{هُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا
مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ.} (سورة الملك، الآية: 15)
«لقد
أمرنا الله في كتابه الكريم أنْ سيروا في الأرض، واضْربوا في مناكبِها، ولكن لماذا
نــفعل؟ أهو من أجل التنزه؟ أم من أجل الفُرجة؟ أم من أجل الاصطياف هنا، والتشتية"
الشتاء" هناك؟ ..لا، بل هو قبل أنْ يكون شيئا من هذا كله يُريدنا أن نَـجوبَ
الصحراءَ، ونصعدَ الجبالَ، ونشقَّ البحرَ، ونطيرَ في الهواءِ، نُـخْـرِجُ من جوْفِ
الأرضِ حديدَها ونُــــحاسَها، وبترولَها، وذهَبَها؛ وما فيها من يورانيوم،
ومنْجنيز، وفحْمٍ وماءٍ.
ونبحثُ في طبائعِ الأرضِ لنعْلمَ كيف
نُخصِّبُ الجــدْبَ، وكيف نزرعُ الهواء والماء، وكيف نُــــحيلُ أُجاجَ البحارِ،
والمُحيطاتِ ماءً عذْبًا فنروي، ونرتوي، ونـــغوص إلى قيعان تلك البحارِ
والمُحيطاتِ، نكْشِفُ عــــمّا أودعها الله فيها من الخيرات.
أمرنا الله أنْ سيروا في فجاجِ الأرضِ، بَـحرها،
ووهْدِها، برّها؛ لا لنقفَ عند ذلك في آياته الكريمةِ قارئين، حافظين، مُرتِّلين،
مُتبرِّكين؛ وبعد ذلك لا جهادَ، ولا كفاحَ، ولا عِلْمَ، ولا صناعةَ، ولا عمارةَ،
ولا حضارةَ!
((ولو كُــــــنّا في غِنًى عن هذه
الثّمراتِ كلِّها التي تخرجُ للإنسان من اليابس، ومن الماء، ومن الهواء لقُلْنا
نعمْ، ونُعامى عيْنٍ ولكنّنا نفتقر إليها، ونسْتجديها مِــمّنْ يحصلون عليها الذين
يُــحقِّقون ما أمر الله به المسلمين، وهم من غيرِ المسلمين.»))
(د. زكي نجيب محمود. كتاب رؤية إسلامية.ص:43)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق