعِطْرٍ يفوحُ، وقد ملأ المسجد، وفي يدك أربعة خواتم، كلُّ خاتمٍ ثمنُهُ بقدْرِ مُرتّبي البسيط، وهاتفكُ أيْفون، وتذهبُ إلى العُمرة كلّ عامٍ.
ــ سيّدي رافقْني يومًا واحدًا إلى غرفتي المسقوفة بالصّاج، وأريدكَ أن تنامَ من دون تكْييفٍ، ثـــــمّ تصحو معي قبْل الفجر، وتُمسك المكنسة لتُنظّفَ الشّارعَ في هذا الحرِّ الشديدِ، وأنتَ صائمٌ لكي تعرف معْنى الصبْرِ؛ فأنا أقوم بهذا العمل كلّ يومٍ لأستلمَ في نهايةِ الشهرِ مبلغًا زهيدًا لا يساوي قنّينة العطر التي تشتريها.
ـ عُذْرًا سيّدي لسْنا بحاجةٍ لنتعلّم الصبْرَ فهو رفيقُ درْبنا.
ـ  حدِّثْنا عن ظُلْمِ السّادة، وريّاءِ العلماء.
ـ حدثنا عن البطالة المتفشية بالمجتمع كالقنبلة الموقوتة.
ـ حدثنا عن سياسة افقار وتجويع الشعوب المضطهدة.
ـ حدثنا عن الفساد، ونـهْب المال العام.
ـ حدثنا عن الطبقية، وغياب العدالة في توزيع الثروات.
ـ حدثنا عن الواسطة، والمحسوبية، وتوريث المناصب.
ـ وإلّا، فلا حاجةَ لنا بخُطْبتكَ ! ! !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...