الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020

الغاية تبرر الوسيلة


 الغاية تبرر الوسيلة

    يذكر نيكولو ماكيافيللي في كتابه" الأمير" أن الحاكم يجب أن يكون قويا وحازما وسريع القرار، ولكن عليه كذلك ملاحظة أن هذا القرار، مهما كان، لا يمكن أن يكون آمنا تماما، حيث يبقى احتمال المخاطرة موجودا دائما. وبالتالي، فعليه استخدام القوة والخداع ضد كل من تسول له نفسه تحدي َالسلطة القائمة، فالعالم مليء بالسيئين الذين لا يعرفون لغة الأخلاق والفضيلة. وبذلك.

       ويشرح ماكيافيللي بإسهاب أن على الحاكم أن يكون محبوبا ومخيفا في الوقت نفسه، ولكن في حالة فشل الحاكم في أن يكون محبوبا، فعليه أن يكون على الأقل مخيفا. والسبب أن كونه محبوبا يعني أن طاعة المواطنين له ستكون اختيارية. ولكنه إن كان مخيفا، فستعني عدم طاعته التعرض للعقاب حيث يقول «إن الخوف هو الخوف من العقاب، وهو شيء لا ينساه الناس أبدا».

      ويوضح ماكيافيللي أن الحليف ليس بصديق، حيث أن التحالف يخدم مصالح محددة، وما أن تنتهي هذه المصالح يتم إلغاء التحالف. ولذلك، على الحاكم ألا يخدع نفسه بالاعتقاد أن حلفاءه أصدقاء، مهما كانوا مخلصين في مظهرهم، حيث أنهم سيتحولون إلى أعداء فور اقتضاء مصالحهم.

          ماكيافيللي يُـعري عالم السياسة من أي غطاء أخلاقي، أو نظريات إنسانية تجمله، حيث أن الغاية تبرر الوسيلة دائما.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...