يلتقي فنُّ الرسم مع
العمارة تحت عنوان "الفن التشكيلي" باعتبارهما عملية واحدة، وهي عملية بناء
وتركيب الأشكال، فالرسم يتمُّ تنفيذه على مساحةٍ ببُـــعدين طول وعرض، والعمارة تُــنفّذُ
أيضا على مساحة؛ ولكنها بثلاثة أبعاد طول، عُــرْض، عُمُق، "ارتفاع"،
فضلا عن الأشكال والحجوم.. لَــمّا يلتقيان بين يدي فنّان مبدعٍ، قديرٍ، يمْنحان
الأرواحَ الُـــمتعةَ، والراحةَ، والطمأنينة، والهدوءَ النّفْسي.
في هذا المجال
الفنّي الجميل تتحوّل جدران البيوت بين يدي الفنان الجزائري الهاني بومحروق إلى
لوحات تُسْحر عيون الناظرين، وتمنح الأرواح المتعة والراحة والطمأنينة، بمحمولاتها
التي تنهل من عجائب الطبيعة وأسرارها، ومن صفحات التاريخ وما سطّرته يدُ الإنسان
وأبدعته في مجالات العمران والفنون.
ومع أنّ هذا الفنان تلقّى تحصيله الجامعيّ
في مجال الإلكتروميكانيك، إلا أنّ ذلك لم يمنعه من الانخراط بكلّ شغف في مجال
الفن، فراح يُبدع لوحات مستوحاة من التراث والتاريخ، ويُزيّن بها جدران البيوت،
فتغدو الحيطان أشبه بصالة عرْض تحتضن خلاصة ما أبدعته أنامل أمهر التشكيليين.
ومن خصوصيات أعمال
الهاني بومحروق اعتمادُها على موادَّ بسيطةٍ مثل الجبس الأبيض، والإسمنتِ، والخشبِ،
ومُحاكاتها للمناظر الطبيعية الصحراوية كواحات النخيل، وشواطئ البحر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق