الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

العلّامة، الفقيه، المجاهد...الـــمُنْسي


 العلّامة، الفقيه، المجاهد...الـــمُنْسي

مواقف ثابتة

  رفض الشيخ رفضا قاطعا إصدار فتوى تجيز إيداع الجزائريين لأموالهم في الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط عندما تم تأسيسه، بل جاهر بحرمة هذا الفعل الذي صنفه في خانة الربا، وأصر على موقفه ذاك رغم كل الضغوط التي تعرض لها آنذاك.

       وفي سنة 1973 قامت المؤسسة الوطنية للمشروبات الغازية بتصنيع نوع من "الجعة" أطلق عليه اسم "مالطا" وكانت لا تحوي إلا جزءا ضئيلا من الكحول، وطلب من الشيخ حماني أن يصدر فتوى تجيز استهلاكها فرفض ذلك رفضا قاطعا. وفتواه الشهيرة بتحريم المشاركة في الرهان الرياضي الجزائري.

فرنسا تكيد له حتى وهو في السّجن

      ومن أخطر التهديدات التي واجهها الشيخ في سجن لامبيس (تازولت) كان سنة 1959 بعد عيد الأضحى، حيث ذكر الشيخ أن بعد استشهاد العقيدين عميروش وسي الحواس وبفعل الدعاية الاستعمارية فقد اثر ذلك على معنويات السجناء، ثم جاءت فرصة عيد الأضحى التي استغلها الشيخ المناسبة وأمّ السجناء في الصلاة.       

        في الخطبة الأولى تحدث عن الحج ولكن في الخطبة الثانية عرج على الحدث، وربط بين استشهاد عميروش وسي الحواس، وتحدث بكلام رفع به معنويات السجناء، وأثناء إلقاء الخطبة كان هناك سجّانٌ جزائري (حارس سجن) من عائلة طرقية اسمه بشتارزي، تلقف كلام الشيخ بحقد أعماه عن هدفه، فور انتهاء الخطبة والصلاة ذهب السجان إلى إدارة السجن بزهو وفي نفسه أنه جاء بشيء يثأر به لبعض ألهته، ذهب إلى إدارة السجن وقال لهم: إن الشيخ قال في خطبة العيد:

ـــ تحيا الجزائر البهية.

        وهي جملة لم يتلفظ بها الشيخ في خطبته.

وصفوه بعالم البَلاط..

        اعتبره الاستعمارُ الفرنسيُّ خطرا فسجنه، رأى فيه الطرقيون تهديدا لنفوذهم فدبروا محاولات لاغتياله، استاء من مواقفه جزائريون كُـــثّر، فضايقوه وأساؤوا التصرف معه، واتهموه في دينه ووصفوه بعالم البلاط، كل هذه المواقف وغيرها صنعت صلابة وقوة الشيخ أحمد حماني الذي ظل ثابتا على دينه محبا لوطنه، وأبغض الدنيا الى درجة أنه استحى أن يتصدق بثيابه على الفقراء بعد وفاته لأنه ليس فيها ثوبُ شهرة ولن يستطيع أحد لبسها لتواضعها..

       رحم الله العالم الجليل الموسوعي المجاهد أحمد حمّاني، ضحيّة ثقافة النسيان، والجحود، وتعمّد مــــحْو فرسان الجزائر، ومصابيحها من الذاكرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سمير حميطوش تومي عياد الأحمدي:29 اجوان 2019م / موقع عبد الحميد بن باديس( بتصرف)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  الجمال.. وما أدراك ما الجمال؟؟ كتب: بشير خلف      كيف نُعرِّفُ الجمالَ؟ وكيف نُحدّدُ جَــوْهَره، وأسُسَه الموْضوعية؟ ما هي المعاييـرُ...